الإفتقار للتدريب هو السبب الرئيسي في تدني مستوى التعليق الرياضي بالسودان كان التلفزيون السوداني يعقد العديد من الدورات التدريبية والشوالي أحد المستفيدين الدولة وقفت عاجزة عن حسم التفلتات في الصحافة الرياضية مع معرفتها بالمتسببين لا كرامة لنبي في بلده فأنا مدرب للإعلاميين العرب ولا يطلب مني أحد في بلدي تدريب الإعلاميين!! سأعلن إعتزالي عقب أولمبياد ريو دي جانيرو بعد خمسين عاماً في بلاط صاحبة الجلالة حاوره: عاصم وراق - عدسة: أبوبكر شرش في إعقاب الفشل الذريع الذي ظل مصاحباً للنقل التلفزيوني لمباريات الدوري الممتاز في جانبي التعليق والنقل ,ولأن عشاق كرة القدم ظلوا يجأرون بالشكوى جراء هذا الفشل والتردي الذي ظل متكرراً خلال نقل المباريات من جانب قناة (النيلين الرياضية الفضائية) والحاصلة على حق بث مباريات الدوري الممتاز كان لابد لنا ومن باب لا ينبئك مثل خبير من الجلوس إلى الهرم والإعلامي القامة الأستاذ كمال حامد محمد أحمد والذي كان شاهداً على صرخة ميلاد قناة النيلين ,بل هو من أطلق عليها الإسم في بواكير العام 2006م ,والأستاذ كمال حامد إعلامي معروف على الصعيدين الداخلي والعربي فقد قضى سحابة عمره وزهرة شبابه في العمل الإعلامي حتى تبوأ أرفع المناصب متنقلاً من نجاح إلى آخر ليصبح مفخرة للسودان ..بدأ الأستاذ كمال حامد مسيرته الإعلامية مراسلاً للصحف السودانية من مدينة الحديد والنار عطبرة في شمالي السودان منذ العام 1966م وكان كذلك عقب تخرجه في معهد التربية بخت الرضا بمدينة الدويم وفي العام 1969م عمل محرراً بقسم الأخبار بتلفزيون السودان إضافةً لعمله كمعلم بمدارس المرحلة الثانوية العامة ,وفي العام 1975م إنتقل للمملكة العربية السعودية للعمل في صحيفة عكاظ لينتقل لصحيفة الشرق الأوسط ومشرفاً رياضياً على مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ,ثم مديراً لتحرير صحيفة الرياضية السعودية ومديراً لمكتب الخرطوم لمطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ,وأميناً عاماً لنقابة الصحفيين السودانيين ,ومدير لمكتب الحياة اللندنية بالخرطوم ,ثم مراسلاً لهيئة الإذاعة البريطانية من الخرطوم ,عضو الإتحاد العربي لكرة القدم ,عضو مجلس إدارة التلفزيون السوداني,مستشار البرامج الرياضية بالتلفزيون السوداني,مدير إدارة البرامج الرياضية بالتلفزيون السوداني,مؤسس ومدير لقناة النيلين الرياضية ,رئيس اللجنة الدائمة للرياضيين بإتحاد الإذاعات العربية, رئيس الفريق العربي الموحد لتغطية دورات الألعاب الأولمبية أثينا 2004م,سيدني 2000م,بكين 2008م ولندن 2012م,مستشار تحرير صحيفة الإنتباهة 2007 ومشرف على النسخة التي تطبع وتوزع بالمملكة العربية السعودية يومياً ولا يزال. تحدثت عن عدم مواكبة الأجهزة بالتلفزيون للطفرة الهائلة التي حدثت في العالم ..فماذا عن التعليق الرياضي في القنوات السودانية؟ 00 أولاً أود التأكيد على أن التعليق الرياضي في السودان يشهد تدهوراً مريعاً والسبب في ذلك من وجهة نظري يعود للإفتقار للتدريب ومهمة التعليق على المباريات وهي حية وعلى الهواء مباشرةً مهمة صعبة للغاية وتتطلب كوادر من نوع خاص تتمتع بالموهبة والثقافة الرياضية الواسعة إضافةً لسعة الأفق وسرعة البديهة على أن تتم رعاية هذه المواهب وصقلها بواسطة خبراء ومدربين مؤهلين ويمتلكون خبرات واسعة في هذا المجال ..