الثلاثاء 8 مارس 2011م……… ذهبت بتفكيري إلى أن أبوذر قد حاول أن يخفف من وطأة الصدمة الثقيلة عليّ وعلى أبنائه ووالدته!!!!!!!، وذلك، لما ذكره، من أنه لن يكون هنالك إطلاق سراح بعد إكمال مدة عقوبته، وذلك، لأنه، سوف يجد نفسه، في دوامة من البلاغات المفتوحة ضده من جهاز الأمن، وسيل من التحريات والتهم وأحكام المؤبد والإعدام جراء المقالات التي كتبها!!!!!!!. أما بالنسبة له فهو يضحك ملء شدقيه من الانزعار الذي أصابهم في وضح النهار (كما قال)!!!!!!!، وجعلهم يسدون عليه كل الطرق والمنافذ!!!!!!!، وحسب تحليله، فإن هذا معناه، قمة الانزعار والرعب من المارد العملاق الذي يدعى أبوذر علي الأمين!!!!!!!. ويؤصل أبوذر في تحليلاته، إنه أستطاع أن يحقق مكاسب كبيرة غير متوقعة على المستوى الشخصي والمهني!!!!!!!، فإن ما حدث، خلق له رصيد مقدر من الرواد العالميين، ما كان ليحلم به في يوم من الأيام!!!!!!، الأمر الذي جعله، معروفاً، بحيث تهافتت جهات كثيرة عالمية، تطلب مقالاته بشدة لتقرأها، في حين ترجمها البعض الأخر لعدة لغات!!!!!!، كما أصبح رقماً يشار له بالبنان، في أوساط الصحافة العالمية!!!!!!!، وأشتهر في العديد من الأوساط العالمية قصة الصحفي صاحب المقالة التي قوضت نظام الحكم السوداني!!!!!!!!!. لاحظت أن أبوذر تابع كل ما يحدث بشغف شديد وبإحساس عالٍ من الرضى والطموح!!!!!!، فقد كان ينظر بعين الرضى لمقالاته التي كتبها بجرأة وإقدام دون أن يعرف للخوف طريقاً!!!!!!!، وإنه الآن يحصد ثمار شجاعة رأيه ورصانة قلمه!!!!!!، كما أصبح يتطلع لآفاق أرحب من الشهرة والصيت!!!!!!!، وقال لي مرة ضاحكاً: مصائب قوم عند قوم فوائد!!!!!!!، في إشارة إلى الحجم الهائل من الفوائد الذي حققها وما زال بعد أن أصبحت قضيته في مصاف العالمية حيث أهتمت بها كل الوسائط العالمية الاعلامية والسياسية!!!!!!. أما بالنسبة لنا، فقد حدث معنا ما لم يكن بالحسبان، فقد جنينا إحتراماً وتقديراً لا مثيل له، على كل المستويات!!!!!!!!، وأن تجربة أبوذر أكسبتنا قدسية وإجلالاً منقطع النظير!!!!!!!، وأصبحنا هالة، وقبلة أنظار لكثير من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان والمهمشين!!!!!!، وتسارع الجميع وما زالوا يهرعون للاطمئنان على أحوالنا، ولمواساتنا!!!!!!، وكنا نحن من يواسيهم!!!!!!!!!. شعرت أن أبنائي قد كبروا ونضجوا قبل أوانهم!!!!!!، وأن خوفي عليهم قد زال وحلّ محله إعجاب بصمودهم ومثابرتهم!!!!!!!!، فتابعوا قضية والدهم في المحافل المحلية والعالمية!!!!!!!، وكانوا ينظرون إلى بطل أصبح مثار افتخار وإعجاب للكل!!!!!!، وكان ذلك بمثابة تحول في سير حياتهم!!!!!!!، فأمتلأت رؤوسهم الصغيرة بمعاني العدل والكرامة والحرية!!!!!!!، وأصبحوا يخوضون في أحاديث ملئ بالوعي النضالي!!!!!!، وتعمق لديهم إحساس بالظلم الذي نال والدهم!!!!!!، وأقسموا أغلظ الإيمان لأن يأثرون لكرامة وكبرياء كل من مسه ظلم ويشدوا من أزره!!!!!!!!. تعلمت من هذا الدرس، أن الثبات على المبدأ هو أعلى قيم الحرية!!!!!!!، وأن بذل النفس والجهد في سبيل إعلاء ما نؤمن به ونعتقد!!!!!!، يعدل كل ذلك ويفوقه!!!!!!!!!!، وأن أبوذر ضرب مثلاً يُحتذى في سبيل إيمانه بمبادئه!!!!!!، وأنه عمل ساعياً لتحقيقها!!!!!، ولم يتوانى لحظة عن شرف الدفاع عنها!!!!!!!، ولم يُخر عزمه أو وهنت إرادته في سبيلها!!!!!!، وأن لنا شرف الفخر والعزة بما حققه من صمود وصلابة!!!!!!!!!!. ودار في ذهني تساؤل، هل فهم من صعقوه بالكهرباء وسجنوه وعذبوه، ماحدث؟؟؟، وهل يعرفون، ما آمن به أبوذر وأعتقده، وما سيعيش له؟؟؟؟؟؟ وهل يستطيعون أن يستوعبوا أن السجن مفخرة وبطولة للشجعان من أمثاله؟؟؟؟؟ وهل تناهي لعلمهم ولأفهامهم أن أبوذر ينعم بسجنه ويستمتع به؟؟؟؟؟ وهل يمكن أن يعرفوا، أنه مهما طال سجن أبوذر، فإن ذلك سوف يقوي إرادتنا ويجعلنا، أكثر نصرةً ودعماً للقضية؟؟؟؟؟؟ وهل يعلمون أن أبوذر يسخر منهم، ويضحك ملء فيه، من خّبلهم وجبنهم؟؟؟؟؟. لم أعرف أن أجد إجابات لهذه الأسئلة، ولكني، أحسست بالرضا والثناء!!!!، وقلت في نفسي، ربي لك الحمد، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك!!!!!!!.