تراوري يحمل المريخ على رأسه إلى دوري الثمانية من بطولة سيكافا . الكبير السوداني يعود في الجولة الثانية ويفلح في انهاء أحلام حامل اللقب فيتالو البورندي بنجاحه في تحقيق التعادل الذي كان كافياً للعبور . ثمة من يصف رأسية المحترف بأنها مشروع انقاذ معسكر المريخ الاستعدادي للفوز بالدوري الممتاز . فأهل المريخ وهم يحزمون حقائب سفرهم في الطريق إلى كيجالي . اتفقوا على أن الغرض من المشاركة في سيكافا ليس الفوز بها . لم تكن هذه الوعود هي وعود مجلس الإدارة وحده وإنما لم يشذ الجهاز الفني للفريق من هذه القاعدة . لكن مريخ ما بعد فيتالو بدأ مختلفاً عن مريخ ما بعد البوليس . حيث عادت أحلام المحمولة جواً لتغازل المريخاب من أول وجديد حين أعتبر بعضهم أن تجاوز حامل اللقب يفتح الابواب امام الأحمر من أجل التتويج بالنسخة الحالية لبطولة سيكافا . تتبع حديث ما بعد تجاوز الدور الاول في سيكافا بالتعادل يلاحظ ان حالة من التفاؤل بدت تدب في أوصال فريق المريخ وبين جماهيره عقب تجاوز الدور الاول مدرب الفريق العام محسن سيد قال: إن الفريق الان تخلص من ضغط الخروج المبكر وانتظروه في المباريات القادمة لكن محسن قبلها بيوم كان يستخف بمن يصفون بطولة سيكافا بالضعيفة وهو ما يعني ان قوة البطولة ومبارياتها تحتاج لفريق يمتلك مقدرات الفوز بها وانتزاع تاجها . وهو ما يجعل البعض يتساءل عن مقدرات ممثل السودان في هذا الجانب وخصوصاً في ظل ضغط المباريات التي تلعب عن طريقته البطولة . عامل أخر ربما يتعلق بدرجة الانسجام في صفوف الفرقة المريخية وقدرة لاعبي الفريق على الاداء بمستوى يؤهلهم للعبور في الطريق نحو اللقب ؟ مراقبون في تحليلهم لما يمكن أن يحدث يشيرون لنقطة رئيسة تتعلق بالتطور الهائل في كرة سيكافا في الوقت الذي ظلت فيه الكرة السودانية تتخبط في واقع عدم الاستقرار والمشكلات التي تعيق تقدم الفرق للامام . كما أن العودة إلى التاريخ القريب تنبئك عن مغادرة المريخ لنسخة الابطال من دورها التمهيدي عن طريق فريق ينتمي لسيكافا هو كمبالا سيتي وهو ذات الامر الذي تكرر مع اهلي شندي الذي ودع عبر جمعية كيجالي احد فرق المنطقة وهو ما يهدد مسيرة المريخ في البطولة وربما يطيح بأحلام جماهيره في التتويج . المريخ يواجه في دوري الثمانية فريق عزام التنزاني وهو الامتحان الذي يتطلب من لاعبي المريخ تجاوزه في سبيل العبور لدوري الاربعة وبعدها يمكن الحديث عما يأتي بعدها وهو فريق يبدوا منظماً ويصعب على المريخ الذي لعب أمس عبوره وهو أمر باعتراف المريخاب انفسهم بعيداً عن جدلية العاطفة ومحاولة طرح الامور بشكل قد يخالف الواقع في الميدان . وتتسع دائرة الاحلام المريخية حين تكتب أحد الصحف المحسوبة على النادي أن جسراً جوياً سيتم تدشينه بين الخرطوم وكيجالي حين يعتزم بعض أعضاء المجلس اللحاق بالبعثة احتفالاً بالعبور إلى دور الثمانية ولرفع الروح المعنوية لنجوم الفريق في مقبل المباريات وهو ما يعني أن رغبة المريخ في الفوز بالبطولة بدأت تتصاعد يوماً بعد أخر وهو ما يمكن من خلاله العودة إلى التصريحات الاولى التي وضعت سيكافا بأنها مجرد إعداد للممتاز في دورته الثانية . المريخ الذي صعد لدوري الثمانية من حقه أن يحلم بتحقيق التاج أو هكذا تبدو واقعية الامور باعتبار أن أي فريق يشارك في سباق فإن رغبته أن يكون هو الحائز على المرتبة الأولى فيه وأن المريخ حين حزم حقائب الرحيل كان يسعى لتحقيق هذه الغاية وهي الحصول على الكأس . ومات رشح من كلمات قبل الإنطلاق كان الغرض منها التقليل من أحلام الجمهور بغية التخفيف من صدمة الخروج حال حدوثها وهو ما جعل ذات نصوص الحديث تمضي بعد مباراة البوليس الأولى حين تم تجهيز الرأي العام المريخي لقبول فكرة العودة بخفي حنين وبالاكتفاء بالثلاث مباريات في الدور الاول للبطولة لتأتي رأسية تراوري وتغير المشاهد . وأن بقي السؤال حاضراً حول مشهد طائرة الاحمر في عودتها هل ستكون محملة بالتاج أم انها ستكون محلقة بأجنحة الخيبة كما حدث في سيكافا التي استضافها المريخ قبل شهور قلائل ؟ بين الخيبة وتحقيق الأمل فإن مشهد وحديث المريخاب قبل انطلاقة البطولة يختلف عن لغتهم بعد مباراة البوليس وتحول كثيراً عقب الوصول إلى دوري الثمانية فكيف ستكون نهاية الحكاية .