عاد الهلال بالاهم من مدينة شندي بعد ان قهر النمور بهدفين ليحقق الازرق الانتصار في بداية هذا المشوار لربع نهائي كاس الكنفدرالية , وتصدر الفريق المجموعة الاولى امام غريمه التقليدي ليكون في وضع فني ونفسي جيد للغاية قبل ان يلعب امام المريخ مباراة القمة الافريقية بعد اسبوعين في الجولة الثانية . الاداء الهلالي كان جيدا وخرج الفريق بالمطلوب تماما , فالفريق فرض نفسه على منافسه الذي كان يسعى للمفاجأة ولكنه اصطدم بقوة هجومية ضاربة تمثلت في الثلاثي ابراهيما سانيه ومدثر كاريكا وسادومبا , مع عمل جاد من خطي الوسط والهجوم , فكانت النتيجة صعوبة كبيرة لاصحاب الارض . سانيه مهاجم جاء في وقته وقدم اضافة كبيرة للفريق , ووجد غارزيتو ضالته في اللاعب ليبدأ في تنفيذ طريقة المثلث الهجومي وهي افضل تنظيم هجومي في الوقت الحاضر تلعب بها معظم الاندية العالمية . فالمثلث الهجومي يساهم مع الفريق دفاعا وهجوما ويمكن ان يتحرك بسهولة وحرية كبيرة , واعتقد ان التنظيم الهجومي للهلال حاليا هو الافضل وسيكون العمل على التنظيم الدفاعي الذي لازال يحتاج بعض الاضافات . كان الاداء الهلالي مثاليا للغاية ولكن الشئ المزعج هو حصول المدافع سيف مساوي لبطاقات مجانية دائما في مثل هذه المباريات , فالمدافع الهلالي اصبح مهددا بالايقاف لمباراتين اذا نال انذارا في لقاء المريخ القادم . مساوي مدافع جيد لايشك احد في ذلك ولكنه لم يتخلص من عادة حصوله على الانذارات المجانية التي تكون عادة في غير مصلحة الهلال على غرار ما حدث في الدور الاول لدوري ابطال افريقيا عندما نال اللاعب انذارين في مباراتي الدبلوماسيين وفقد الهلال خدماته امام الشلف الجزائري في لقاء الذهاب . ولاشك ان حصول مساوي على الانذارات المجانية وبشكل متكرر سيكون نقطة ضعف في مشوار الهلال , لاننا نعرف ان الفريق يعاني من نقص كبير في الخط الخلفي , لان الاعتماد على ثلاثة لاعبين تقريبا في الوقت الحاضر وهم مساوي وصالح الامين والوافد الجديد معاوية الامين . مشوارنا في الكنفدرالية لازال طويلا واذا استمر مسلسل حصول مساوي على البطاقات الصفراء في المباريات القادمة فحتما سيكون الضرر كبيرا على الهلال الذي كان يحتاج مدافعا على مستوى عال لسد هذه الفراغات في مثل هذه الظروف . مساوي مدافع مميز وليس لديه ذلك النقص الكبير حتى يقوم بتغطيه بتعطيل منافسيه , وفي اعتقادي ان اللاعب يحتاج الى مراجعة نفسه في الفترة الحالية , ولابد ان يساعده الجهاز الفني حتى يتجاوز المرحلة الحالية ويقلل من البطاقات التي اضحت تلاحقه بشكل مزعج مع النادي والمنتخب . الاختبار الصعب امام مدرب الهلال في كيفية تجاوز مشاكل الدفاع والنقص الذي يحدث بسبب الايقافات في المباريات القادمة , فالتنظيم على مستوى الخط الخلفي هو التحدي الاكبر . كما ان مواصلة المسيرة على الصعيدين المحلي والافريقي بذات النفس ستكون تحديا اخر , لان انصار الهلال لايقبلون بالتفريط في الدوري المحلي ويريدون البطولة الافريقية في ذات التوقيت . فوز الهلال في هذه المرحلة امر طبيعي ووصوله الى نصف النهائي شئ منطقي واعتاد عليه انصار الفريق , ولكن الاهم هو ختام المشوار الحالي كما نريد وننتظر , فالبداية كانت مثالية والاهم ان تاتي النهاية بنفس السيناريو