تعليق سياسي مؤامرة في الظلام ابراهيم ميرغني جاء في الأنباء في مطلع الاسبوع المنصرم إن الاستاذة عفاف تاور رئيسة لجنة الثقافة والاعلام بالمجلس الوطني قالت إن اللجنة سوف تقوم بتقديم مسودة قانون الصحافة والمطبوعات الجديد لمنضدة البرلمان خلال الفترة القادمة وان اللجنة لم تتلق أي ردود أو آراء من القوى السياسية حول مسودة القانون الجديد حتى الآن. وكما هو معلوم طرحت مسودة هذا القانون قبل أكثر من ستة أشهر من الآن ثم سحبها من التداول من المجلس الوطني بعد أصبح جلياً ان مسودة القانون مجهولة المصدر تبرأ منها أصحاب الشأن وهم الصحفيون العاملون في مختلف وسائل الاعلام وتبرأ منه المجلس القومى للصحافة والمطبوعات واتحاد الصحفيين الحكومي . إذن هناك جهة نافذة هي التي وضعت مسودة هذا القانون وتريد من خلاله تركيع الصحافة والسيطرة على كل المؤسسات الصحفية من خلال هذا القانون المعيب . إننا نتساءل لماذا الحديث عن قانون جديد للصحافة في هذا الوقت بالذات ؟ والكل يتحدث عن أن اتجاه لتوسيع دائرة المشاركة في الحكم وإتاحة الحريات وخلافه . إن مجرد الحديث عن قانون جديد للصحافة ينفي تلك الاقاويل ويؤكد ان المؤتمر الوطني يخطط لمشاركة ديكورية جديدة لبعض القوى السياسية. نعود ونذكر إن مسودة القانون الجديد أسوأ من قانون 2009 لانها شددت العقوبات على الصحفيين وقيدت حرية النشر بالعديد من الجزاءات والمحظورات ،وفيما يتعلق بمجلس الصحافة والمطبوعات فان القانون جعل معظم أعضائه من الحزب الحاكم الذين يأتون عن طريق التعيين ،كما حملت ديباجته الكثير من التعابير الغامضة فيما يختص بالمصلحة العامة وما يعرف بالثوابت الوطنية وغيرها من مفردات تجعل من الصحافة تابعاً ذليلاً للحكومة. كما أنه قيد الصحف بما يسمي ميثاق الشرف الصحفي الذي وضعه جهاز الأمن مع قلة محسوبة على المؤتمر الوطني – إننا نحذر من( الكلفتة) في ظل أوضاع مفصلية بلادنا تحتاج إلى صحافة ناقدة وحرة.