شهدت مباراة جزيرة الفيل امس الاول انتهاء حالة الاحتقان والانفعال التي ظهرت بين المدرب الفرنسي للهلال والقائد هيثم مصطفى , وهي ازمة مفتعلة لم يكن لها اي داع وشهدت العديد من التطورات حيث كان التمهيد لها واضحاً منذ فترة طويلة من قبل اشخاص ليس من مصلحتهم ان يبقى الهلال في حالة استقرار . لقد تطرقت سابقاً لوضع البرنس في الموسم الجديد مع الهلال وكنت انتظر ان يبادر هيثم بنفسه للجلوس مع المدرب خاصة وان وضعية اللاعب مع الفريق اختلفت وهذا شئ طبيعي لاينقص من قيمة اللاعب الذي يعتبر رمزًا في الهلال . لقد مر فيصل العجب احد عملاقة الكرة السودانية بذات الموقف مع المريخ وتقبل اللاعب الجلوس في دكة الاحتياط بشكل طبيعي بل اصبح العجب كرتاً رابحاً لاي مدرب في الشوط الثاني . ومع قلة مردود هيثم مصطفى في الموسم الماضي كان لابد ان يعمل اي مدرب على توظيفه بالشكل السليم من خلال اشراكه لمدة اربعين دقيقة او شوط كامل حسب قدراته البدنية , بدلاً من اشراك اللاعب طوال زمن المباراة دون ان يستطيع تقديم اي شئ للفريق ويكون هذا الشئ خصماً عليه . وهذا الامر حدث في مباراة جزيرة الفيل التي دخل فيها البرنس في الشوط الثاني فوجد الترحاب من جماهير الهلال التي ظلت تصفق له نظرًا لقيمته وحبها الكبير له , فلماذا لاتكون مشاركة هيثم دائماً بهذا الشكل حتى يحافظ على تصفيق الجماهير التي قد يأتي يوماً سوف ( تصّفر ) له . كنت اتذكر دائماً مقولة شهيرة اطلقها المحلل السعودي مدني رحيمي والذي نصح الحارس الهلالي العملاق محمد الدعيع بالاعتزال في وقت كان فيه قادرًا على العطاء , وقال مدني للحارس الهلالي : اعتزل في الوقت الذي تصفق لك فيه الجماهير وليس في الوقت الذي ( تصّفر ) لك فيه . يومها تأثر الدعيع كثيرًا بحديث رحيمي وقرر اتخاذ اصعب القرارات واعلن اعتزاله ليصيب جمهور الهلال بالصدمة , ولكن الدعيع كسب الاحترام عندما تمسك بموقفه وغادر الملعب وهو يحمل تاريخاً وانجازات وبطولات مع الهلال والمنتخب. نحن على قناعة تامة بأن هيثم لازال قادرًا على العطاء ولكن في حدود مختلفة حالياً لان القائد الهلالي للأمانة لم يعد يستطيع اللعب بذات النفس طوال التسعين دقيقة , ويجب على جمهور الهلال تقبل هذا الشئ وعدم الوقوع فريسة اصحاب المصالح الخاصة الذين يعملون على الوقيعة بين اللاعب والمدرب لاغراضهم الخاصة . اعجبني تصريح رئيس الهلال الذي ذكر ان المدرب هو الخط الاحمر في الهلال وهذا الشئ منح المدرب الحالي للهلال وغيره وضعه الطبيعي , فلايعقل ان يعمل مدرب لمحاربة لاعب في الفريق طالما هذا اللاعب يحقق له النجاح , لان غارزيتو مدرب محترف ويتعامل وفق هذا النهج وسيشرك اللاعب الافضل والجاهز بدنياً ولايعتمد على الاسماء. لقد جاء الوقت لكي تستوعب جماهير الهلال حقيقة الامر ولاتخلط بين تاريخ البرنس الكبير ووضعه الحالي , والافضل ان تعمل على مساعدته لكي يتأقلم على الوضع الجديد , كما ان هيثم نفسه قادر على تجاوز هذه المحطة لانه وصل الى مرحلة من النضج تجعله قادرًا على تقييم وضعه مع الفريق بشكل احترافي لايقلل مما قدمه للهلال طوال 16 عاماً . فوز الهلال على جزيرة الفيل برباعية وانتصار المريخ على النيل بخماسية يؤكد ان المفاجآت بدأت تتلاشى وقد لاتسطيع الكثير من الفرق الوقوف امام القمة التي ستدور بينها المنافسة على لقب الممتاز