تواريخ التمازج البيني بينك ما بين رحيل الفنان، ورحيل الطيور ومواسم الهجرة المتعددة الأوجه مسافات، وقواسم مشتركة، وقبل حوالى 15 عاماً رحل صوت المغني حزين، ولسه الصوت صراع زمني، ولا تزال الأغنيات في رحلة البحث عن من يدوزنها، ، ولا تزال النوارس تحلم “بالجية”، ومليون حزن نبيل تتشتت على الوطن ميل، ميل، والفنان العملاق وردي هو الآخر يرثي أغنيات الجمال، “وكان جنوبياً هواها”، ومن قلب أفريقيا التي داست حصون المعتدي، واليوم يا فنانا الكبير، ويا صوتنا الجميل، ويا حزننا النبيل ” ولا النيل القديم ياهو، ولا يانا، نعاين في الجروف تنهد ولا يانا، رقاب تمر الجدود تنقص ولا يانا، يفيض النيل، نحيض نحن”. والنيل اليوم سيصبح شرياناً يربط بين دولتين، وربما بين شعبين، وجروفنا تنهد كل يوم، بسبب الساسة، وقلة الحيلة، والعنصرية البغيضة، وحيكومات تجى وحيكومات تغور تحكم بالحجى بالدجل الكجور ومرة العسكرى كسار الجبور يوم باسم النبى تحكمك القبور تعرف يا صبى مرة تلف تدور ولا تقول برى او تحرق بخور هم يا الفنجرى يا الجرف الصبور كل السقتو ما باقى على التمور وارضك راقدة بور لا تيراب وصل لا بابور يدور والماهية اف عيشة هاك وكف فى هذا الزمن تب يا دنيا تب فى هذ الزمن تف يا دنيا تف يا العبد الشقى ما اتعود شكى لكن الكفاف فوقك منتكى والسوق فيك ياسوق وعمك عبد الرحيم تكبله الهموم، ويموت كل يوم، ما بين شعارات الانقاذيين، وأوهام الساسة، وتصاعد الأسعار، ويسوق فيه السوق والقطط السمان تختطف ما يستطيع جمعه ، أو اقتلاعه من بين فكي حيوان مفترس، وسط غابة الأسمنت، والأسواق، ومطر الحبش على حد قول عاطف خيري ؛ لوكان نبش جواك سقف، وهدّ حيلك في الدواخل وشدّ عصبك في المداخل، صوت مراكبي وجيت بتسأل في القمح، وفينا من فرح المسافرين قصة الشمس القضية ، ولا يزال سؤال الهوية باقياً، وان ذهب الجنوب، لكن الغابة الحقيقية مثلما قال الأستاذ كمال الجزولي ” باعوا الغابة يا جوزيف، وباعو المانجو الناضج والنيئ”، وها هم يبيعوننا نحن في مزادات الكلام، وضلنا يا يحيي فضل الله ” مرسوم على رمل المسافة، وشاكي من طول الطريق”، وليتك تسر لصديقنا خطاب عن توقنا “للبنت الحديقة”، ولقاسم أننا مشينا الخطوة الأولى، ولا نزال في انتظار غناء الأطفال مع ترانيم فاطنة السمحة، ومع الحبوبات . ويا حميد” نفتش عن شليل”، ويا قدال لا نزال نتغزل في “حليوة في ليلة المولد”، فقط ” ما بجيب سيرة الجنوب”. رحل ود سيد أحمد، قيثارة الأغنية في السودان، ولا يزال حياً فينا، يعلمنا بكلماته معنى الحياة، ويسرب فينا الأحلام ، ويقدم لنا مشروعه الكبير، مشرع الحلم الفسيح، ويا أزهري الحاج يا مشرع الحلم الفسيح أنا بينى مابينك جزر تترامى .. والموج اللّديح القدرة والزاد الشحيح كملتو .. ما كِمل الصبر نتلاقى فى الزمن المريح ميعادنا فى وش الفجر يا مشرع الحلم الفسيح *************** يا مشرع الحلم الفسيح يا بعض منى .. وفينى ساكن أنا أصلى منك ومشتهيك و بيناتنا ليل الغربة … داكِنْ هبّة هبوبك.. أفتح شبابيك المساكن وسِّع دروبك .. ولِّع مصابيح الأماكن يا مشرع الحلم الفسيح رحل الفنان، وبقي الصوت والصدى، والسؤال الجوهري؛ قال الأبيض للأزرق يبقى ضد الإنتباه ضد تواريخ التمازج البيني بينك