[email protected] كاتب سابق بطيبة الذكر وان حملت الفقد بداخلى وما زلت احمله يوما تلو الاخر بالاضافة الى الاحساس المستديم بالغربة حتى فى داخل الوطن جعلنى ابحث كثيرا عن معنى لكلمه الغربة فوجدته فى العامية السودانية مبسطا اى احساس بوطن مافى بس ليه مافى هنا يكمن التساؤل . قد يمتلك الكثير منا هذا الاحساس وسرعان ما يتناما ويتضخم ثم يتحول الى كره مستميت للوطن وقد يكون هذا بفعل فاعل ولكننا دوما نترك الفاعل ونتمسك بالمفعول به على انه منصوب. وعندما نتلمس الشتائم فى الشارع السودانى نتحقق من ذلك ونجد معظمنا يحلم بالهجرة لامريكا او اوربا او حتى الخليج تحت اى لحظة ونرمى كاهل العتاب على السودان الحبيب وعبارة انعل ابو السودان تنساب بكثرة فى افواه الجميع ولكن ان قال احدنا ذللك للنظام او حتي رئيسه الحاكم لما اختلفنا كثيرا الا ان تعمد جرح الوطن بشكل عميق يوميا بهذه الطريقة الوحشية يجعلنا نختلف تماما وان تساءلت لماذا يكون العقاب دائما على المحكومين دون الحكام وان كانوا ابرياء فهل من مجيب ؟؟ لا شك ان الذين يعبثون بحق الوطن ويقسمونه الى اشلاع ويستعملون النعرات القبلية والطائفية وينشرون مفاهيم التمييز باشكاله والوانه ثم تفضيل بعض الالوان على الاخري او سيادة ثقافة على الاخرى وتحجيمها ثم قولبتها واذابتها فى ثقافة تسمى هى ثقافة الام بافراغ الاخر المختلف من كل مكنوناته الذاتيه وتغيبه المتعمد من الصورة المستعارة للدولة بوجهها الاعلامى الظافر في فضائياته وشاشاته المختلفة جعل الكثيرون لا يشاهدون التلفزيون القومى للسودان وقنواته الاخرى ويطلقون عبارة انا كفرت بتلفزيون السودان باعتبار ان الادهى والامر هو حجب صورة الاخرين رغم غالبيتهم الميكانيكيه والميكانزميه فى الدولة. بالاضافة الى خصخصة المؤسسات وتسميتها وجعلها بؤر سرطانية للنظام وهذا ما جعل الكثير من طلاب الجامعات لا يدخلون المساجد ودور العبادة لانها معاقل للنظام وتستباح فيه الاديان وربما اشبه ببيوت الاشباح كما يقول بعضهم . الدوافع المذكورة اعلاه ودوافع اخرى مثل نزع التربية الوطنية من مناهج التعليم افقد الاجيال معنى حب الوطن . وان كنا نتغنى بان الوطن فى حدقات العيون وارض الخير افريقيا مكانى بلد النور والعز ده زمانى انا افريقى انا سودانى او عزيز انت يا وطنى رغم قساوة المحن ورغم صعوبة المشوار وضراوة التيار سنعمل نحنوا يا وطنى لنعبر حاجز الزمن . او كما ينشد فى الادبيات المحلية مثل تخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سودانى . بالله اداك العيب انك تكون سودانى اصبر بنجيك بس اوعك تجري. والمحطات فى هذا المسار كثر وان عبرنا بها فلا نحصيها الا اننا طالما نريد التغيير لابد لنا ان نتصالح اولا مع انفسنا ثم نزرع فيها حب الوطن المفعم بالاحاسيس الدفيقة التى تنساب كانسياب الماء فى حلق الزول الصائم واحب التاكيد على ان فاقد الشى لا يعطيه وان لن ولم نحب الوطن لا نستطيع ان نعطيه حقه ومستحقه كما الحبيبة تماما!!. وعندما يحدث هذا الامر نشعر بالاحساس المتبادل المليئ بالدفء والحنان ولامن الواحد يخمج تراب وطنو ويشموا كده يحس بالفخر والانتماء الاصيل علشان كده حقوا كل سودانى جوة الوطن او برة يتكئ باسترخاء كامل ويغمد عينيه وياخد نفس طويل ويقول بحبك يا وطنى وبعدها صف احساسك قد تجد العلم الحبيب يرفرف على اجنحة الشمس وتتغنى منسابا نحو الوطن وطنى وطن الجدود وطن الفداء وافديك يا وطنى برحى ودمى ولو تشكل هذا الاحساس بنكون حرصين على بناء وطنا الجميل رغم انف الخونة والمرجفين والجبابرة الضللة!! وحينها نقف امام الشعوب والامم ونقول بملءالفيه بانننا نملك وطنا عزيزا ونرفع هتافاتنا عالية وداوية فى مونديال كاس العالم في حضرة المنتخب السودانى السوداني وننشد نشيد العلم بكل فخر واعزاز نحنا جند الله جند الوطن فيزداد منتخبان قيمة وطنية اضافية وحينها سوف نحقق الانتصارات وملاحم كروية نفخر بها ونتغني بملء اشداقنا الناس فى بلدى يصنعون الحب كلامهم انغام ولونهم بسام وحين يتقابلون ينطقون بالسلام مما يجعل السيدة الجليلة ما ما افركا تبتسم ضاحكة مسرورة بانجازات ابنائها البواسل مع تحياتى واحترامى …….