استعاد حاسة التهديف لم يكن موسم 2015، جيداً لنزار حامد، مثله مثل عدد من اللاعبين ولم يكن نزار هو نفس اللاعب الذي عرفته جماهير الهلال في السنوات الأولى لمشواره مع الفريق، وبالرغم من اجتهاده في الملعب ولكن الجمهور يرى أن نزار يملك الأفضل وبإمكانه أن يكون الأول إذا أراد ذلك وعمل من أجل تطوير مستواه.. ويبدو أن ما يقوله الجمهور والنقاد قد وصل إلى أذن نزار الذي عمل على الاستفادة من كل إخفافات الموسم الماضي وظهر في أحلى صورة بسوسة، حيث ظل يقدم مستويات جيدة مقنعة في التدريبات والمباريات التي شارك فيها مع الفريق، مما يؤكد أن نزار حامد عازم على تقديم موسم مختلف مع الفريق يسترد فيه عرشه المفقود ونجوميته التي عرف بها وبسببه أطلق عليه الجمهور والإعلام عدداً من الألقاب.
تخلى عن عادته القديمة أكثر النواحي السلبية في أداء نزار حامد هو إصراره على رفع الكرة من أجل مراوغة المنافس وتخطيه بلعبة هوائية تثير إعجاب الجماهير الشئ الذي يغضب المدربين الذين يرون أن الكرة أسرع عندما تمرر وتلعب بطريقة أسهل وهذا ما فعله نزار في معسكر سوسة، حيث ظهر بنيولوك جديد في التدريبات وظل يحرص على التمريرات الأرضية القصيرة مع التقليل من الكرات الهوائية التي لا يلجأ إليها إلا عندما يكون مضطراً.
يحن إلى الطرف الأيمن وضع نزار حامد في الملعب وكلاعب وسط يحتم عليه أن يلعب في الجهة اليسرى وأمام الطرف الأيسر، عبد اللطيف بوي أو معاوية فداسي للقيام بأدوار هجومية ومساندة الدفاع، إلا أن نزار ظل يهرب إلى الجهة اليمنى التي يجد فيها نفسه ويبرز فيها مهاراته وإمكاناته، ويتألق فيها، مما جعل الفرنسي جيان ميشيل كافالي يثبته في هذه الجهة ويلزم شيخ موكورو بالتحرك في الجهة اليسرى.
كسب معركته مع نيلسون نجح نزار حامد في كسب معركة الوسط مبكراً وعبر التدريبات فقط، بعد أن أقنع كافالي بقدراته العالية في خط الوسط وإجادته للجوانب الهجومية والدفاعية في آن واحد إلى جانب حسه التهديفي العالي، واتخاذه للمواقع السليمة لاستقبال الكرات لحظة الهجوم، وهذا ما جعل كافالي يضعه في الوسط المدافع بجوار نصر الدين الشغيل ويلجأ دائماً إلى سحب الغاني نيلسون لازغيلا الذي ظل يلعب كمحور ثان بجوار الشغيل.
مدافع وهداف
أكثر ما يميز نزار حامد امتلاكه لحاسة تهديفية عالية بالرغم من أن المدرب يعتمد عليه في أحيان كثيرة كلاعب وسط مدافع، ولكن نزار الذي يحب تسجيل الأهداف، يبادر بصناعة الهجوم والتحرك بسرعة نحو المرمى في انتظار الكرة حتى يسكنها الشباك، وقد استعاد حاسة التهديف في معسكر سوسة الحالي، حيث سجل في التدريبات السابقة عدداً من الأهداف خلال الجمل التكتيكية التي يطبقها الجهاز الفني كما سجل هدفاً في مرمى فريق أمل سوسة في المباراة الودية الأخيرة.
روح معنوية عالية ظهر نزار حامد بروح معنوية عالية خلال فترة المعسكر السابقة، مما انعكس على أدائه في التدريبات وظل يتألق باستمرار ويكون الأفضل دائماً، وبعد أن ضمن مكانه كأساسي في الفريق، فإن نزار حامد مرشح للتألق مع الفريق فوق العادة واستعادة نجوميته التي تراجعت في الموسم السابق.
رجل مهام وضح من الفترة السابقة أن نزار حامد من اللاعبين الذين يضع عليه الجهاز الفني مهاماً كثيرة في المرحلة القادمة ويقوم على عاتقه البناء التكتيكي للفريق، حيث ظل كافالي يكلف نزار حامد بمهام محددة في التدريبات ويوضح له المربعات التي ينبغي أن يتحرك فيها في الملعب، أثناء الدفاع أو الهجوم، بل أن المدرب ظل يوقف التدريب في بعض الأحيان لتنبيه نزار حامد للمكان الذي يجب أن يكون فيه لحظة تمرير الكرة من أحد زملائه أو من الفريق المنافس.
الشيخ.. لقبه وسط الفريق منحت وسائل الإعلام نزار حامد عدداً من الألقاب، في سنواته الثلاث الماضية مع الهلال، منها الماكوك والصاعقة وأخرى كثيرة، ولكن لقب نزار وسط زملائه بالفريق هو الشيخ، من واقع أنه لاعب متدين ويواظب على الصلوات ويتعامل مع الأمور بجدية وعقلانية الشئ الذي جعل لقب الشيخ يليق به أكثر من أي لاعب آخر.
مستوى عال في الوديات منح الفرنسي جيان ميشيل كافالي، نزار حامد فرصة المشاركة في المباراتين اللتين أداهما الفريق بالمعسكر حتى الآن، حيث شارك في مباراة الملعب السوسي في الشوط الثاني من المباراة، وقدم مستوًى لافتاً وبفضله سيطر الفريق على منطقة الوسط تماماً وصال نزار وجال في الملعب وكسب ثقة الجميع، وفي مباراة أمل سوسة شارك نزار حامد في المباراة كاملة، حيث بدأ كلاعب وسط مهاجم ونجح في تسجيل الهدف الثاني للفريق مستفيداً من عرضية زميله مدثر كاريكا، وفي الشوط الثاني لعب محور دفاع بجانب الشغيل بعد أن أخرج كافالي الغاني نيلسون وأدخل بدلاً عنه العاجي شيخ مكورو، وفي هذا الشوط قدم نزار أداءً تكتيكياً عالياً وربط خطوط الفريق بحركته التي لا تهدأ ولياقته العالية كما تحرك في الجانب الهجومي وشكلت طلعاته خطورة كبيرة، وكأنه يتحرك بثلاث رئات وتجده أينما وجدت الكرة في الملعب.