* لم يجد لاعبو الهلال خياراً غير الفوز الكاسح الذي حققوه عصر أمس الجمعة على الأمير البحراوي ب8 أهداف مع الرأفة والرحمة لأن هذا الأمير كان من الممكن أن يتلقى اكبر خسارة في تاريخ الدوري الممتاز وربما وصلت إلى الرقم القياسي الذي يحتفظ به الهلال في منافسة كأس السودان عندما كسب الجيمعابي الكاملين ب17 هدف دون مقابل، ولكن رماة الله كانوا رحماء بالأمير من باب التقدير لمدربه هيثم مصطفى الذي ترعرع في هذا النادي قبل أن يسكب عرقه في الهلال. * قدم الهلال مباراة على طريقة السهل الممتنع، وعادت التمريرات القصيرة واللعب على الأطراف والمربعات والمثلثات والهجوم من كل الجبهات.. كان الهلال بالأمس هو الفريق الذي تبحث عنه الجماهير وتكتب عنه الصحافة ويخشاه المنافسون.. وعندما يكون الهلال في يومه ومستواه، تحضر المتعة والجمال ورقي الأداء وانسياب الكرة وانتشاء الجماهير وسلاسة التعبير والفرح المتبادل بين الجميع.. ومع الهلال مافيش أحزان وأحقاد. * كثيرون قد يسألون عن سر العودة القوية والأداء المبهر للهلال والساذجين وحدهم من يرجعون ذلك إلى ضعف الأمير وهذا غير صحيح وليس له علاقة بالواقع أو المنطق لأن هذا الأمير الضعيف خسر من المريخ بهدف وحيد غير صحيح سبقته مخالفة ارتكبها خالد النعسان مع مدافع الأمير قبل أن يسجل هدف الفوز الوحيد، ومن يرى أن الأمير فريق ضعيف عليه أن يحتفظ برأيه لأنه يلعب مع الهلال في درجة واحدة وطموحه الفوز والخروج بنتيجة ايجابية ولم يأت ليخسر بالثمانية وليس هنالك واحد في ال100% من الناس كان يتوقع هذا الفوز الكبير عدا أستاذنا عبده قابل الذي توقع للأمير خسارة اكبر من التي نالها أمس. * السر تمثل في أن المصري طارق العشري المدير الفني للفريق، نجح ولأول مرة في أن يدفع بالتشكيل الصحيح بوضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، فعودة السنغالي سليمانو سيسيه للطرف الأيمن حرك وتحويل ابوعاقلة لوسط الملعب جعل الهلال يتنفس بأكثر من رئة، بعد أن أعاد سيسيه الحيوية للطرف الأيمن ويكفي الكرة الطولية التي لعبها لعبداللطيف بوي و التي سجل منها موكورو هدفه الجميل، أما ابوعاقلة فقد نجح في اعادة الحياة لخط الوسط بحركته النشطة وانقضاضه السليم وقدرته على قطع الكرات بكل سهولة واعتقد أن الوسط هو المكان المناسب لهذا اللاعب، وفي نفس الوقت كان لمشاركة وليد الشعلة في خط الهجوم الأثر الكبير في هذا النشاط وتعدد الهجمات بسرعته وقوة التحامه ورغبته في الأداء واعتقد أنه يستحق المشاركة اساسياً إلى جانب كاريكا. * عادت أمس الصدارة إلى الهلال طائعة مختارة بعد أن وصل إلى النقطة 25، وأعاد المريخ إلى مكانه الطبيعي والمناسب في الوصافة، وأصبح صاحب أقوى خط هجوم ب20 هدف، وفي نفس الوقت صاحب أقوى دفاع بهدف وحيد وهذا هو الوضع الطبيعي لأن الأرقام القياسية ماركة مسجلة باسم الهلال. * قدم الهلال أمس مباراة من طراز رفيع بسبب تألق موكورو وبشة وكاريكا والشعلة وحركة سيسيه على الطرف الأيمن ولا يمكن أن ننسى الأيقاع السريع واعتقد أن فرحة جماهير الهلال كانت فرحتين، حيث حقق الفريق الفوز العريض وقدم السهل الممتنع وفي نفس الوقت كانت شاهد عيان على عودة الشغيل للمشاركة وظهور محمد عبدالرحمن بعد غياب طويل بعامل الاصابة فعودة هذا الثنائي من الأخبار الجميلة التي سمعتها الجماهير واحتفلت بها على طريقتها الخاصة. * خلاصة القول أن الهلال هل في الوقت المناسب وقدم مباراة كبيرة وجميلة قبل مواجهة الأهلي طرابلس السبت المقبل في دوري أبطال أفريقيا، وإذا واصل الفريق على هذا النسق ولعب اللاعبون بذات الروح ودفع العشري بذات التشكيل فان الفريق سيعود وفي يده بطاقة التأهل من تونس قبل أن يلعب مباراة الإياب في ام درمان.. وفي الختام الهلال ثابت في الأمام والآخرين متحركون.. والسلام.