[email protected] ……………. ازمة الهويه بالنسبه للسودان هي المعضله الحقيقيه والتي أفضت الي وقادت الدوله السودانيه الي معضلتها الحاليه وازمتها المستفحله منذ لدن تشكل الدوله الحديثه, فالدوله السودانيه حين تشكلت بحدودها الحاليه ابان ما يسمي بالعهد التركي المصري لم تكن قد توفرت فيها شروط قيام الدوله فقد كانت عباره عن دويلات وممالك متناحره متقاتله او في سلام هش,ومحور تماسكها العاطفي والذاتي اي هذه الدويلات هو بنية الوعي العشائري او القبلي بمعني انها تصنف في خانة المجتمعات ماقبل البرجوازيه او ما قبل الرأسماليه,وبخلفيه تاريخيه نجد ان معظم الممالك القديمه في السودان كانت وثنيه او مسيحيه والمكون العرقي لها افريقي خالص منذ لدن مروي وكوش وسوبا,وحتي عند دخول العرب والاسلام نجد ان الدخول كان ناعما عكس بقية الفتوحات الاسلاميه حيث دخل الاسلام دخولا ناعما او تمازجيا وهنا من الممكن ملاحظة النوبه او الطار في اناشيد الصوفيه حيث لم تعرف هذه الاشياء في الجزيره العربيه منبع الاسلام ,ومرد هذا الشئ للتزواجيه التي ذكرناها فالعرب أعطوا شعوب تلك المناطق الاسلام وهم اعطوهم النوبه والايقاع الافريقي وهي ثقافه اشتهر بها الافارقه في نمطهم الغنائي لذا نجد ان للسودان نمط اسلامه الخاص المتسامح وغير المتشدد, والمعروف ان الاسلام دخل السودان عن طريق التجار والرعاه العرب ولم يدخل عن طريق السيف حيث لم يستطع عبد الله بن ابي السرح هزيمة قالدرون ملك النوبه ووقع معه اتفاقية البقط . ويذهب البعض ان العرب الذين دخلو الاسلام لم يكونو من العرب العاربه اي الأصلاء اي حتي في جزيرة العرب كانو من المضهدين وفي احسن الاحوال من مهمشي العرب,لذا عند دخولهم للسودان كان يتشكل في لا وعيهم احساس الدونيه الاجتماعيه وحين اختلاطهم بمكونات السودان الثقافيه تنامي هذا الشعور في احفادهم واضحت محاولات اثبات العروبه هاجس لهم بل اضحت هاجسهم الاوحد,ويمكن ان نري هذا الشئ في محاولات البعض المستميته لاثبات ان نسبهم ينتهي بالعباس مع ان هذا الهاجس غير موجود البته في الجزيره لعربيه ,وايضا يلاحظ بوضوح في محاولة تبني قضايا العرب اكثر من اصحابها كمثال قضية فلسطين ,وغيرها من القضايا ذات الشأن العربي فنتصدر العرب كما حدث في مشكلة لبنان الاخيره حيث استمات مصطفي عثمان اسماعيل كمبعوث عربي في محاولة حلها والمضحك ان دولة لبنان كانت معارضه لانضمام السودان لجامعة الدوله العربيه بعد استقلاله في زمان سابق لولا قوة وكاريزما جمال عبد الناصر حينها والذي لولا تدخله ربما لم نكن الان اعضاء في هذه الجامعه. , هناك اشكالات كبيره وكبيره جدا في المكون العربي او المنتسب للعروبه اذا تحرينا الدقه في السودان فهم في وعيهم الظاهر يشعرون بان العرب كثقافه بها كثير من الاشكالات والاشياء غير المحبوبه او الغير المتوافقه معهم او لنقل مع سودانيوتهم الكامنه,لذا نجد انهم في المناطق الحضريه او المتمدنه يسخرون من ممن يحمل بعض محمولات الثقافه العربيه فيصفوهم باهل العوض والروس والعرب الاجلاف وغيرها من اوصاف تحقيريه ويحالو التبرؤ منهم باعتبار الاعراب صنو ومرادف للتخلف والجلافه,وفي