أسابيع قليلة تفصلنا عن نهاية الدوري الممتاز وتبدأ التسجيلات والشطب بالأندية وتسجيلات المحترفين تجد اهتماماً كبيراً من قبل الأندية خاصة ناديي الهلال والمريخ. بدأت التجربة منذ فترة زمنية طويلة لكنها لم تتطور بالصورة المرضية ويرجع ذلك لأسباب عديدة. عدم وجود خطة مدروسة وموضوعة مسبقاً لعملية التسجيل من حيث حاجة الخانات، ومنطقة وجنسية اللاعب ولايوجد لاعب مرصود بعينه، حيث أن في الدول الاخرى وفي الدوريات الكبرى يتم رصد ومتابعة اللاعب المعني لفترة زمنية طويلة ومن ثم تقييمه فنيًا وبدنيًا ومهارياً وبعد ذلك يخضع لاختبارات كثيرة (لياقة وتحمل وكشف طبي دقيق) لكن اللاعب عندنا يتم تسجيله وفقاً لترشيحات وكلاء اللاعبين (السماسرة) والوسطاء الذين لاهم لهم سوى جمع الاموال من المحترفين. وكثيرًا ما يتم تسجيل لاعب محترف في خانة بها مجموعة مميزة من اللاعبين الوطنيين والمحترفين أحيانًا. وحتى نستطيع أن نسجل لاعب محترف وفقاً لحاجة النادي الفعلية لابد أن نحدد الخانات المطلوبة مسبقاً ويتم رصد لاعب بعينه ومتابعته وهناك اكاديميات كثيرة في معظم الدول الافريقية يمكن تكليف شخص بالقيام بهذه المهمة بدلاً من تسجيل لاعبي المؤسسات بدول الخليج ومعظمهم كبار في السن ومردودهم الفني والبدني ضعيف جداً. المتابع لتسجيلات القمة وخاصة في السنوات الأخيرة يلحظ أن المستوى الفني للمحترفين أقل بكثير من اللاعبين الوطنيين وهذه كارثة حقيقية واللاعب المحترف لابد أن يتمتع بمستوى عالي من المهارة والخبرة وأن يكون علامة مميزة بالفريق وليس تكملة عدد وأن يعمل الفارق في مستوى وأداء وروح الفريق وأن يتمتع بالثقة والروح العالية حتى يمنح الثقة للاعب الوطني. ويؤثر عليه بشكل إيجابي حتى يقدم أفضل ماعنده ويطور مستواه الفني والبدني لكن الواقع يقول إن معظم المحترفين في الاندية السودانية يقبعون في دكة البدلاء ومشاركتهم تكون محدودة جدًا وغير مؤثرة في اداء الفريق وهذا ليس محترف، بل عبء ثقيل على النادي. يتم تسجيل المحترفين بمبالغ طائلة في ظل ظروف معلومة للجميع ووارغو واتوبونغ امثلة لذلك نحن ليس في حاجة أن نسجل لاعباً بمبلغ مليون دولار ميزانية الاندية لاتسمح بذلك وحتى أن وجد هذا المبلغ نحن في حاجة لتوظيفه في اشياء مفيدة أكثر من اللاعب الواحد والتجارب أثبتت ان اللاعب الذي يتم تسجيله بمبلغ طائل لم يقدم مايشفع له مما أخذه من مبلغ ضخم كهذا. وسرعان مايصاب اللاعب المحترف بالغرور ويعتبر أنه نجم سوبر وحتى اللاعب الوطني يصاب بالحنق تجاهه ويخلق حاجزاً نفسياً بينه وهذا المحترف وشاهدنا كثيرًا عدم التعاون مع المحترف فتفشل التجربة الاحترافية. لذلك يجب تسجيل اللاعب بمبلغ مالي معقول لايرهق خزينة النادي ولا اقطابه لأن تكلفة تسجيل المحترف غير حافز التسجيل تتبعها التزامات اخرى مثل السكن والاعاشة والسيارة وتذاكر السفر وغيرها. كثير من الاخفاقات التي تصاحب عملية استقطاب المحترفين، ويرجع ذلك لأن الملف يوكل لشخصيات غير مؤهلة للقيام بهذه المهمة ويجب أن يتمتع الشخص المسؤول عن تسجيل اللاعب المحترف بالخبرة الكافية التي تمكنه من أداء مهمته بنجاح ولابد أن يكون لاعب كرة قدم سابق متابع لأنشطة الدوريات الافريقية والعربية وصاحب علاقات مع أصحاب الاكاديميات الكروية الافريقية ويجيد فن التفاوض ويجيد عدة لغات غير العربية ولابد أن يكون متفرغاً تماماً أثناء فترة التسجيلات والمفاوضات وأن يتمتع بالامانة والاخلاص للنادي. صياغة العقود مع المحترفين شابتها عدة مشاكل خلال تجارب الاحتراف السابقة وعانى ناديي الهلال والمريخ من عملية شطب اللاعبين كثيراً، حيث رفعت عدة شكاوي في الفيفا للمطالبة بالحقوق وكان هناك لغط كبير في أن النادي سلم كامل الحقوق المادية للمحترف وانكار المحترف لذلك ولوجود ثغرات في العقود يستفيد المحترف ويأخذ اموالاً كثيرة من النادي. وحتى لا تقع في مثل هذه المشاكل يجب اشراك خبراء قانونيين وخبراء في قوانين كرة القدم في صياغة هذه العقود أو استشارتهم والاستعانة بهم في ابداء الرأي. وحتى نخرج بدوري ناجح فيه من الاثارة والندية مايجعل الجمهور محب للحضور والمشاهدة لابد ان يتم تسجيل لاعبين محترفين جيدين وأرى أن يتم تسجيل المحترفين من الاكاديميات الافريقية. لأن لاعب الاكاديمية لاعب تم إعداده وتدريبه بصورة علمية وعملية وتمت تنمية مهاراته الفنية والبدنية تحت اشراف طاقم تدريب مؤهل وبذلك يكون اكتسب وتعلم الكرة كما ينبغي وأيضاً هو لاعب صغير السن لديه طموح ورغبة في تقديم مستوى متميز لمواصلة تجربته الاحترافية ومبلغ تسجيله مناسب لامكانيات الاندية السودانية وأيضاً يمكن تسويقه مستقبلاً. وبعد أن تتحول الأندية لأندية محترفه وتتحسن الأمور المالية للأندية السودانية يمكن تسجيل المحترف السوبر بأي مبلغ مالي وفقًا للامكانيات المتاحة حينها ونكون قد صقلنا التجربة الإحترافية وتفادينا العيوب فيها. كوبندى – ساندروا – بومبيدو – بايروفتش هذه ليست أسماء احياء سكنية بإحدى الدول اللاتينية، بل محترفون (قبضوا وزاغوا) فمن منكم يتذكرهم.