للبشوفك في مراهفة الخرائط فينا من وجع المسافرين واطه ما لاقت هوية الشابي يلهم تونس ويبعث من جديد حين كان معلم اللغة العربية يقرأ علينا قصيدة الشاعر التونسي الثائر أبو القاسم الشابي، ربما يظن بعضنا أن أبيات هذه القصيدة هي مثل ” مفر، مكر، مقبل مبدبر كجلمود صخر حطه السيل من عل” مع جمال التشبيه، وبلاغة شاعر الجاهلية، لكنها قد لا تعني لهم شيئاً، هي هكذا، حروف تقال من أجل التصوير والتوثيق، والامتاع، أو المباهاة والافتخار بالامساك بناصية الكلام، وربما أخطأ معلمون، وقتلوا القصيدة بضعف تفاعلهم مع كلماتها، لأن من بين هؤلاء المعملين من كان يفكر في ” حق الفطور”، أو ارتفاع أسعار السلع، أو “مشكلة عائلية”، فقتل معه الحروف بالهم، لكنني يوم أمس وأنا أشاهد الفضائيات أدركت معنى القصيدة، وعرفت سر عظمة الشاعر التونسي، فقد امتلأت الشوارع احتجاجاً على الغلاء، وعلى القمع، ومصادرة الحريات، فقد حرص زين العابدين بن علي، على السيطرة على الوزراء، وعلى الناس، وعلى الصحف، وحتى الانترنيت، ولعله طرد بعض الفضائيات، وأغلق بعض مكاتبها، وزج بالصحافيين في السجون لسنوات ، لا لشيئ سوى للاستمرار في الحكم، وهو ما يهمه وحده، لكن الشعب التونسي رفع كلمات أبو القاسم الشابي شعاراً ، وتحدى العسس، والعصي، والرصاص، وتدفق في الشوراع مثلما تتدفق السيول العرمرم، واليوم أقرأ القصيدة باحساس جديد.. إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ ….. فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ….. ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ ….. تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ ….. من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ ….. وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ ….. وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ ….. رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ ….. ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ ….. يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ ….. وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ ….. وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ صادق وعافية زواج معارضة ذهبت أمسية الثلاثاء الماضي لاحدى صالات الأفراح تلبيةً لدعوة الأستاذ صادق فرحات، الذي أكمل مراسيم زواجه على المطربة الشابة عافية حسن، فقال لي صادق، “عقد لينا شيخ حسن الترابي، وغنا لينا في العرس أبو عركي البخيت، يعني معارضة مية في المية، فقلت له ولا يهمك لأنني سوف أقدم لكما التهانئ الحارة عبر صفحات “أجراس الحرية”، وألف مبروك لصادق ولعافية، واللهم أجعله زواجاً مباركا، وأن يغلب صادق عافية بالمال، وتغلبه بالعيال، والأغنيات الحلوة. فقدنا ثلاثة جيران، وهزمنا جاران سابقان ذهب المنتخب الوطني إلى دورة حوض النيل، ولعب مع اثنين من الجيران السابقين، وهما الكونقو الديمقراطية، وكينيا، فهزم المنتخب في المباراتين، ولا أحد يشعر بذهاب المنتخب لمصر، أو هزيمته لأن هناك هزيمة أكبر لكل دولة الشمال، ودلينا على ذلك أن ” كينيا والكونقو الديمقراطية أصبحتا جارتين سابقتين” بالاضافةً إلى أوغندا ليكون جيراننا السابقين 3 دول.