جامعة ولاية اريزونا …… [email protected] …… يا ايها الاسلامويون هذه لحظة فاصلة وانتم ترون جموع شعبكم الحاشدة وتسمعون اصواته العالية الهادرة وهي تصدح بما يريد. وما يريد هو أنبل ما يوده ويحلم به المواطن الانسان لحاضر ومستقبل حياته ولموطنه وشعبه. وذلك حق مكفول له. لا منة من احد. لم يكن ذلك الصوت العالي في مكان واحد او حي بعينه او قرية او مدينة واحدة. لم يقف الأمر عند او على جماعة بعينها او حزب او طريقة او فصيل ثقافي او اثني محدد. وأنما عم البلاد من أقصاها الى أقصاها. ولا بد ان يكون فيكم من احس بالغضب العارم الذي حملته الصدور سنينا وهي تعبر عنه الان. لابد وان بعضكم قد آفاق الى من تحولت شكواه الفردية وضعف حيلته وهوانه على دولة الانقاذ بان دعى ربه رب المستضعفين بقوله : الى من تكلني؟ فألهمه الذي بنور وجهه أضاءت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والآخرة بانه قد وكله وأوكله الى الذي هو مصدر القوة والسلطة والحق. فخرج الشعب كله ليستعيد حقه. ولم ينال من دولتكم الا تصعيد ما قامت عليه في الأساس من العنف وقتل المواطنين العزل. لا شك ان بعضكم قد آفاق الى ان الدولة التي قمتم على تأسيس قواعدها على العنف طوال ربع قرن من الزمان باعتبار انها دولة الدين قد فصلت الدين عن الدولة فصلا بشعا وفظا بان جعلت من الدولة اداة للبطش الفردي والجماعي على النساء والرجال والمخالفين لكم في امر إدارة البلاد وغير المؤيدين لنظامكم ولكل من لم يتفق معكم في الرأي. لقد أردتموها حكراعليكم توزعون بها وعن طريقها المغانم لكم ولمن والاكم ومن طمعتم في موالاته والمظالم لمن كثر من أبناء وبنات هذا الشعب. فكان ان خرج الجنوب من دولتكم الظالمة وان لم يخرج من السودان. ورفعت أطراف البلاد الاخرى غربها وشرقها وجنوبها الجديد السلاح في وجهكم. رغما عن كل ذلك لم تكتفوا انتم الا بان تخرجوا من السودان بتبنيكم الجماعي لمثلث حمدي البائس. وفي ظل ذلك الفصل بين الدين والدولة تحول الدين عندكم الى تطاول في البنيان وتكديس للأموال وتعدد في الزوجات حتى اطلق الشعب السوداني بسخريته النافذة من الأقوال ما طال سمعكم: مثل الهبروا ملو والكيزان دخولنا الجامع وجرو للسوق. ومن أمثال ذلك ما لا يسع المجال لحصره. ان وقفة مع النفس الان قد يلزمها ما يمكن ان يرجى مما تبقى من ضمير. فقد اعترض البعض منكم منذ اليوم الاول او من قبله اي منذ ايام التخطيط على مبدأ الانقلاب. فاتهم في دينه وولائه للجماعة وأصبح مجال سخرية في أوساط جماعتكم ودمغه بعضكم بالجبن وان حفظ له شعبه ذلك. ومنكم من نائ بنفسه ولزم بيته او اثر الصمت. ولكن غالبيتكم العظمى سارت سير الانقلاب ودولته التي قامت على العنف والبطش وبيوت الأشباح. وفي وقفة اخرى سميتموها المفاصلة اتهمتم أحدكم بانه هو السامري الذي أضل قوم موسى في غيابه وأتى لهم ولكم بعجل له خوار ولكن موساكم لم يعد كما عادموسى وان العجل لا يزال يتصاعد خواره كلما هبت عليه ريح. لقد كان في ذلك قليل من الوعي بما جرى. وقد توالت بعض المراجعات الفردية ولكن لم يسمع منكم شعبكم وقفة مراجعة شاملة للفكر الذي جاء عن طرقه النهج الشمولي وتمكين دولة العنف والبطش والفساد وتوزيع المغانم والمظالم. الان وقد تأتي من بوابة الضمير والوعي الذي قد يأتي في تمام الساعة الحادية عشر او اللحظة الاخيرة ان تتحرروا بصدق عن الاسلاموية لتكونوا مسلمين. وان التحرر من الاسلاموية لا يقف في حدود المراجعات الفردية وإنما يتجاوز ذلك الى مراجعة نقدية شاملة وصادقة للفكر والمنهج الذى قامت الاسلاموية ومنهجها القائم على الإقصاء والعنف والعنصرية. و مراجعة دقيقة وأمينه لما أتت به التجربة من ماسي ومظالم شملت البلاد في مواطنيها ومؤسساتها وثرواتها. ان التحرر من الاسلاموية يقوم في المقام الاول على ان تعودوا مسلمين في