أظنكم على معرفة بذلك (الشافع ) الشقي الذي دائما ما يكون مخلوقا في كل حي وأي قرية , ولا تخلو أسرة من عضو بمثل صفاته , شافع ( شليق ) لا يهدأ له بال إلا عندما يصعد أعلى الأشجار ثم يقفز منها فلا يصيب قدماه مكروه سوى إتساخهما بالطين الذي سقط في خضمه بينما كان مشغولا بتجريد الأشجار المسكينة من أوراقها , وعندما ينتهره أحدهم ( يااا ولد ) تجده قد هرول مسرعا بأرجله السكاكات وابتسامة (غياظة) تملأ وجه المتشقق (الجضوم) متجها نحو السرير ( أبو ملاية جديدة ) ! هذه الملاية التي كانت على الدوام مبعث للفخر في نفس ست البيت , وسببا في أن يرفع راعي البيت رأسه عاليا , فهو الذي إشتراها بكل هذه الزهور المرسومة عليها !! ولكن فجأة وبعد وصول ذلك الشافع الشقي إلى هذه المحطة بكل طينه وعجينه يتحول هذا المفرش الأنيق إلى قطعة ملطخة بالوحل والتراب , فيضطر أهل البيت إلى تغييرها ثم تجريد السرير الثاني من أختها , نعم السرير الثاني لا ذنب له , ولكن من غير الممكن أن تكون (ملايات) الغرفة كل فردة من بلد !! هل تذكرون هذا الشافع هل تجدونه بينكم الآن!! نعم هو ذلك المتخصص في ضرب الأطفال الذين هم في سنه , بل و من هم أكبر منه سنا أيضا , و يصل إلى قمة النشوة والفرحة بالإنتصار عندما يقوم بتكسير ألعاب أخيه الأصغر أو أي طفل يرمي به حظه العاثر بالقرب منه , شره يعشق الطعام , يأكل أكل السوسة والعافية مدسوسة , (لقمتو ) أكبر من لقمة رجل في سن والده !! ( يدنكلها ) ثم يحشوها في فمه العريض حشوا ولا يأبه للفتات الذي يتساقط فيكون سببا في تجمع الذباب !! نعم هو نفسه ذلك الذي يتلذذ بتعذيب ( الكديسة ) يضربها يركلها ويخنقها ويطاردها حتى تغادر الحي , وعندما يفشل في الإمساك بها يبدأ في رميها بالحجارة وهو يصرخ (بس بس بس ). ولا يعلم هو أن كلمة (بس ) هذه التي نخاطب بها القطط فتفهم أننا نطردها والتي تعني البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) من المفترض أن تقال له هو كلما تحرك لخراب شيء ما !! عسى أن تكبح البسملة جماحه !! هل وجدتم هذا الطفل الآن بينكم , في الحي أو في العائلة أو لدى الجيران , نعم هو ذلك الذي ومنذ اليوم الأول لدخوله المدرسة تقوم المعلمة بطرده منها بعد أن يقوم بتقطيع كراسات ودفاتر زملائه , ليس هذا فحسب ولكن أيضا إلتهام (ساندوتشات ) جاره في الفصل المسكين ود الناس الذي لم يهنأ بساندوتش (الجبنة والمربى ) الذي أعدته والدته في الصباح الباكر , واللوم ليس على ذلك الشقي ولكن اللوم على المسكين ود الناس الذي أجاب بكل صدق على سؤال ذلك الشافع الذي تساءل بخبث (حاسين ليت بي سنو ) !! فهل يعقل أن يخبره ود الناس بالمربى التي دائما ما تخفيها منه والدته في الكرتونة الموجودة داخل الشنطة المقفولة بقفل ضخم وموضوعة أعلى (راس الدولاب )..! معقولة تقول ليه مربى فلا تتحرك شياطين الجوع في رأس هذا الشافع (المدوقسة ) !!! نعم هو نفسه الذي طردته المعلمة وأقسمت أن لا يعود هذا الوحش الصغير إلى فصلها أبدا , فيكفي ما أصابه من خراب وبهدلة وتكسير وتحطيم , أقسمت المعلمة أن تترك مهنة التدريس تماما لو أنه عاد من جديد فقد تسبب هذا المخلوق الصغير الشرير في توجيهها لرواتب شهرين متتاليين لأجل شراء ثوب جديد بعد أن أشعل النار في ثوبها القديم (بكبريتة) أحضرها من منزله! !! الشفع يجيبو أقلام وكراسات هو يجي من البيت شايل كبريتة !! حملت الأخبار أن سمير زاهر سوف يصل إلى الخرطوم قريبا متأبطا يد عصام الحضري قاصدا إعادته مرة أخرى لصفوف المريخ لمواصلة نشاطه الرياضي بعد حل المشاكل العالقة مع إدارة النادي !! فهل تعتقدون أن ود الناس المسكين سوف يهنأ بطعم المربى عندما يسأله ذلك الشافع مرة أخرى ( حاسين ليك بي شنو ) !! وهل تظنون أن ثوب المعلمة الجديد سوف يسلم من نار ( كبريتة ) هذا الشافع إن هي وافقت على عودته للفصل بعد أن كانت قد أقسمت (لا ) ,, هل تنجح زيارة ولي أمره هذا (الطفل الكبير) للمدرسة في حل المشاكل العالقة , نعم نظنها سوف تنجح , سوف تنجح على الرغم من علم مدير المدرسة أن كل هم ولي أمر الشافع هو التخلص من شرور هذا ( العفريت ) فتسلم أشجار بيته وملايات زوجته من عمايلو , سوف تنجح فنحن أناس طيبون قوي !! داخل الإطار يحكى أن كل المدرسة قد تجمعت يوما , تلاميذ . معلمين. ومعلمات , عمال وعاملات عندما صعد ذلك الشافع أعلى مبنى الفصل ووقف على حافة المبنى يقول ضاحكا لمن تجمعوا وتجمهرو تحت المبنى ..( أنوت... أنوت )!! وترجمتها أنط... أنط !! قف وااا شناتك