[email protected] استوقفني قبل يومين مقال تم نشره في احدي الصحف السيارة بالخرطوم ومفاده أن حزب المؤتمر الوطني سيغلق مقره السابق الذي كان قبل مصادرته بواسطة الإنقاذ يُعرف بالنادي الكاثوليكي، ويضيف الخبر أن السبب في ذلك يرجع إلى أن المؤتمر الوطني ينوي تشييد برج من عدة طوابق بالموقع ليسع المكاتب التابعة له..الخبر عادي …غير العادي ان تكلفة تشييد البرج الجديد بالكامل بما في ذلك التأسيس منحة من الحزب الشيوعي الصيني!!!! نعم انها قذارة السياسة ..لا مجال للاخلاق او المبادئ …المصالح هي اللغة الوحيدة للتعامل !! لقد كان هناك وقت لا يطيق فيه (الأخ المسلم) أن يسمع كلمة (شيوعي)، وقصة طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان معلومة للجميع. لماذا لا نمارس نحن ايضاً لعبة السياسة و نتنازل قليلا عن الرؤية الحزبية الجزئية للمصلحة العامة ….لماذا لا تكون لنا مصلحتنا المشتركة الاساسية ….و المنصوص عليها في جميع احزابنا . بكل اختلافاتها ……مصلحة السودان …كلنا يناضل لنفس الهدف التحية و الاجلال للمواطن الشريف سيف الدولة حمدنا الله عبدالقادر و التقدير للمبادرة العملية بانشاء قناة فضائية. نعم هذه هي بداية الطريق الصحيح ان تتحول كل اللعنات و السباب السري الي صوت و صورة تعكس للداخل و الخارج حقيقة حجم المعانة و القهر الذي يمارسه الزاندقة المسلمون بقيادة الراقص عمر البشير …حجم الاستهتار و الظلم الذي يمارس يوميا نعم مولانا سيف الدولة اشعل شمعة او بالاصح اشعل كشاف …ينير الطريق للامل ….المستقبل المشرق لكن ليس العجز انشاء القناة الفضائية …لكن العجز المزمن رغم خبراتنا السياسية الطويلة جدا جدا …العاجزة علي الاتفاق علي اساسيات الطرح الجديد …اساسيات البديل ..هنا تكمن مأساة مثقفنا ….هنا العقبة …التي تتكسر فيها كل المفاهيم و الاطروحات الجديدة ..هنا يولد دائما و من رحم الثورة من يقتلها و يسرقها …الانتهازي الواعي….. كما يسميه المناضل هشام هباني توحيد الرؤية ..بكل بساطة يطرح السؤال ….هل نحن متفقون ؟؟!! علي الاقل علي اساسيات المستقبل ؟ ام فقط متفقون علي اسقاط النظام ,,,و بعدها الطوفان !!! و كل زول يملاء جرابه ….!! ما نطالب به كمواطنين بسطاء جدا …كل قوي المعارضة الاتفاق علي الاسس البسيطة التي تحفظ للوطن الوحدة…..الامن ..و الحرية …. اقتراح انشاء قناة فضائية تعبر عن طموحات و قضايا الناس …هو بداية الحلول للتغيير الصحيح و اضيف عليها …ان تنظم المعارضة الحقيقية ورشة عمل لوضع الاسس التي يجب ان تبني عليها المرحلة القادمة …فهذا النظام سقط منذ فترة طويلة و ما يمنحه الاستمرار الان هو و للاسف المعارضة الهشة التي لا تدري ماذا تريد؟؟ لفت انتباهي بيان توقيع ميثاق الفجر الجديد —حركة الشباب السوداني —هولندا (انه و برغم اتفاقنا و تأييدنا لوثيقة الفجر الجديد نلفت النظر للاشكاليات الكبيرة التي اوردها الاتفاق و علي سبيل المثال ….عدم تمثيل المرأة و الشباب و الشخصيات المستقلة و ايضا ….تقسيم السلطة و حصرها فقطّ علي فقط علي الموقعين علي الاتفاقية !!!! الوثيقة ولدت ميتة و ما هو الفرق بينها و بين نظام الانقاذ الاحادي …الديكتاتوري الاقصائي …الشباب و المرأة و المواطنين العاديين جدا هم من سيصنع الثورة …هم وقودها المجاني …هم بناة الوطن الجديد …ام المطلوب ان نهلل و نرقص لتوقيع يوسف الكودة او ال المهدي !!! الوثيقة بهذه الاسس العرجاء تدفع بالمستبعدين و الغير موقعين الي الجانب الاخر !!! وجهة نظرنا ليست رفض للوثيقة …و لكن يجب ان تعامل كمبادرة تخضع للنقاش و الاثراء من الكل ..مرأة …شباب …مستقلين .. المطلوب تطوير و اثراء و شمولية الفجر الجديد …و الدعوة لكافة المثقفين بكافة انتمائنهم …المختلفة لدراسة و تطوير الوثيقة فلن نعود مجددا للوراء و لن نقبل باقصاء اي طرف …فيكفينا اقصاء طوال العقود السابقة …الاسس سادتي بسيطة جدا … الحرية …العدالة ..الامن ..الوحدة …فليحكمنا الشيطان بهذه الاسس …المواطن البسيط جدا هذه الاسس هي كل طموحاته لا نطمح لمناصب …او وزارات او سلطة متصارع عليها قبل الوصول اليها!!!! فلنتفق علي تطوير كافة المبادرات الايجابية ابتداء بقناة الفجر الجديد ..و انتهاء بوثيقة الفجر الجديد