الجمعة 14 يناير2011م….. تحيرت كثيراً وتعجبت مما رأيته من منظر أطفال صغار بالسوق تتراوح أعمارهم من 7-11 سنة، ويبدو أنهم يمتهنون أعمالاً هامشية في وقت يجب أن يكونوا فيه بالمدارس يدرسون!!!!!!، وهالني مما رأيته ووقع قلبي بين رجلي حين أتت عربة مسرعة وأصيب أحدهم في رجله بجروح ولم تصل الإصابة إلى الكسر!!!!!!!!. حمدت الله أنه لم يصيب بكسر، وحمله صاحب العربة ومعه أخرين إلى المستشفي!!!!!!!. عجزت عن التحرك وانتظرت مع بقية الأطفال، وتوجهت إلى من كانوا بجانبي، وبدأت أسألهم، أين أسرته؟؟؟ ومع من يعيش؟؟؟؟ ومن يتكفل به؟؟؟؟ و……..؟؟؟؟؟ و………….؟؟؟. أجابني أحد الأطفال قائلاً، إنه يقيم مع والدته بأمبدة وأن له أربعة أشقاء صغار وهو يساعد والدته المريضة في رعاية أشقاءه الصغار!!!!!!!. قلت له، أين والده؟؟؟؟ قال لي، أن والده مسجون!!!!!!!!!. أحسست بأن قلبي انخلع من بين ضلوعي، وطفرت الدموع من عيني، وتحسرت على حال الطفل الصغير الذي يتحمل مسئولية تفوق طاقته!!!!!!!، وتألمت حين عرفت أن عمله يجعله أن يكون عرضة لتحرشات الكبار من ذوي الضمائر المنعدمة والأرذال، وهو ما زال يحمل براءة الطفولة وبريقها!!!!!!!!!. وتذكرت حال كثير من أسر السجناء التي فقدت معيلها مما يجعل الأطفال يتحملون مسئوليات الكبار التي لا قِبل لهم بها!!!!!!!!، وغالباً لا يسلم الأمر، ويكون الطفل عرضة لتعلم الجريمة وللاختلاط مع أرذال يستغلونه أسوأ استغلال!!!!!!!!، ناهيك عن تعرضهم لكشات البوليس وللحبس والاعتقال!!!!!!!. عرفت أن والدة الطفل مريضة ولا تقوى على العمل، مما دفع بالطفل للخروج والبحث عن عمل!!!!!!!!!. شعرت بالغصة تطعن في حلقي حين نظرت إلى الأطفال الأخرين، ولم أحتاج إلى سؤالهم، لماذا أنتم هنا؟؟؟ وما الذي تفعلونه في مثل هذا الوقت؟؟؟؟؟. قلت في نفسي، إن مثل هذا السؤال قد يحرج هؤلاء الأطفال، فهم لم يختاروا أن يأتوا إلى السوق ويطلبون العمل، بل أجبرتهم الظروف على ذلك!!!!!!!!!. وتخيلت أن يكون أطفالي في مثل هذه الظروف السيئة وقد تركوا مدارسهم بغير إرادتهم بسبب الفقر والفاقة وغياب معيل الأسرة، فكل ذلك يدفع الأطفال لأن يتحملوا مسئوليات الكبار ويعرضهم لمثل هذه الظروف!!!!!!!. تمنيت لو أن يضع المسئولين أنفسهم وأطفالهم في مثل هذه الأوضاع ويعملون على معالجة الإفرازات السالبة للفقر وللمشاكل الاجتماعية مثل سجن الوالد الذي يجعل المسئولين يواجهون بمشاكل أخرى أكبر مثل عمالة الأطفال والتشرد وغيره!!!!!!!!. حزّ في نفسي كثيراً منظر الأطفال وهم يتجارون في السوق ويدفعون بالدرداقات في سبيل البحث عن مبلغ نقدي بسيط لسد رمق أسرتهم!!!!!!!!. تحيرت في أمرهم وفي طفولتهم المفقودة، فهم ما زالوا في طور اللعب، وليس من العدل أن يبحثوا عن العمل لمعالجة مشاكل فقر الأسرة بسبب سجن الوالد!!!!!!!!!!. بإحساس الأمومة، تمنيت لو أن بيدي مساعدة هؤلاء الأطفال ومسح دموعهم، فقد رأيت فيهم أبنائي، وما لا أرضاه لهم!!!!!!!!. شعرت بأن الوقت قد سرقني ووليت ظهري لهم ومضيت، وأحسست بصغري وأنانيتي وعجزي وقلة حيلتي!!!!!!!!!. وقلت في نفسي، حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!!!!.