مروة التجانى.. [email protected] يحتفل اليوم العالمى لحرية الصحافة بعيده العشرين فى العام 2013م وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت عن هذا اليوم رسمياً ولأول مرة فى عام 1993م ومنذ الحين ما فتئت اليونسكو بوصفها الوكالة التابعة للأمم المتحدة المكلفة بمهمة بتعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة الملازمة لها تعزز هذه الحريات الأساسية فى جميع مناطق العالم. يتضح اليوم أن ثقافة تدعيم حرية الصحافة عملية تستغرق وقتاً طويلاً بشكلٍ عام فى حين يمكن أيضاً للأنجازات الى حققت فى مجال ضمان حرية الصحافة أن تذهب سدى فى غضون شهور قليلة إذا سيطرت على بلدٍ ما قوة مناهضة لها ، إلا أن إمكانيات التقدم أصبحت متاحة فى عدد كبير من الحالات من خلال التغييرات التى تطرأ كتلك التى تشهدها بلدان الربيع العربى وجنوب السودان وزوال أنظمة سياسية كبتت حرية الصحافة على مدى عقود طويلة فاسحةً المجال أمام بيئة جديدة واعدة للغاية. وفى سياق متصل أفادت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أن حرية التعبير تواجه مخاطر عديدة يوماً بعد يوم وكثيراً ما يتعرض الصحفيون لأعمال العنف بسبب إسهامهم فى ضمان الشفافية والمساءلة فى الشؤون العامة وشهدت السنوات العشر الأخيرة مقتل ما يزيد على 600 صحفى لقى الكثيرون منهم حتفهم فى مناطق خالية من النزاع ولاتزال ظاهرة الأفلات من العقاب منتشرة على نطاق واسع فمرتكبو جرائم القتل التى تستهدف الصحفيون لا يحاكمون فى تسعة من أصل عشر حالات ويعانى عدد كبير من الأعلاميين من ممارسات التخويف والتهديد كما يتعرض كثيرون منهم للإحتجاز التعسفى والتعذيب ويحرمون فى غالب الأحيان من إمكانية الحصول على المساعدة القانونية اللازمة وقالت : يجب علينا أن نتصدى بعزمٍ لهذا النوع من إنعدام الأمن والظلم وقد أختير موضوع التحدث بأمان : ضمان حرية التعبير فى جميع وسائل الأعلام ليكون محور اليوم العالمى لحرية الصحافة فى هذا العام من أجل تعبئة المجتمع الدولى لحماية سلامة جميع الصحفيين فى جميع البلدان ولكسر الحلقة المفرغة التى تجسدها ظاهرة الأفلات من العقاب ومن الضروى أن تشمل التدابير المتخذة وسائل الأعلام التقليدية والبيئة الرقمية التى بات يلجأ إليها عدد متزايد من الأشخاص لإنتاج الأخبار أو الأطلاع عليها حيث تتعرض سلامة المدونين والمنتجين فيها ومصادرهم لتهديدات متنامية فألى جانب المخاطر التى تهدد سلامتهم البدنية يستهدف هؤلاء بأعمال عنف نفسى وعاطفى والأنتهاكات التى تمس بسرية البيانات وممارسات التخويف وأعمال المراقبة غير المشروعة وخرق الخصوصية. ريوت أليمو : خذى الكتاب بقوة أنشئت اليونسكو جائزة غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة من قبل المجلس التنفيذى فى عام 1997م وتمنح سنوياً بمناسبة اليوم العالمى للصحافة 3 آيار/مايو لتمييز أعمال فرد أو منظمة ساهمت بشكل بارز فى الدفاع أو تشجييع حرية التعبير فى أى منطقة من مناطق العالم لاسيما فى حال تعرض الصحفيين للخطر ، ريوت أليمو صحفية أثيوبية مسجونة حالياً فى بلادها فازت هذا العام بجائزة اليونسكو وقد أوصت هيئة تحكيم دولية مستقلة مؤلفة من مهنيين إعلاميين بأختيار أليمو لما تحلت به من شجاعة إستثنائية وما تميزت به من صمود فضلاً عن إلتزامها فى مجال حرية التعبير ، ولأليمو إسهام فى العديد من المطبوعات المستقلة فقد قامت بتحرير مقالات نقدية عن قضايا سياسية وأجتماعية ينصب التركيز فيها على المسائل الأساسية المتعلقة بالفقر والمساواة بين الجنسين كما إنها عملت فى وسائل إعلام مستقلة متعددة ، فى عام 2010م أنشئت دار نشر خاصة بها وأصدرت مجلة شهرية تحمل عنوان (التغيير) تم إغلاقها فى وقتٍ لاحق ، وفى حزيران /يونيو 2011م بينما كانت تعمل محررة لتعليق أسبوعى فى صحيفة إسبوعية حكومية تحمل أسم (فيتى) ألقى القبض عليها وتقضى فى الوقت الحالى عقوبة السجن لمدة خمس سنوات فى سجن (كاليتى). ويظل التساؤل حول مستقبل حرية التعبير فى شمال السودان متنازعاً بين القانون الجديد قيد الإعداد والرقابة المستمرة.