ذات الاثناء يمارسو استعلاءً علي بعض المكونات الافريقيه بانهم عرب اصلاء(اولاد عرب وحرين) وهو نوع من المحنه التناقضيه ان جازت التسميه التي تعيشها تلك المجموعات,بل نجدهم يقولو للابيض او فاتح اللون حلبي (هنا اعتراف ضمني بانهم ليس فاتحي اللون) وللاكثر سوادا عب او فرخ واذا كان الاسود ينتمي اليهم ولا يمكن الهروب من هذا الشئ يجدوا معالجه بوصفهم للون الاسود بالخدار او القول بان البطن بطرانه وهم هنا لم يدروا بان بطران البطن انما هو الجين الافريقي الذي منه يهربون,والملاحظ ان صفة الخدار ليس من الدرجات اللونيه للبشر علي الاطلاق فألوان البشر هي الابيض والاصفر والاسود وربما البني,وليس هناك لون اخضر للانسان علي الاطلاق وانما هو لون مميز للنباتات لوجود مادة الكلوروفيل ولكنها محاوله للهروب او ايجاد مخرج للمعضله المستفحله, او ربما يكون المقصود رجلا كلوروفليا اتيا من احد المجرات؟واحيانا يضيفو اليها عبارة الدُقاقه والملاحظ ان الغالبيه من مستعربي السودان يميل لونهم للسواد ونجد ان المكونات العربيه او المنتسبه للعروبه في كردفان ودارفور تعاني من محنه مزودوجه او مركبه فهي تمارس استعلاءها الاجوف علي قبائل دارفور وكردفان الافريقيه بيد ان هذا الشئ هو في الواقع محاولة تعويضيه للاستعلاء الذي تمارسه قبائل النيل او الوسط المستعربه حيث انها لا تري فرقا بين القبائل المدعيه العروبه اوالافريقيه القاطنه في الغرب وهم في الذهن الجمعي للعروبين مجرد غرابه سوا كانو عربا او افارقه,وهم هنا اي القبائل العروبيه او المدعيه العروبه في وسط وشمال السودان تعاني من ذات الشئء حين ذهابها للخليج موطن العرب الاصليين ,فحين ذهابهم يكتشفوا انهم وكل قبائل السودان الافريقيه مجرد (خيلان) او عبيد في ذهنية العرب الاصلاء وكما تدين تدان فلا مرفولوجيا ولا ثقافيا هم بمشابهين لعرب الخليج فكانما وهم عروبتهم الزائف اغتسل في مالح البحر الاحمر,فالموضوع سلسله من الاستعلاءات كل حين يضيق هامش عروبته في ذهن الاكثر عروبه يمارس اضهاده واستعلاءه الاجوف لمن هو اقل عروبه في نظره وهكذا,وهي حاله نفسيه مركبه افضت وأدت الي هذا الكم من التمييز علي المستوي الاجتماعي ومن ثم السياسي والاقتصادي,فلو كان المحسوبين علي الثقافه العربيه ادركو انهم افارقه او سودانيين ولكنهم يتحدثون العربيه,وتصالحو مع هذا الشئ وتخلصو من عقدة اثبات العروبه الاصيله لكان افضل واكرم لهم,فنحن نجد ان دول في غرب افريقيا تتحدث الفرنسيه ولكنهم مفتخرون باصلهم الافريقي وثقافتهم افريقيه خالصه لا تشويه فيها او استلاب وارتباطهم لا يتعدي الفرانكفون اي التحدث بالفرنسيه ونفس الحال للانجلوفون اي المتحدثين بالانجليزيه دون ان يتماهو او يدعو الانجليزيه فلماذا لا يكون المتجدثون بالعربيه مثلنا اربوفون دون هذا الاستلاب الماسخ والذي افضي الي كل هذه الماسي في هذا الوطن السودان من حروب واقتتال ونزوح وتشرد وغيرها من ماسي ,فمن البديهي والمعروف ماذا يعني اسم السودان اي السواد مها اجتهدت فتياتنا في استعمال المبيضات ومهما حاولنا التماهي الماسخ في اثبات عروبه لاتُعطي لنا الا مجاملة او نفاق.