سامح الشيخ [email protected] ابتدأ حاتم يومه كعادته بشراءه لجريدته المفضلة اليومية التي يفضلها لانها اكثر الجرايد اليومية التي بها اعلانات عن الوظائف الشاغرة رغما عن انه اصابه اليأس من الحصول على وظيفة مناسبة وبنفس تخصصه الذي درس به الجامعة الا انه لا زال يشتري تلك الجريدة. تناول جريدته من ايهاب صاحب الكشك او المكتبة وهو صديقه الذي درس معه العلوم الزراعية فتح ايهاب تلك المكتبة عندما لم يجد ما يعمله وفق تخصصه واصبحت مصدرا للرزق له. اول ما تناول حاتم الجريدة في ذلك اليوم وجلس كعادته في صباح كل يوم بجانب زينب بائعة الشاي وطلب منها ان تعد له قهوته الصباحية وبدا يتصفح في جريدته التي كان بها خبرا مفجعا عن اغتصاب طفلة صغيرة تحرش بها شابين وتبادلوا على اغتصابها وقتلها. تسائل حاتم بصوت مسموع ما هذا الذي يحدث لماذا لا يمر يوم دون ان نسمع مثل هذه الجرائم وبدأ الزبائن الجالسين حول زينب كل يدلو بدلوه ويقول رأيه في موضوع اغتصاب الاطفال والتحرش بهم قال احدهم انه بلاء من السماء لأن الناس ابتعدوا عن طريق الله ونسوه لهذا هذه ابتلاءات من الله تعالى وقال ثان ان الكبت وانتشار المخدرات التي صارت في متناول الجميع هي السبب اما الثالث فقال انه اهمال من الاسرة اما زينب بائعة الشاي فذهبت مذهب اخر جعلت حاتم يفكر ويعيد التفكير في هذا الموضوع وعن هل هذه القضية جديدة على المجتمع ام انها ايضا كانت من الجرائم التي تحدث في مجتمعنا عندما كان المجتمع نوعا ما معيشيا احسن من هذا الوضع الذي نعيشه الان ونسبة العطالة اقل قالت زينب ان حجم الماساة هذه اكبر وان هنالك كثير مثل هذه القضية وقضايا التحرش عادة لا تجد طريقها للمحاكم او الاعلام اتم حاتم قهوته وترك زينب وزبائنها جالسين حولها يتحسرون ويتاسفون على ما حدث للطفلة المسكينة التي في الخبر الذي اطلعهم عليه حاتم ويتمنون ان يحاكم الجناة بأقسى عقوبة عندما تتم التحقيقات وتصل الى المحكمة. في كل مساء كان لحاتم ثلاث من الاصدقاء يجتمعون امام منزل حاتم يتبادلون الحديث في شتى شئون الحياة في نفس مساء ذلك اليوم الذي ابتدأه حاتم بذاك الخبر المفجع والذي كان حديث المدينة لفترة من الزمن تناول حاتم وشلته المكونة من اصدقائه الثلاث ايهاب صاحب المكتبة ومبارك وعلي تناولوا في ذلك المساء هذا الخبر حين طرح عليهم حاتم هل جرائم اغتصاب والتحرش بالاطفال جديدة على المجتمع بسبب افرازات الوضع الاقتصادي ام لا علاقة لها بالوضع الحالي تحدث ايهاب اولا وقال بحكم عمله في المكتبة وبيع الصحف انه لاحظ تنامي الظاهرة واصبح لها نصيب في النشر وانها كانت موجدوة من زمان لكن الخوف من الفضيحة كان يمنع الاسر في السير في مراحل التقاضي المختلفة وزكر ان كثير من المتحرشين يكونوا في بعض الاحيان من اقارب الطفل او الطفلة. وافقه مبارك وقال انه في الاسبوع الماضي تابع برنامجا تلفزيونيا عن هذا الموضوع في القناة المحلية وتابع جميع المداخلات وسخر مبارك من احدى المداخلات التليفونية التي عزى احد المتداخلين الامر فيها الى ان سبب التحرش هو الزي الغير محتشم فقاطعة احد ضيوف البرنامج وساله وماذا عن الاطفال الزكور وكيف يحتشموا. هنا تدخل علي مقاطعا وقال فعلا كلامه صحيح وماذا عن الاطفال الزكور. وتسائل في لحظتها ان الم تلاحظو ان التحرش بالاطفال الزكور هذا منتشر بصورة واسعة ولكن الناس لا يتحدثون عنه الا في الجلسات الخاصة ولا يناقشوا هذا الامر باعتباره ظاهرة في المجتمع منذ القدم وقد حكى لي خالي ان بعض المتحرشين كانو معروفين ينشطون في طابور السينما وطوابير دور الرياضة والاماكن التي يكون بها اذدحام وتدافع على مايزكروواصل علي حديثه بعد ان اخذ رشفة من كوب الشاي الذي يعده حاتم عادة لهم كل يوم قال واظنكم ايضا تعرفون او سمعتم عن قصص كثيرة عن المتحرشين بالاطفال الزكور ولا يكاد حي يخلوا من احدهم او معروف لدى سكان كل حي . ثم سكت علي والقى ظهره للوراء على الكرسي الذي كان يجلس عليه وبدا كأنه يستذكر في شي نسيه . هنا التقط حاتم بخيط الحديث الذي رميه علي وقال فعلا كلامك صحيح واضيف عليه انني ازكر حادثة في المدرسة الابتدائية عندما عوقب احد طلاب الفصل السادس الذين يعيدون او يرسبون اكثر من مرة في كل صف كان يلقب ذلك الطالب من قبل اقرانه التلاميذ بكلينقا وكان سبب عقوبته في ذلك اليوم انه تحرش باحد طلاب الصف الثاني فعوقب بالجلد في طابور استثنائي وفصل من المدرسة لكن الشئ الذي اذكره ان الطالب الذي المتحرش به لم يواصل في نفس المدرسة ونقل منها الى مدرسة اخرى وكان السبب هو معايرة بعض التلاميذ وغمزهم ولمزهم بايحاءات تقلل منه وتصور ما حدث له بوصمة عار في جبينه حتى كره المدرسة ومن بها. حكى حاتم هذه القصة وهو يدري ان لكل صديق من اصدقائه قصة مشابهة سمع عنها او يعرفها. وبعد فترة صمت قليلة تحدث مبارك وحكى عن قصة غريبة حدثت ايام دراسته المرحلة المتوسطة يعرفها جميع دفعته في تلك المرحلة وهي لمعلم كان يتحرش بالتلاميذ وتمادى في تحرشه حتى وقع في ايدي السلطات وتم فصله من العمل وعوقب بالسجن ولكن الاغرب ان هذا المعلم قد عاد للعمل مرة اخرى عقب خروجه من السجن كمعلم بمرحلة الاساس. كانت الساعة تشير لمنتصف الليل عندما بدأ ايهاب حديثه ودوره في تلك الجلسة ان ظاهرة التحرش آخذة في التنامي وان هذه الظاهرة لا ترتبط بفقر او غنى او بطبقة اجتماعية معينة لذلك في رأي ان تشدد قوانين حماية الطفل وان تقوم الاسر بدورها ولا تتهاون في اللجؤ الى القانون اذا حدث مكروه لاحد اطفالهم واستأذن بعدها لان ميعاد نومه قد حان ونظر كل واحد من منهم لساعته ووجدوا ان الوقت حان لياخذ كل منهم قسط من النوم حتى يستعد كل منه لعمله او رحلته اليومية للبحث عن وظيفة او اي عمل مؤقت ينسيه الام البطالة التي طالت منذ تخرجه من الجامعة.