تطورات الأوضاع بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق تقرير ميداني عن فترة شهر سبتمبر 2014 تلقى التحالف العربي من أجل السودان تقريراً شاملاً عن الأوضاع الإنسانية بمنطقتي جنوب كردفان و النيل الأزرق، خلال شهر سبتمبر الماضي ، حيث يعكس التقرير تدهور الأوضاع الإنسانية مع تصعيد عسكري مستمر، ومازال القصف الجوي على قرى المدنين في ظل إنعدام الغذاء والدواء وعدم قدرة المنظمات الإنسانية على إيصال المساعدات للضحايا. يشير التقرير إلى: الوضع الإنساني والأمني في المنطقتين في سبتمبر: مع قرب انتهاء موسم لأمطار، يتزايد القلق الحقيقي من تصعيد النزاع والانتهاكات بين مختلف الأطراف. وعلى وجه الخصوص، أفادت التقارير بتجدد القصف الجوي في كلا الولايتين، بنهاية شهر سبتمبر، كما أعلنت الحكومة السودانية عن نيتها استئناف القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع (قدس) هجماتهم البرية والجوية في المنطقتين. وكان القصف الجوي قد استهدف مزارع مدنيين ومراكز إنتاج زراعي، وهو ما يفرض تهديدًا خطيرًا لحالة الأمن الغذائي الهشة أصلاً، وللوضع الإنسان برمته. إن التدهور السريع للأوضاع الأمنية يهدد كذلك بقلب المؤشرات الإيجابية، والتي كانت قد بدأت أن تشير إلى استطاعة بعض المجتمعات من الحصاد الجيد باقتراب نهاية العام. وهو وضع يثير القلق، حيث يقدر بأن نحو 25,000 أسرة لم تستطع زراعة أي محاصيل تذكر، بسبب نزوحها جراء هجوم القوات الحكومية على جنوب كردفان بين أبريل ويوليو، وما صاحبه من قتال بري. هذه الأسر سوف تواجه ظروف أمن غذائي لن تزداد إلا سوءًا هذا العام وخلال 2015. في النيل الأزرق: استمر القصف الجوي في كل المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال. ورغم أنها لم تسفر عن مصرع أي مدني، فقد أصيب أربعة بإصابات بالغة. كذلك كان هناك توجه مستمر لما يبدو أنه استهداف لمصادر المياه، والمزارع، وقطعان الماشية. شهد سبتمبر ضغطًا هائلاً على العيادات الصحية القليلة الباقية في النيل الأزرق، مع وصول العديد من العائدين من إثيوبيا وجنوب السودان. وعانت مناطق أخرى من الحرمان التام من الرعاية الصحية بسبب شدة الأمطار. كفل انتظام الأمطار نفاذًا واسعًا للمياه، ولكن نظرًا للافتقار للبنية التحتية، لم يتسن اعتبار معظم تلك مصادر المياه "آمنة" أو "صالحة للشرب". كانت أسواق النيل الأزرق عبر الحدود محدودة، وكذلك مرتفعة الأسعار، نظرًا لصعوبة الوصول إليها في موسم الأمطار، سواء من جنوب السودان أو إثيوبيا، وكذلك مضايقة السلطات الإثيوبية لتجار يابوس بشكل متكرر. كل ذلك يزيد من تفاقم أزمة انقطاع المحاصيل الناجمة عن القصف. في جنوب كردفان: استهدف القصف الجوي قرية مادريس والحقول المحيطة بها – والتي تعتبر أحد أعلى المناطق في الإنتاجية الزراعية بجنوب كردفان. لم يلق أي مدني حتفه، بيد أن القصف كانت له آثار خطيرة على الأمن الغذائي، حيث أدى إلى تدمير كميات كبيرة من المحاصيل القائمة. يتمثل التحدي الرئيسي والخطير في مجال الرعاية الصحية في الافتقار الواسع للنفاذ إلى الرعاية الصحية والأدوية والتطعيمات الأساسية المرتبطة بسوء التغذية لدى الشرائح الضعيفة من السكان. يعتمد المدنيون، بشدة، على مياه الأمطار، في الشرب والطهي. وليس لدى السكان المحليين القدرة على معالجة التدمير المتعمد لطلمبات المياه اليدوية إبان هجمات القوات المسلحة السودانية / قوات الدعم السريع، بين أبريل ويونيو. 25,000 أسرة على الأقل، كانوا قد نزحوا جراء الهجمات البرية والجوية، يعانون الآن في مجالي السكن والأمن الغذائي. فكثير منهم يقضون موسم الأمطار في كهوف ومآوٍ مؤقتة. وأصبحوا، منذ أن فقدوا معظم ممتلكاتهم في الهجمات، يعتمدون على الغذاء البري، وهبات المجتمعات المضيفة، والقروض.