الاساس ومواطنين سودانيين اولا وأخيرا وذلك بان تقفوا بوضوح ودون تردد مع المعنى والمقصد والهدف الأسمى لثورة الشعب السوداني القائمة. ان الامر لا يقف في حدود إلقاء القرارات الاقتصادية. ان الشعب يريد ما هو اكبر من ذلك. وقد بدا فعلا وعملا بإلغاء الدولة الاسلاموية. فضلا عن ان الاسلاموية في حد ذاتها قد سقطت سقوطا بشعا. ولعل الله قد أراد ان يضرب بكم المثل الحي في ذلك اذ ان دولتكم قد عاشت عمرا هو أطول من عمر دولة الخلافاء الراشدين فانظروا اي حق رفع وأي باطل وضع. فالله قد ضرب الأقل لنوره مثلا من المشكاة والنبراس. كما وان الشعب السوداني قد تجاوز مرحلة الانتظار او ان يقوم بأمره احد اذ ليس مسعاه الان هواسقاط النظام فحسب وإنما يريد تغييره الى نظام يقوم على العدالة والسلام والحرية. لذلك فان الثورة ستظل خيار الشعب. نداء الى أئمة المساجد والى كل العاملين في مجال المهن الإعلامية والصحفية: الى إخوتناالاجلاء أئمة المساجد في جميع بقاع السودان والى إخواننا وأخواتنا في منابر الاعلام والصحافة المرئية والمقروءة والمسموعة يستحثكم اخوة لكم وأخوات في المهجر الذين آلامهم وأحزنهم واغضبهم ما يجري في البلاد امام اعيننا وسمعنا ونحن جميعا نرى اللحظة اثر اللحظة شبابا وشابات في عمر غض يحصدهم رصاص غادر ولا ذنب لهم غير انهم جاروا بالشكوى من جراء ما حدث لهم ولاخوتهم وأمهاتهم وآبائهم من ظلم وعذاب. لقد مس البلاد كلها الضر. ولم يخرج هؤلاء العزل من منازلهم الا بعد ان ضاق بهم الامر. خرجوا وهم عزل الا من إيمان بان لهم الحق في الاحتجاج السلمي بعد ان صبروا وصابروا لعل هنالك من يسمع او يحس او يرى. لذلك فان الاحتجاج هنا والحال كذلك يتجاوزالحق المشروع الى كونه المثل والثبات على قولة الحق امام سلطة جائرة وسلطان جائر وذلك هو افضل الجهاد عند الله كما جاء في الأثر. يا أئمة المساجد ان شعبكم الان يصنع التاريخ فلنكن جميعا مع التاريخ لا ضده ومع الشعب لا مع الذين يقتلون شبابه وشاباته ومع الحقلا مع الباطل والظلم. حتى لا يكون القتيل القادم ابن او بنت او قريب أحدكم. اننا عندما نستحثكم هنا بان تصدحوا بقولة الحق في اننا نستنصر ونستنفر فيكم حق الله وحق هذا الشعب الذي حملكم أمانة المنبر الذي تقفون فيه والذي حملكم الرسالة والتي انتم بلا شك أهل لها. فكونوا أهلا لها. والى إخوتنا وأخواتنا في كل منابر ومواقع الصحافة والإعلام بكل أشكالها وأنواعها. وانتم لا شك ادرى من غيركم ما ناله بعضكم وما نالته مهنتكم من هذا النظام منذ يومه الاول من تضييق وسجون وتعذيب وتطهير ورقابة مما حال بينكم وأداء رسالتكم السامية. لقد كان هنالك وعلى مدى السنين نضالا متواصلا من جانبكم من اجل الارتقاء بمهنتكم والامتثال الى أخلاقياتها. وقد ظل النظام يسومكم العذاب جراء ذلك. ان الأثر والخطر الذي تقوم عليه قواعد مهنتكم تجعل النظام اكثر بطشا صوب من يحاولون الالتزام بأسلوبها المهني وقاعدتها الأخلاقية. ويجعل الشعب السوداني اكثر تقديرا وإكبارا لمن يتنكبون الصعب من اجل تلك الرسالة السامية. والآن نعتقد ولا شك أنكم تشاركوننا ذلك بان ما يقوم به المواطن السوداني هذه اللحظات من هبة هو في المقام الاول يقع في اهم أساسيات الحريات العظمى وعلى رأسها كفالة حرية النشر والرأي وحرية ان يعرف هذا الشعب ما يجري ويتم باسمه. لذلك فنحن نعتقد ان الشعب السوداني اليوم يقتص لكم من ذي حالوا دونكم وتحقيق ما ظللتم تتوقعون اليه. فكونوا مع شعبكم. نربا بكم ان تكونوا غير ذلك. وعندما نجمع بينكم وبين أئمة المساجد في هذا النداء فإننا ننادى وبالصوت العالي وبالامل بان ما يجمع بينكم هو أنكم أهل رسالة سامية والمعبر عن ضمير هذه الأمة. فكونوا مع أمتكم. كونوا مع الصوت الذي عم الشوارع والمدن والقرى: حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب.