حارس المرمى هو أكثر مركز له خصوصية في كرة القدم واهمية كبرى في تحديد مسار بطولات وتأمين الدفاع والمساهمة في تثبيت المستوى الفني به وبث روح التحدي والفوز ، ومن هنا تكمن اهمية اختيار الحارس الافضل وطريقة اعداده وتأهيله من قبل الاجهزة الفنية المختصة بتدريب الحراس وخصوصا تلك الفرق التي تخوض بطولات قارية صعبة وطويلة والتي بها مباريات حاسمة ومعقدة وتحتاج احيانا لركلات ترجيح وبعض البطولات التي تشارك فيها تواجه فرقا تمتلك مهاجمين مرعبين ومميزين يتعرض حارس المرمى لضغط كبير ، فأهم ما يميز حارس المرمى القوة الجسمانية والبدنية والطول المناسب ، والقدرة على القفز وحسن التصرف ، اليقظة الدائمة والسرعة والجرأة ومواجهة المهاجمين والتصدي للانفرادات والتوقيت المناسب للخروج من المرمى واهم من ذلك بث الثقة في خط الدفاع. تميز حارس المرمى لوحده لا يمكن من الفوز وكسب الرهان اذا كانت خطوط الفريق الاخرى لا تقدم مردودا طيبا وخاصة خط الدفاع والذي ينعكس سلبا على اداء حارس المرمى. تبقت مباريات قليلة ويسدل الستار على الدوري الممتاز لهذا الموسم ولم نشاهد حارس مرمى مميز يشار اليه بالبنان أو صاحب مستوى يبشر بولادة نجم المستقبل بإستثناء قلة قليلة جدا. تعتبر هذه مشكلة خطيرة تنذر بوجود مستقبل معتم للكرة السودانية لحساسية هذا المركز واهميته ، فالحراس المميزين اصبحوا عملة نادرة ويتناقصون بشكل مستمر ونخشى ان يأتي يوم لا نجد حارس مرمى واحد ممتاز في السودان ان لم نعمل على معالجة تلك المشكلة والبحث عن اسبابها والتي باتت تؤرق ناديي الهلال والمريخ واندية الدرجة الممتازة والفريق القومي ليس استثناء. فالسؤال الذي نطرحه هل باتت الملاعب السودانية لا تنجب حراس مرمى مميزين بالرغم من ان الحراس السودانيين على مر الدهور ظلوا مميزين ومعروفين على مستوى الكرة الافريقية والعربية بالرغم من اعتزالهم كرة القدم امثال الهادي سليم ، الطيب سند ، حامد بريمة ، احمد آدم ، سبت دودو ، عوض دوكة .. وغيرهم. حارس المرمى يمثل نصف الفريق والجدار الاخير لمنع دخول الكرة للشباك واية هفوة من الحارس تكلف الفريق ثمنا غاليا لذلك يتهيب الجميع اللعب في هذه الخانة لانه دائما اول شخص يحاسب على الاخفاق ويكون عرضة للنقد وتحمل المسئولية نيابة عن الآخرين ، وعندما يجيد ويفوز الفريق لا يهتم به احد وهو المساهم الاكبر في الفوز لذلك عزف الشباب عن التفكير في اللعب كحراس مرمى الا القليل منهم. غياب المدربين الاكفاء والذين يعملون على تأهيل الحراس وافتقادهم للخبرة الكافية والشهادات التدريبية المحصلة حراس مرمى عاديين وغير مؤثرين الامر الذي يجعل ادارات الاندية تلجأ لمدربين اجانب لتدريب الحراسة والتكلفة المالية العالية للمدرب الاجنبي تجعل امر وجوده مقتصرا على الاندية المقتدرة حاليا فقط وللفريق الأول. اهمال الوحدات التدريبية لحراس المرمى في الاندية اسهم في تدني مستوى الحراس فنيا وبدنيا ولابد من تدعيم الجهاز الفني بمدربين ممتازين. وضع استراتيجية جيدة لتدريب الفئات العمرية لخلق قاعدة مؤهلة تأهيلا علميا واعدادهم على اسس متطورة مع توفير الرعاية الكاملة للمواهب القادرة على اللعب في مركز حارس المرمى يمكن عبرها رفد الملاعب السودانية بالحراس في المستقبل. تأهيل مدربي حراس المرمى من خلال ابتعاثهم الى الدول الاوروبية وغيرها من الدول التي تفيد في هذا المجال امر مهم ولابد للاتحاد العام لكرة القدم ان يوفر تلك الفرص ، واقامة دورات تدريبية محلية واستجلاب الخبراء الاجانب لاننا بصراحة لا يوجد لدينا منهج تدريب لمدربي حراس المرمى موضوع بصورة علمية ، وايضا وضع لوائح وضوابط تنظم عمل مدربي حراس المرمى بالاندية خاصة اندية الممتاز فلا يعقل ان يكون هناك مدرب ولا يحمل شهادة تدريب. تقييم حراس المرمى ماديا غالبا يكون اقل من بقية اللاعبين في الخانات الاخرى هذا الامر يسهم في نفور اللاعبين من اللعب في هذا المركز اضافة للنظرة الدونية لحراس المرمى وهذا المفهوم لابد من تصحيحه في اذهان الاداريين والمشجعين والمجتمع. ظاهرة استجلاب حراس المرمى المحترفين والتي اصبح المريخ صاحب النصيب الاوفر فيها تصيب الكرة السودانية بخلل كبير على المستوى القريب لان في السودان التقليد ينتشر بسرعة كبيرة ونخشى بعد فترة وجيزة ان يصبح بكل فريق في الدوري الممتاز حارس اجنبي. لابد للاتحاد ان يضع القوانين المقيدة لاستجلاب حراس المرمى الاجانب والاكتفاء بالحراس الوطنيين حيث اننا عانينا في السنوات الاخيرة على مستوى الفريق القومي من ضعف مستوى لاعبي الدفاع والهجوم بسبب اعتماد معظم اندية الممتاز على المحترفين في تلك المراكز. بخلاف بقية اللاعبين فان فترة تواجد حراس المرمى في الملاعب تستمر طويلا وهناك حراس وطنيين مارسوا كرة القدم وهم في سن الاربعين والسر في ذلك ان حارس المرمى يبذل مجهودا بدنيا اقل مقارنة باللاعبين الآخرين مما يسمح له بالعطاء طويلا ، احيانا يكون هذا العام سببا في شطب حارس مرمى لم تتح له الفرصة الكاملة في الظهور لذلك يجب ان تتاح الفرص المتكافئة للحراسة حتى نستطيع الاستفادة من خدمات جميع الحراس بالكشف.