وأنا ومن واقع خلفيتي كمعلم كنت أولي التدريب جل إهتمامي وحتى العام 1995م لم يكن هناك معلقون رياضيون في السودان ليخلفوا الأسماء الكبيرة التي ظلت تعمل منذ ستينات القرن الماضي فقمنا بفتح المجال للتقديم بإعلانات في الصحف اليومية فتقدم لنا 500 شاب وبعد التصفيات تقلص العدد إلى 100 ثم إلى 30 وعقدنا لهم دورة تدريبية متكاملة دعونا لها المعلقين الكبيرين علاء صادق وعدنان حمد الحمادي واللذان قاما بتدريب تلك المجموعة وبعد الإمتحان النهائي قمنا بتعيين العشرة الأوائل في إدارة الرياضة بالتلفزيون ومن تلك الأسماء أذكر محمد فضل الله وخليل وهؤلاء هم الذين دخلوا المهنة بفضل تلك الدورة. إذاً لماذا تدنى المستوى وبعض الأسماء التي ذكرتها لا تزال في المهنة؟ 00 هذا سؤال جميل .. أعترف بأن مستوى المعلقين السودانيين متدني هذه الأيام والسبب في ذلك يعود لتوقف التدريب فمثلاً كان مستوى هؤلاء الشباب في العام 1995م أفضل بكثير من مستواهم اليوم وكان من المفترض أن يحدث العكس وهم لا ذنب لهم في ذلك ولكن إدارات التلفزيون المتعاقبة ظلت تهمل جانب التدريب ولا تلقي له بالاً ولذلك كان من الطبيعي أن نصل إلى هذه النتائج المحبطة والحل يكمن في إعادة تلك الدورات التدريبية إلى الواجهة والإهتمام بها.ففي السابق كنا نهتم بالدورات التدريبية التي إستفاد منها معلقون من مختلف الدول العربية من بينهم المعلق التونسي عصام الشوالي وحالياً ومع زيادة ميزانية التلفزيون التي تصل إلى ستة مليارات جنيه في الشهر إلا أن الدورات التدريبية قد توقفت تماماً ,وعلى أيامنا كان برنامج الرياضة هو الأكثر مشاهدةً وترعاه أربع شركات كبرى . أنت شخصياً تعتبر مدرباً للإعلاميين على مستوى العالم العربي فلماذا لا تقوم بتدريب أبناء وطنك؟ 00 نعم أنا بالفعل مدرب للإعلاميين العرب وأعمل بالمركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني ومقره بالعاصمة السورية دمشق وأنا نائب لرئيس المركز وقمنا بعقد العديد من الدورات التدريبية التي إستفاد منها معلقون من مختلف الدول العربية بما فيها السودان .. ولكن يقولون أنه لا كرامة لنبي في بلده ففي وطني الحبيب لم تطلب مني أي جهة من الجهات تدريب الإعلاميين أو حتى إلقاء محاضرات لترقية المهنة . توقفت عن العمل في الصحافة الرياضية لعدة سنوات ثم عدت لتتوقف مرةً أخرى فماهي الأسباب؟ 00 أولاً دعني أعبر عن حزني لواقع الصحافة الرياضية في السودان والتي صارت حاشدة بالمهاترات وساقط القول ويحكمها التعصب الأعمى للأندية بل وللأفراد داخل تلك الأندية الأمر الذي أشعرني بالندم على قرار عودتي للعمل بالصحافة الرياضية مرةً أخرى بعد فترة من التوقف فقد كنت ناشراً لصحيفة الجريدة .. رفضت لجمال الوالي ولم أستطع الرفض للطيب مصطفى ولعودتي أسباب منطقية أوجزها في التالي : لقد طلب مني الدكتور جمال محمد عبد الله الوالي رئيس مجلس إدارة نادي المريخ العودة وتولي رئاسة تحرير إحدى الصحف التي يملكها وكان السبب في عدم موافقتي هو سيادة التعصب والمهاترات في الصحافة الرياضية وأنا وقد تجاوزت العقد السادس من عمري لا يمكن أن أوافق على هذا التعصب الذي يفرغ الرياضة من قيمها ومفاهيمها السامية ..