في بعض الأحوال ومن خلال المنتديات والحوارات المختلفة هنالك اعتقاد أن الطريق إلى تلك المدينة الحالمة (جوبا) تحفه المكاره والمخاطر.وللأسف عندما نسمع عن ذلك وعن كيف تكون أحوال الأخوة في جنوب السودان ينتابك شعور من الأسى والحزن على هذا الفهم الضيق لواقع الحال . وكان الأخوة في جنوب السودان في تقرير مصيرهم قد اساؤا التقدير وان واقع الأمر سوف يشهد عودة عكسية إلى الشمال والى دول الجوار . ولكن ليس بهذه البساطة تحسب الأمور . ولا ننسى أن هذا الأمر هو مصير دولة كاملة لها حدودها الجغرافية والسياسية . وان التخطيط لبنائها لم يكن بالخطى المتسارعة أو مبني على ردود أفعال ومواقف . بل أن القصة تخص امة سوف يكون لها تاريخ وعلم يرفرف في كل إنحاء المعمورة .لهذا لا ينبغي أن يكون تفكيرنا حول مصير هذه الدولة قائم على هذا الفهم العاجز المتواضع . أن مولد دولة في جنوب السودان حتما مبني على أسس غاية في الدقة والمهنية . وإذ أننا تخيلنا مرة واحدة في إمكانية فشل هذه الدولة فان ساسة ومفكري ومثقفي وأهل الجنوب الغالي قد فكروا مليون مرة في تأكيد النجاح وقد أسسوا لذلك بنيانا متينا . كما أن هنالك عقولا وأفكارا من أمم تسير الآن المنظومة العالمية برمتها تستعد أن تضع بصماتها في ميلاد هذه الدولة . وأن تلك الدول وكما ذكرنا في موضوع سابق لها مصالح كبيرة وفي كل الميادين لا يمكن لها تحقيقها إذا لم يكن لها وجود قوي في هذا الجزء الاستراتيجي من إفريقيا .وأيضا أن إقامة دولة ناجحة في جنوب السودان قد وضعت له كل الترتيبات الضرورية في مختلف الأصعدة .والأخوة في جنوب السودان على دراية تامة لا يجاملون في تسليم و ترك مستقبلهم رهينة للاحتمالات والتوقعات . وحقيقة الأمر أن الطريق إلى جوبا أصبح تماما ممهدا وسهلا . وجنوب السودان الآن صار مصدرا جاذبا من الناحية الاسترتيجية والسياحية والعمرانية وعلينا أن نستعد لمشاركتنا بالرائ والفكر والنفس في تنمية وعمران الجنوب الحبيب . عبدا لله إبراهيم احمد ——– السعودية