حذر السفير السعودي بالخرطوم فيصل بن حامد المعلي من تكرار الفساد الذي يحدث في موسم الحج واجراءات السفر وترتيباته في السودان في كل عام. وقال السفير في المؤتمر الصحفي الذي عقد بحضور وزير الارشاد والاوقاف ورئيس الهيئة العامة للحج وممثلي وزارات الداخلية والصحة وغيرها ان ضعاف النفوس يخدعون بعض الناس البسطاء ويعدوهم بالحج ولا يوفوا وهذ الامر يتضرر منه عدد غير قليل كل عام. وأعلن المعلي ان سفارته لن تمنح أي تأشيرات سوي بشكل رسمي للطلبات الصادرة عبر الوزارة والهيئة العامة للحج والعمرة. مؤكدا وجود مساحة للاستثناءات لكنه شدد علي انها ستكون في أضيق نطاق ممكن. وأعلنت وزارة الارشاد والهيئة العامة للحج والعمرة في مؤتمر صحفي عقدته بالاشتراك مع كافة الوزارات ذات الصلة بمناسبة افتتاح التقديم لموسم الحج للمواطنين خلال الفترة من 11 من يونيو وحتي 25 من ذات الشهر ، أعلنت عن زيادة في رسوم الحج لهذه العام بأكثر من ستة الاف ( مليون بالقديم) لهذا العام بالاضافة لرسوم جديدة تتجاوز المليون جنيه . وقال عدد من أصحاب وكالات السفر ان المبلغ الاجمالي لهذا العام سيزيد عن العشرين مليون للسفر جوا وحوالي 15 مليون للسفر عبر البواخر ، هذا غير اجراءات السفر نفسها من حيث التأشيرة وبقية اجراءات السفر من جيث تاشيرات الخروج والفحص الصحي وغيرها. وكشفوا ل ( حريات ) عن فساد كبير في الوزارة والهيئة ، وان السفارة السعودية بدأت تمل منه. مشيرين الي ان حديث السفير بتقليل الاستثناءات قصد منه اقارب واصدقاء ومحاسيب المسئولين في الوزارة الذين يطلبون من السفارة استكمال اجراءاتهم علي حساب بقية المواطنين. وابانوا في حديثهم ل ( حريات ) صراعات بين عدد من أصحاب النفوذ في السودان تدور سنويا بشأن الاستفادة من أموال الحج الكبيرة. ومضوا للتأكيد بان قيادات المؤتمر الوطني في الوزارة هي المستفيد الاول لانها مسئولة عن اختيار وابرام العقود مع الفنادق وشقق الايواء وشركات المواصلات والشركات التي تقدم الاكل والشرب وغيره ، لدرجة ان بعض المسئولين السابقين في الوزارة والمحاسيب الذين اثروا علي حساب الحج أضحوا شركاء في بعض الفنادق في الممكلة ويحققون ارباحا طائلة من الموسم السنوي. وفي السياق ذاته كشفت مصادر أخري عن أوجه جديدة للفساد في الحج لهذا العام ، ذلك ان الهيئة العام قررت فرض رسوم اضافية تتمثل في رسوم التأمين علي الحجاج وفرض زي جديد للاحرام المعروف . وقالت المصادر ان الهيئة حددت الشركة المسئولة عن التأمين دون اي عطاء أو اعلان مسبق. وأوضحت المصادر ل ( حريات ) ان الهيئة أوكلت لشركة تتبع لقيادي في المؤتمر الوطني ( رفضوا الافصاح عن اسمه ) تعديل زي الاحرام بما يتناسب مع الثقافة السودانية (!) وصدرت فتوي خاصة بذلك من الوزارة. وقالت المصادر انه من غير المعروف كيف سيكون الشكل النهائي للاحرام سوءا للرجال أو النساء ، لكن نما الي علمنا انه سيلصق به شعار يحوي علم وخريطة السودان. وتحول موسم الحج في عهد الانقاذ لأكبر موسم للاحتيال والنصب والفساد المؤسسي والشخصي. واتسعت دائرة الفساد منذ أن فرضت الهئية العامة للحج والعمرة نفسها بتحديد كلما ما يتعلق بالسفر . ودشنت الهيئة العامة في نهاية التسعينات علي يد احد اكبر قيادات المؤتمر الوطني ( كان يعمل قبلها مديرا لشركة الخطوط البحرية السودانية وتخصصه الاكاديمي في الاقتصاد المنزلي) . وتحدد الهيئة العامة كل شئ ابتداءا من وكالات السفر التي يحق لها أن تستفيد بمنح الاجراءات وتحديد العدد لكل وكالة ، ثم تختار شركات الطيران والخطوط البحرية والتأمين الصحي ، ثم تختار الفنادق وشركات المواصلات والاكل والشرب في المملكة. وتمت محاسبة واتهام أكثر من مدير من مدراء الهيئة العامة للحج والعمرة على خلفية صراعات مراكز القوى .