قبل أن يغادر الهلال إلى دولة تونس لأداء مباراته الأولى أمام الأهلي الليبي فقد ودعت الفرقة الزرقاء جماهيرها بنتيجة كبيرة جداً ولكنها كانت خادعة في ذات الوقت حينما كسب الأمير البحراوى بثمانية أهداف رفعت سقف الطموحات الهلالية، وذلك لتحقيق نتيجة إيجابية إلا أنها جاءت مخالفة لكل التوقعات وخيبة للآمال فقد ظهر الهلال بلا ملامح ودون أنياب ومتباعد الخطوط ولم يستطع حتى بناء هجمة وحيدة لإرعاب خصمه الشئ الذي جعل الفر يق الليبي يكثف من هجماته مستغلاً سرعة الثلاثي ربيع اللافي ومحمد صولة والمصرى الذي شكل ضغطاً رهيباً على جبهة الهلال الأمر الذي أربك أبيكو وجعله يخطى ويقدم هدية ثمينة للثوار لم تكن في أحلامهم حتى . فمباراة اليوم تحتاج إلى قدر عالٍ من الثقة والتركيز لخطف بطاقة الترشح للدور القادم فهي صعبة بكل المقاييس فالمطلوب من المارد الأزرق الفوز بفارق هدفين، فلذلك حماية المرمى تشكل أولوية قصوى نسبة للأسلوب الهجومي المرتد الذي سيعتمده الضيوف للوصول إلى شباك الهلال وإحراز هدف يعقد به الحسابات أكثر فهذه ستكون مهتهم بأمدرمان فنأمل أن يكون المدير الفني طارق العشري قد استفاد من الخسارة السابقة وعالج الأخطاء خلال المعسكر القصير الذي أجراه بالقاهرة ولعب فيه مباراة وحيدة مع باشتيل أحد فرق الدرجة الثانية وحقق فوزاً معنوياً بعد مرارة الهزيمة بتونس ومن خلال المعسكر نتمنى أن يكون قد أخرج اللاعبين من حالة الإحباط التي سيطرت عليهم حتى لا تنعكس سلبياتها على جولة الإياب مجدداً فالانتصار مع المحافظة على نظافة الشباك هو المطلوب. العشري لم يفِ بما وعد قبل أن يتجه إلى تونس وعد العشري ومن خلال تنوير صحفي أنه ذاهب لمعركة ويريد مقاتلين ولكنه خسرها ولم يظهر الفرسان بالصورة المرضية فقال إنه في طريق العودة سيعمل على إقامة معسكر قصير بموفنبيك ويلتقي من خلاله أحد فرق المقدمة بالدوري المصري مثل الزمالك أو الأهلي أو الإسماعيلي وفي الأخبار أنه رفض مواجهة حرس الحدود فريقه السابق ولا ندري مبرر هذا الرفض، هل خوفاً من الخسارة أم ماذا؟ فعلى أي حال اختار أن يلعب أمام فريق ضعيف حتى وأن كان متصدراً لدوري الدرجة الثانية، فالثانية هي الثانية سواءً في مصر أو الخرطوم فالأمر سيان وغالباً ما تحصل هي على الفائدة أكثر من الفريق الآخر بدليل إحراز الهلال لسبعة أهداف في مرمى باشتيل ونتمنى ألا تخدع العشري هذه النتيجة العريضة فالمباريات الودية لاعلاقة لها بالتنافسية وباشتيل ليس الأهلي الذي يأتي إلى السودان وفي جوانحه آمالاً عراض لإقصاء الهلال والترشح بدلاً عنه لدور الستة عشر من الأبطال . عودة ميدو وتألق الثعلب والمطالبة بايشيا تربك المصري سيجد المدير الفنى المصري طارق العشري نفسه أمام خيارات عديدة لحسم هذه الجولة المعقدة في كل تفاصيلها فاللاعب محمد عبدالرحمن وبعد تعافيه تماماً من الإصابة وعودته القوية أمام باشتيل بهاتريك سيضطر المدرب ليعزز به المقدمة الهجومية وكذلك ولاء الدين الذي بدأ يتحسس طريقه نحو الشباك وسجل ثنائية في الفريق المصري، فالهلال يحتاج أن يحرز على أقل تقدير ثلاثة أهداف تحسباً لكل الظروف غير المعروفة في كرة القدم حتى وأن ولج مرماه هدفاً من المنافس لا يتأثر بذلك في أمر صعوده للمرحلة القادمة، فالهجوم هو الخيار الأمثل لضرب الثوار، فرأينا كيف كانت عواقب الأسلوب الدفاعي الجبان في موقعة تونس وعجز لاعبى الهلال عن الوصول إلى مرمى الزعيم الليبي فالخيارات متاحة أمام العشري وفي مباراة اليوم يكون الهلال أو لا يكون فتجهيز كافة الأسلحة ضرورة تمليها الظروف وفي الجانب الآخر تألق صهيب الثعلب بشكل لافت والمصري يعلم بذلك واستفسر عنه مدرب الفريق الرديف وربما يضعه ضمن الكروت الرابحة لمفاجأة الأهلي وأيضاً هناك أصوات تنادي بأن تتاح الفرصة للغاني كنيدي ايشيا والاستفادة من خبراته الأفريقية التي اكتسبها من مشاركاته المستمرة وقيادته لفريق الشباب الغاني ومع فريقه، فتواجد ايشيا يعتبره البعض لاغنى عنه خاصة بعد تراجع المايسترو نزار حامد واختافئه التام في جميع المباريات الفائتة مما أدى إلى ظهور وسط الهلال تائهاً ومتباعد الخطوط لاسيما وأن نصر الدين الشغيل إلى الآن لم تكتمل جاهزيته ويصل إلى فورمة المباريات التنافسية . تحدٍ خاص للاعبين الروح الكبيرة التي أدهش بها لاعبو بايرن ميونخ الألماني عشاق المستدير في كل العالم وتأهلهم الإعجازي لدور الثمانية بعد خسارتهم بهدفين نظيفين في إيطاليا أمام اليوفي ثم عاد الفريق الإيطالي وكرر ذلك بتقدمه عليهم في ملعب اليانزا ارينا وسط جماهيرهم التي الجمتها الحيرة، ولكنها لم تيأس أبداً من نجومها الذين عادوا برباعية كفلت الوصول إلى دور الثمانية ومن قبل تمكن الهلال من قلب الطاولة على ناساروا النيجيري رغم القناعة الكامنة في دواخلنا في إمكانات هلال 2007 وهلال 2016 ومع ذلك ظل الأمل معقوداً على الأقمار لمخالفة التوقعات والدخول إلى هذه المواجهة بتحدٍ خاص بينهم وأنفسهم لرد اعتبارهم أمام الأهلي الليبي والمحافظة على اسم الهلال الذي لم يعرف الغياب عن المجموعات في السنوات الأخيرة .