بسم الله الرحمن الرحيم عبد الهادي أبكر الصناعة بلا شك تحتاج إلى احتراف وإتقان ، حتى يكون المنتج بمعايير ومواصفات ذات جودة عالية من شأنها أن تجعل له رواجا في الأسواق الاستهلاكية . ودولة المشرورع الحضاري ( عفوا الأصفاري ) ما إن تنتهي من أزمة حتى تبدأ في صناعة أزمة أخرى ( إنتاج وإنجاز ) ليجد المنتج الجديد ذو الجودة العالية طريقه في سوق السياسة الدولية ، ويكون عليه الإقبال من كل حدب وصوب ( ومعلوم أن أكبر سوق للاستهلاك هي أمريكا ) . بعد أن سيطرت الانقاذ عسكريا على الحكم ، بدأت بالتخطيط في مشروعها التخريبي لتمديد عمرها حتى يأتي عيسى عليه السلام حسب زعمعهم . و الخطة تتلخص : في أن تكون بينهم وبين الناس هوة سحيقة في احتكار الاقتصاد ( البنوك وأموال الزكاة ( وللعلم وحسب ما أوردت صحف أبريل في هذا العام أ ن محصلة الزكاة في الربع الأول من السنة في ولاية القضارف بلغت مائة مليار جنيه ربما بالقديم وتعداد الولاية مليون وسبعمية ألف نسمة فيا ترى كم نصيب الفرد ؟ (58 مليون ج أين ذهبت ) وكذا في التعليم والتصنيع بكل جوانبه والكلية الحربية و وكلية الشرطة والأمن تخريب كل عامر بيد غيرهم المشاريع الزراعية والجزيرة نموذجا سودا نير مصانع النسيج …. الخ . حتى إذا ما خف حمل البلد وجاء ما يهدد وجودهم استطاعوا أن يرموه في البحر بسهولة ويسر ، ونجوا بأنفسهم وطاروا إلى حيث أرصدتهم في الخارج ، بحيث من يأتي بعدهم يجد السودان خرابا يبابا وأثرا بعد عين إذلا توجد ساحة من ساحات الميادين العامة إلاوقد بيعت. نعم بدأت الانقاذ في تجديد تشغيل مصنع أزمة الجنوب بكفاءة عالية ، وروجت لتدويل المنتج بمفردات الصليبية والصهيونية والامبرايالية العالمية ، فكان ثمن التسويق مئات الآلاف من الضحايا من الطرفين لتضع الحرب أوزارها عند نيفاشا التي انتصرت فيها إرادة المظلوم وانتزع قرار استقلال الجنوب عنوة وبجدارة واقتدارعبر مبدأ تقرير المصير . وباتت الانقاذ تقلب كفيها على سياساتها العرجاء بما أسمته وهما وخداعا بالوحدة الجاذبة . ولم يهدأ للانقاذ بال حتى خلقت أزمة دارفور ، وأذكر في أول أمرها رفع حاكمها آنئذ ، الفريق أول إبراهيم سليمان ابن البلد تقريرا أمام البرلمان وحيا على الهواء ، أن مشكلة دارفور مشكلة تنموية بسيطة ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس، وحذر من التعامل الأمني ، حتى لا ينفلت الأمر من اليد ويحدث تدويل للمشكلة ، ولكن الرجل قبل أن يعود إلى ولايته وبعد أيام تم عزله وتولية آخر ينفذ التعليمات. وفي الجملة عندما عبر أبناء الغرب عن آلامهم ، وتحدثوا عن تظلماتهم ، بإصدار ما أسموه الكتاب الأسود جن جنونهم حتى رجل الدولة النائب الأول على عثمان المنضبط في التصريحات عادة خرج عن مألوفه ، وخانته غبائن عنصرية الشمال ، فصرح تصريحات أججت الحرب ، والتصرف من الانقاذ كان أخرق عندما سلحوا مليشات الجنجويد العرب ، فكانت الإبادة الجماعية والتشريد والتنكيل على الهوية . ومما يذكر أن خليل جاء لعلي عثمان النائب الأول وترجاه بالحلول السلمية ، ولكنه استخف به وسخر منه وهو قائد الدفاع الشعبي لثماني سنوان حسوما . فما ذا فعل الدكتور خليل ؟ استشاط غضبا وقلب الطاولة على وجه النائب الأول ، وخرج مغاضبا ، ولسان حاله يقول : وإذا لم يكن سوى الأسنة مركب فما حيلة المضطر إلا ركوبها . ولم يعد رحمه الله تعالى فكان مسعر حرب بحق انتصارا لأهله المظلومين . ولم تتوقف الحرب بخداع الانقاذ بالسلام تارة مع مناوي الذي صالح النظام ، ثم ما لبث أن التحق بالميدان مرة أخرى لما رأى الغدر والغش وسياسة الإلهاء والاستبساط . وكذلك سيفعل السيسي وغيره . كما فعلها من قبل مشار ولام أكول وكاربينو ، وفاولينوفي اتفاقية السلام الأولى عام 1998م. وليت الأمر توقف عند ذلك ، ولكن مسلسل الغدر تمادى مع جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان بنقضهم ما تم الاتفاق عليه في نفاشا من المشورة الشعبية وهي عبارة أشبه بمصطلح المشروبات الروحية للخمر، وحقيقة الأمر كان هو الآخر تقرير المصير . والنتيجة الحرب التي لم يخمد أوارها في أرجاء كردفان كلها شمالها وجنوبها وبعمق 700 كم من الجنوب الجديد نحو الشمال . ولم يبق إلا الشرق وهو في حالة بيات شتوي الآن ، ولكن تحت الرماد وميض جمر يوشك أن يكون له ضرام . فالهدندوا جاهزون بالآلاف بقيادة عمر محمد طاهر ، ولكن المعادلة مختلة بتخلف البني عامر كمكون رئسي مع الهدندوا عن ركب التمرد والثورة في الشرق. مع وجود تململ منهم ، ولكن الانقاذ يراهنون على الأمان طالما أفورقي في الحياة ، لأن أفورقي ينفر طبعا وسجية عن البني عامر ولا يطيق رؤيتهم ولايستبشر بوجودهم في المعارضة لحاجة في نفسه . ولأن البني عامر أسلمت قيادها للانقاذ دون مقابل بعد أن ضللوها بشعارات الإسلام . وكان على الانقاذ المكافأة الجميلة لهذا الحب من طرف واحد . لكن الانقاذ بنفسيتها السادية لا ترتاح إلا بتأجيج الأزمات ، وإذلال البني عامر عبر تسليط واليي كسلا الشكري والبحر الأحمر الهدندوي عليها وتلقي صفعة تلو صفعة ، بتصفيق نافع وأفورقي لهما . فهل يفعل إبراهيم محمود غضبا لشعبه وانتصارا لكرامتهم المداسة ، كما فعل وزيرا دارفور إبراهيم سليمان والدكتور خليل ؟ أم يدوسها معهم حفاظا ورشوة على كرسييه وولاء لأولياء نعمته . ولكن ماذا ستفعل الانقاذ إذا مات أفورقي بسكتة قلبية أو بفعل فاعل ، والتحق البنو عامر بإخوانهم الهدندوا الأشاوس ، واكتملت المعادلة وأشعلوا الشرق ثورة عارمة تبيد خضراء الشمال ، وما ذا لو طالبوا بانفصال الشرق معا ليقيموا دولة البجا القديمة أسوة بالجنوب ، (علما أن سواكنوكسلا تحت إدارتها لم تنضما إلى السودان إلا عام 1916م نفس السنة التي ضم فيها الانجليز دارفور ) وكما أعلنها قبل شهر داوية عضو المجلس التشريعي الهدندوي بولاية البحر الأحمر ، والتي ما إن أعلنها جاء نائب الرئيس ووزير ماليته مهرولان صوب بور سودان لإطفاء الحريق برشوة ومسكن لحظي بما أظهروه عربونا لمياه بور سودان . ومن مهازل التاريخ تسلط الرشايدة الذين استضافتهم البني عامر على أراضيها بالسودان على ما يقرب من قرنين من الزمان ليتطاولوا عليها وعلى كل من يمر بأرضهم من إخوانكم القادمين من إرتريا بانتهاكات الأعراض ، والاتجار بالبشر وبأعضائهم دون وازع من ضمير أو دين ، أو اعتراف بالفضل لأهل الفضل ، مع تواطؤ تام من أمن ولاية كسلا وواليها الأفورقي وبعلم من الخرطوم ، فهل هذا عنصر من عناصر صناعة الأزمات وصاعق إضافي يعجل بالانفجار المدوي على مسامع الانقاذ التي لا تستيقظ إلا على قوارع ، إذ ينطبق عليهم ما حكاه المولى سبحانه عن الكفار( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعدالله ) وعن المنافقين ( أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذكرون ) . ختاما نقول كفاكم يا أهل الشرق خمولا وسكوتا وانخداعا بشعارات الانقاذ الكاذبة الواهمة ، وإلى متى ستكونون وقود حرب في تحرير كل أرض يستولى عليها ، تساقون إليها بطريقة انتقائية ، أهل الشمال يقدمون تمرا وبلحا ، وأنتم تقدمون فلذات أكبادكم لخدمة غيركم (وبلاش مزايدة على الشمال بالوطنية ) . وأخيرا ليس لكم يا أهل الشرق الحبيب وثغرنا الباسم إلا التنسيق مع إخوانكم من أبناء الغرب وهم حلفاؤكم الحقيقيون . يا أهل الشرق ثوروا على الطغاة واثأروا لكرامتكم . ولا نامت أعين الجبناء