قال الفريق المدهش عبد الرحمن سر الختم رئيس لجنة الحكماء التي كونها الأستاذ حيدر قالوكما وزير الشباب والرياضة الاتحادي، أن دواعي تكوين اللجنة معلوم للجميع في ظل الأزمة المسيطرة على الساحة الرياضية في الوقت الرهن بعد انسحاب بعض الأندية من المشاركة في الممتاز، وأشار الفريق المدهش في حديثه لبرنامج (عالم الرياضة) بالتلفزيون القومي أمس إلى أن ما يحدث هذه الأيام أمر غير مسبوق في الرياضة السودانية، لذلك تدخلت الدولة ورأت أن الأزمة الحالية تستحق الوقوف عندها وتم تكوين لجنة من (حكماء) الوسط الرياضي عن طريق وزير الشباب والرياضة الاتحادي. ثلاثة محاور أشار رئيس نادي الهلال السابق أن للجنة ثلاث محاور أساسية كلفت للقيام بها، أولها رأب الصدع بين الإتحاد والأندية المنسحبة، وثانيها اتخاذ الخطوات الكفيلة باستمرار النشاط الكروي دون توقف وثالثها صون حقوق كل الأطراف في إطار الروح الرياضية، وأضاف قائلاً: كلفت برئاسة هذه اللجنة وأعتقد أننا أمام مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، ونجاح مهمتنا يتطلب تضافر الجهود وتفهم دواعي تكوين اللجنة. وذكر سعادة الفريق المدهش: نحن في اللجنة ليس معنيين بمواقف الأندية، ومهمتنا تتركز في مسببات الأزمة وكيفية معالجتها. مؤكداً أن تداعيات الأزمة تهدد الموسم الرياضي، وتؤثر في علاقة السودان الدولية والقارية، مشيراً إلى أن الأزمة تهدد الأمن والاستقرار في السودان في وقت تشهد فيه البلاد حراكاً سياسياً لحل مشاكل السودان عبر الحوار الوطني المنعقد هذه الأيام، معتبراً أن تواصل التوترات سيؤثر على النشاط الكروي وسيحرم المواطن السوداني من الاستمتاع بإثارة كرة القدم التي تعتبر متنفساً للملايين. علينا التسامي فوق الانتماءات طالب الفريق عبد الرحمن سر الختم كل الأطراف المتصارعة التسامي فوق الانتماءات من أجل الخروج من هذا النفق المظلم وصولاً للحل الأسلم، وأضاف: القضية ليست مرتبطة بالهلال والمريخ أو أية جهة أخرى، لكن القضية أصبحت قضية أكبر من ذلك بكثير لذلك نفكر ليل نهار في الخروج منها وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. هذه سياسة عملنا كشف رئيس لجنة (الحكماء) عن السياسة التي ستتبعها اللجنة في عملها، مبيناً أنهم عملوا خلال أول اجتماع أنعقد بعد التكوين على تنظيم أعمال اللجنة، وكذلك العمل على وضع خطة للسير للأمام ، وأضاف: تناقشنا في الاجتماع حول كيفية ترتيب عمل اللجنة، ووضعنا الشفافية والحيادية كأشياء أساسية في عملنا ، وشددنا على ضرورة الالتزام بولاية اللجنة بعيدا عن شخصنه القضايا، والتعامل مع المؤسسات والفصل بين الأشخاص حتى نمضي في عملنا بالشكل الذي نريده. تشخيص الأزمة وتقديم الحلول أعلن عبد الرحمن سر الختم سفير السودان السابق بكل من مصر وأثيوبيا أن خطة عملهم في اللجنة ستعتمد على تحديد المشكلة وتشخيصها من كافة الجوانب، وتحديد الأطراف المؤثرة في الأزمة، والعوامل التي ساعدت على اندلاعها، وأضاف: سنعمل على تحليل العوامل التي أدت للأزمة، ومن ثم تقديم الحلول، وبعد أن حددنا عوامل الأزمة وأبعادها حرصنا على الاتصال بكافة الأطراف المعنية بالأزمة لكي نستمع لهم من أجل الوصول للحل الأمثل. لقاءات مع كل الأطراف أكد عبد الرحمن سر الختم أن اللجنة ستجتمع مع أفراد من المؤسسات المعنية بالأزمة، مبيناً أنهم سيحرصون الالتقاء برئيس الإتحاد، ورئيس لجنة الإستئنافات، وكذلك رئيس نادي الهلال ورئيس نادي الأمل، بالإضافة لرئيس نادي الميرغني كسلا للاستماع إليهم كنهج وليس تقليلاً من شأن هذه المؤسسات، وأضاف قائلاً: قد نستعين بأطراف أخرى حال رأت اللجنة ان