السؤال الذي ظل يطرق خاطري . منذ تواتر احداث بابنوسة والفرقة العسكرية هناك . لماذا تخير (الدعم) إستعجال دخول المدينة او المتبقي منها (مقر الفرقة) وهي محضونة ومحاصرة ومقطوعة ! بتركيز جهده الحربي عليها رغم أنها حكما حتى في حال إستبقاء قوة الجيش داخلها لا تمثل تهديدا عليه .لا بإمكانية تحركها لمهاجمة مناطق بالجوار . او ان تتحول الى نقطة حشد وقيادة متقدمة للهجوم . بإعتبار ان المنطقة أساسا وصول الجيش اليها من شمال كردفان (الابيض مثلا) يتطلب عملية طويلة ومعقدة تتطلب جهد عملياتي يبدأ من شمال كردفان نفسها الى غربها وربما تحركات من نقاط في جنوب كردفان وهو كذلك معقد وكل هذا بخلاف التجهيزات والكلفة مرتبط كذلك بعامل الوقت . وكلها معطيات تجعل عملية بابنوسة ليست ذات اولوية بالمنطق والحسابات العسكرية ذات اولوية للدعم لكنه خالف ذلك لماذا ؟! لان الموضوعي توفير طاقتك بحساب الاولويات لمحور شمال كردفان الذي يعمل فيه الجيش بصمت ويضرب ضربات متتالية تحت غطاء الصمت و(باص وخانة) . مع ملاحظة ان العدو يتمتع بافضلية السيطرة على مدن مثل بارا والنهود واطرافه مؤمنة من تلقاء غرب كردفان وشمال دارفور ويضمن من بعد خطوط إمداد 2 اعتقد ان للأمر هدف لحظي الان والاخر عسكري لاحق . اما المعنوي . بتحقيق نصر مطلوب لاغراض تثبيت الأثر . الذي يمتد اولا الى القيادة العسكرية بالجيش والحكومة التي مؤخرا اظهرت مواقف يبدو انها كانت مزعجة للجهة المديرة للحرب وتوازناتها السياسية والإعلامية . بحيث تكون الرسالة ان الجيش والبرهان يتوعدنا بالإجلاء والإزالة ونحن ننتزع منه فرقة جديدة ويتم عرض الحدث هكذا حتى دون وزن البينات الاخرى الواردة سابقا حول المنطقة . هنا ستبرز مشكلة الهشاشة النفسية . سيكثر الهرج والتخوين وتعود الاحوال العامة المدعمة بنشر ادخنة الروايات والتوقعات على نفس ما حدث وسوابق سقوط مدن واخرها الفاشر التي ظرفها وتفاصيلها هي نفس بابنوسة مع فوارق طفيفة 3 واما العسكري اللاحق بعد بابنوسة فتوقعي ان الجهة المديرة للحرب على السودان وبعد انجاز اغراضها غير العسكرية من بابنوسة قد تتجه الان لفتح مسرح تجاه مناطق النفط بغرب كردفان وربما داخل جنوب السودان (هذا سيتحدد وفقا لتفاعلات الاوضاع بجنوب السودان بعد الاجراءات الاخير بين مراكز السلطة) والمسار الاخر قد يكون بحنوب كردفان وخاص بتحسين خارطة الجيش الشعبي وعبد العزيز الحلو والذي سيسعى لتحقيق ضم مناطق من غرب كردفان مثل لقاوة الى جبال النوبة (الرجل يطرح جنوب كردفان هكذا في اطروحاته) ولي يقين كامل ان التحاق الحلو نفسه بمشروع الحرب الحالية في السودان غرضه الخلوص الى دولة تخصه اكثر من اقتناعه بمشروع تأسيس وبندقيتها . الانتقالات والمربعات التي تمضي في هذه الحرب . اكبر من خيال هذه المليشيا .اكبر بشكل اكبر ..خالص