ومن ثم طلب مني الأخ الباشمهندس الطيب مصطفى العودة لإستلام رئاسة تحرير صحيفة الموسم التي يملكها ولإعتبارات كثيرة لم أستطع الرفض للأخ الطيب مصطفى فهو شخص عزيز على نفسي وتعود له الطفرة الكبرى التي شهدها التلفزيون السوداني في عهده .. ومع ذلك وقبل توقف صحيفة الموسم طلبت من الطيب مصطفى تحويلي إلى مستشار تحرير ولكنه رفض وأعلن توقف الصحيفة لإعادة الترتيب .. ما هي الأشياء التي تسهم في رواج ونجاح الصحف الرياضية ؟ 00 أقول وبكل شفافية إذا كانت الصحيفة الرياضية ترغب في الإستمرارية والصمود في عالم اليوم في السوق السوداني فما عليها إلا أن تدغدغ مشاعر الجماهير بالبحث عن شماعات للفشل والتريقة على الأندية الأخرى فإذا كان خطها مريخياً تروج للتعصب للأحمر وتقوم بالتريقة على نادي الهلال والعكس إذا كان خطها هلالياً ,وفي هذا الخصوص أشيد بصحيفة (قوون) التي لا تزال متمسكةً بمهنيتها ولا تزال في الصدارة وأرجو أن تواصل الصمود.وأنا أعتبر أن الترويج للتعصب من خلال القلم أو المايكروفون يعتبر خيانةً للأمانة وخلال عودتي الأخيرة للكتابة من خلال صحيفة الموسم كتبت 49 عموداً وعلى الرغم من مريخيتي إلا أنني كنت أكتب عن الهلال وقد كتبت عمودين عن الهدف الرائع الذي أحرزه لاعب الهلال الموهوب نزار حامد في مرمى حارس مرمى نادي سموحه المصري المهدي سليمان وشبهته بهدف لاعب المنتخب السعودي الأسبق سعيد العويران في مرمى المنتخب البلجيكي في كأس العالم 1994م.وأنا لا أكره الهلال بل لدي علاقات ممتدة مع الأهلة وقد كرمني الهلال خمس مرات في حين وقف معي المريخ في المحكمة وتربطني علاقة دم ورحم برئيس نادي الهلال الأسبق الأرباب صلاح الدين أحمد إدريس .. ما هو الحل من وجهة نظرك؟ 00 لقد عجزت الدولة تماماً في ضبط تفلتات الصحافة الرياضية وقال أنه وخلال الندوة التي عقدها المركز السوداني للخدمات الصحفية مؤخراً ذكروا أن التفلتات بدأت في العام 2008 م وهي في خمس صحف ويقودها تسعة صحافيين ..ومع أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحافية يعرف تلك الصحف وتلك الأسماء إلا أنه لم يحرك ساكناً وما لم يحدث الحسم فسوف يستمر الوضع كما هو عليه الان ..وأقول أن البرازيل سيدة كرة القدم في العالم بها صحيفتان رياضيتان فقط وبإيطاليا صحيفة رياضية واحدة فهل نحتاج نحن لهذا العدد من الصحف الرياضية ومع وجود كل هذا الكم من المهاترات التي طالت الرموز وجعلتهم يفضلون الإبتعاد عن الوسط الرياضي . كلمة أخيرة أود أن أقول أنني قد عملت لمدة 15 سنة عضواً باللجنة الإعلامية العربية لكرة القدم وعندما تركتها في العام 2003م لم أكن حزيناً .وعملت لمدة 16 سنة عضواً في لجنة الرياضة في إتحاد إذاعات الدول العربية وكنت أقدم الملخص اليومي في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني في العام 2000م ,أثينا في العام 2004م,بكين في العام 2008م ولندن في العام 2012م وإذا أتيحت لي الفرصة لمتابعة أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل في العام المقبل 2016م سأعلن إعتزالي العمل الرياضي بعدها مباشرةً لأنني سأكون أكملت خمسين عاماً في بلاط صاحبة الجلالة وهذا يكفي.