لهم تأثيراً في القضية. نعمل على عامل الزمن أعتبر والي الجزيرة السابق أن تعاون كل الأطراف المعنية بالأزمة سيساعد لجنة (المساعي الحميدة) في تحقيق النجاح، وأضاف قائلاً: قرار الوزير بتكوين اللجنة لم يقيدنا بزمن معين، ولكننا استشعرنا المسؤولية ورأينا أهمية عامل الزمن في إنجاز العمل مع أجل عودة عجلة الدوري الممتاز للدوران، ولدينا متطلبات ستساعدنا في النجاح، حيث سنعمل على الجلوس مع كل الأطراف، والوصول للحل مرتبط بمدى تعاون هذه الأطراف معنا. كل الأطراف شريكة في الأخطاء قال رئيس لجنة الحكماء أن طبيعة عمل اللجنة، أن يتم داخل إطار البيت الرياضي، والتحلي بالروح الرياضية، مبيناً أن هنالك ظروفاً أملت وجود هذه العبارة، وأضاف قائلاً : القانون واضح، ولكن تطبيقه لن يحل المشكلة ولن يرضي جميع الأطراف خاصة وأن للأزمة تداعيات أمنية ورياضية كبيرة ولابد من تدخل الروح الرياضية، وتابع قائلاً: سنعمل على أن نقرب بين القانون وروح القانون، من اجل الخروج من هذه الأزمة المليئة بالتعقيدات، خاصة وأن كل الأطراف ارتكبت أخطاء وإن تفاوت حجم الخطأ ولكن الخطأ يبقى خطأً، لذلك كما قلت فإن القانون لن يرضي كل الأطراف ولابد من وجود مخرج لهذه الأزمة. نراهن على الإحساس بالمسؤولية وقال عبد الرحمن سر الختم أن نجاح اللجنة مرتبط بفهم كل الأطراف لتداعيات الأزمة وإلى أين ستقودنا مستقبلاً لو استمرت، وأضاف قائلاً: أنا واثق من أن الأندية لن تتعنت في التمسك بمواقفها، فهذه اللجنة مناط بها إيجاد مخرج عن طريق الجودية، وسنعمل على إيجاد حل وسط يرضي كل الأطراف، وفي رأيي أن المجتمع الرياضي هو الأقدر على حل مشاكله دون تدخل جهة أخري، ونراهن على الإحساس بالمسؤولية وتعاون كل الأطراف مع اللجنة، ونحتاج للصبر وسعة الصدر لحل كل المتناقضات وللوصول إلى الحل الأمثل. الإعلام شريك أصيل أكد سعادة الفريق أن الإعلام الرياضي شريك أصيل في الأزمة، مشيراً إلى التأثير الكبير الذي يمكن أن يصنعه، مؤكداً سعيهم تحويله من إعلام سلبي إلى إيجابي في الفترة المقبلة، وكشف عن أنهم سيحرصون الجلوس مع الإعلام الرياضي من اجل تبصيره بأهداف اللجنة، موضحاً أن الناطق الرسمي للجنة هو رئيسها، مبيناً أنهم سيتعاملون مع الإعلام عبر بيانات مكتوبة سيتم توزيعها على كل وسائل الإعلام. وقال سر الختم أن لجنة المساعي الحميدة حريصة على التواصل مع الإعلام، مبيناً أنهم سيعقدون مؤتمراً صحفياً في نهاية أعمالها، مؤكداً أنهم يعولون على الإعلام كثيراً في تجاوز التقاطعات المسيطرة على الأزمة، وأضاف قائلاً: نحن على علم باللواءات ولكن للإعلام دور حيوي، ونحن في منهجنا لن نتعامل مع الفعل ورد الفعل، ولا بما يصدر في وسائل الإعلام بل من المصادر حرصاً على إنجاح العملية. مصنفون ولكن متجردين وجه الفريق عبد الرحمن سر الختم في ختام حديثه رسالة لكل الأطراف المشاركة في الأزمة مبيناً أن الاعتراف بالخطأ يقود إلى الحل، مؤكداً حرصهم التحدث بشفافية مع كل الأطراف، وكشف رئيس لجنة المساعي الحميدة أن أعضاء اللجنة (مصنفين)، وأضاف قائلاً: لا ننفي بأننا مصنفين، ولكننا سنعتمد في عملنا على الشفافية والتجرد والتقيد بولاية اللجنة، والاعتراف بالخطأ فضيلة، والحل سيكون بداية تصحيح للكرة السودانية من اجل المصلحة العليا للبلاد والرياضة والشعب السوداني الذي يتخذ من الكرة متنفساً له، ولكن الآن غابت المتعة وتوقفت المباريات، وسيطرت التشنجات والمهاترات على الوسط الرياضي، وساد عدم الاحترام، لذلك يجب أن نتعاون من أجل تجاوز هذه الأزمة ونعيد للكرة متعتها، وحتى يكون الشوط الرياضي إضافة كبيرة للحوار الوطني الجاري الآن.