حملت جولة الذهاب من نصف نهائي دوري أبطال أوربا مفاجآت صامدة للكثيرين فلم يكن أسوأ المتشائمين بقطبي إسبانيا يتوقع أن ينال ( الكبيرين ) البارسا و الريال علقتين ساخنتين من البايرن و دورتموند على التوالي لتتناقص فرص مواجهة الكلاسيكو الاسباني في ملعب ويمبلي الشهر المقبل . نبدأ بالبارسا الذي خسر برباعية نظيفة في الاليانز أرينا بعد أداء جنائزي من الفريق الكتالوني الذي لم يقدم أي شيئ يذكر و استحق الهزيمة بجدارة حيث تفوق الفريق المضيف تماماً و قطع الماء و النور عن نجوم البارسا خاصة ميسي الذي كان تائهاً و يبدو أن الأرجنتيني لم يكن جاهزاً 100% و رغم ذلك تم الدفع به منذ البداية و هو ما دفع ثمنه الفريق ككل . في رأيي عودة البارسا غداً صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة فالفوز على البايرن بخمسة أهداف نظيفة سيكون مهمة عسيرة حتى بوجود ميسي صانع المعجزات فرفاق روبين ( الذي تألق بشدة في مباراة الذهاب ) لن يرضون بمجرد الدفاع و انتظار هجومات البارسا بل سيحاولون إحراز هدف مبكر و في هذه الحالة سيكون البارسا بحاجة لستة أهداف بدلاً عن أربعة او خمسة و بالنظر لمستوى البايرن فان ذلك المستحيل بعينه. قبل أن انتقل بالحديث عن المباراة الأخرى اود فقط أن أبدى استغرابي الشديد لتخلي البايرن السهل للغاية عن مدربه هينكس الذي يبدو في طريقه لتحقيق ثلاثية تاريخية بعد حسمه للدوري بالفعل و تأهله لنهائي كأس المانيا و اقترابه الشديد من التأهل لنهائي دوري الأبطال و حتى و لو كان البديل هو جوارديولا فان التخلى عن هينكس يبدو قراراً سيئاً للغاية و الأيام هي الحكم . مباراة الليلة و التي ستجمع الريال و دورتموند على البرنابيو قد تكون مفتوحة إلى حد ( بسيط ) و السبب ذلك الهدف الذي أحرزه رونالدو في شباك الفريق الألماني و هو ما فتح نافذة الأمل للفريق المدريدي حيث أن ثلاثية نظيفة تصعد بالريال لنهائي لندن و لا يساورني أي شك في إمكانية إحراز الريال لثلاثة أهداف و لكني اشك و بقوة في قدرات دفاع الريال في الحفاظ على شباك نظيفة و هو الدفاع المهزوز للغاية و الذي يعاني من نقاط ضعف عديدين لعل ابرزها الكرات الثابتة و لعل وجود مهاجم بإمكانيات البولندي ليفاندوسكي لن يسهل من مهمة راموس و رفاقه كما شاهدنا في مباراة الذهاب . ما شد انتباهي بشدة قبل مباراة الليلة هو الأمل الكبير الذي لا يزال يحدو ريال مدريد كلاعبين و جماهير و صحافة و يبدو أن الجميع تناسوا خلافاتهم و لو لفترة للإعداد لمباراة الانتقام حيث قامت الصحافة المدريدية بعمل هدنة مع المدرب مورينهو و توقفت عن انتقاده ( مؤقتاً ) على بصيص أمل العودة في النتيجة اليوم للمضي قدماً في حلم أو ربما ( هوس ) اللقب العاشر للملكي و هو الأمر الذي يقف في طريقه فريق ألماني منظم للغاية تكلف بنائه 35 مليون يورو بالمقارنة مع 370 مليون يورو هي تكلفة التشكيلة الحالية لريال مدريد .
متفرقات : - لم يكن فوز يونايتد بالبريمير ليج قبل اربع جولات من النهاية؛ لم يكن بالمفاجأة على إطلاق فيونايتد كان الفريق الأفضل منذ الأسابيع الأولى و استحق البطولة تماماً و قد وعى الفريق أخطاء الموسم الماضي الذي كان فيه هو الأفضل أيضاً لكنه لم يحسن الحفاظ على صدارته و اعتقد أن الهولندي فان بيرسي كان العامل الحاسم في فوز يونايتد باللقب مبكراً كما رأينا في الكثير من مباريات البطولة خاصة أمام الفرق الكبرى. - اختير جاريث بيل كأفضل لاعب و افضل لاعب صاعد في الموسم الحالي للبريمير ليج حسب اختيارات اللاعبين المحترفين و على الرغم من أن بيل قدم موسم ممتاز الا أنني اعتقد أن بيرسي هو من يستحق اللقب و ذلك لانه أكثر تأثيراً حيث احرز 25 هدف ( قبل ثلاثة أسابيع من النهاية ) و قاد ليونايتد للفوز باللقب بينما قد لا يحصل توتنهام حتى على مركز مؤهل لدوري الأبطال و لهذا السبب بالذات اعتقد أن اختيار الفائز لهذه الجائزة يجب أن يكون بعد نهاية الموسم و ليس قبل قرابة الشهر من النهاية حيث من غير المعقول توزيع الجوائز قبل معرفة الحصيلة الأخيرة للموسم.