استقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل من منصبه في أول تغيير كبير بالحكومة الأميركية بعد هزيمة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس باراك أوباما في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس قبل ثلاثة أسابيع. وأعلن أوباما استقالة هيغل الذي كان يقف بجواره في البيت الأبيض. وسيبقى هيغل في منصبه لحين تعيين وزير جديد. وعين هيغل قبل أقل من عامين عندما وقع أوباما برنامجه لإنهاء الحروب في أفغانستانوالعراق وهي العملية التي توقفت هذا العام مع عودة الولاياتالمتحدة للقيام بعمليات عسكرية في العراق، وتعاونه عسكريا بشكل أكبر مع كابول. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن "الوزير عين لإدارة فترة تحول للبنتاغون" مما يشير إلى أن تلك الفترة انتهت. وقال مسؤولون إن هيغل – الذي عانى ليحسن علاقاته مع الكونغرس بعد جلسة عاصفة للتصديق على تعيينه في عام 2013 – قدم استقالته بعد مشاورات مطولة مع أوباما بدأت في أكتوبر/تشرين الأول. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في تصريح صحفي "القرار الذي أعلن اليوم هو نتاج لمحادثات أجراها الرئيس والوزير لأكثر من شهر.. وفي سياق هذه المحادثات وصل الاثنان سويا إلى قناعة بأن قيادة جديدة لا بد أن تتولى زمام الأمور في البنتاغون.. وعلى مدى العامين المتبقيين في ولاية الرئيس". وتابع قوله "أقول لكم أن الويزر هيغل يغادر ولديه سجل إنجازات طويل في وزارة الدفاع". وقال مسؤول رفيع في حكومة أوباما "سيتم تعيين خلف لهيغل سريعا لكن الوزير هيغل سيبقى وزيرا للدفاع حتى يؤكد مجلس الشيوخ الأميركي تعيين من سيخلفه". وقال أوباما في البيت الأبيض إن هيغل كان دائما صريحا في نصائحه وكان "يسديها دائما لي مباشرة". وأثار هيغل شكوكا حول استراتيجية أوباما تجاه سوريا في مذكرة داخلية من صفحتين كتبها وتم تسريبها. وحذر هيغل في المذكرة من أن سياسة أوباما معرضة للفشل بسبب عدم وضوح نواياها فيما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد. وأصر أوباما على أن بإمكان الولاياتالمتحدة ملاحقة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية دون أن تتعامل مع الأسد الذي ترغب واشنطن في رحيله عن السلطة. وقال مسؤولون إن أوباما يريد قيادة جديدة خلال آخر عامين له في السلطة. وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع "ما أستطيع قوله لكم هو أنه لا يوجد اختلاف في السياسة وراء هذا القرار". وتابع "الوزير لم يقدم استقالته احتجاجا كما أنه لم يفصل". وقال جون بينر الذي يقود الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي الاثنين إن اختيار خليفة لتشاك هيغل وزير الدفاع ينبغي أن يترافق مع إلقاء نظرة جديدة على السياسات العسكرية الأميركية. وأضاف بينر الذي يرأس المجلس في بيان "هذا التغيير في الموظفين ينبغي أن يكون جزءا من عملية إعادة تفكير أوسع في إستراتيجيتنا للتصدي للمخاطر التي نواجهها في الخارج وخصوصا الخطر الذي يشكله صعود الدولة الإسلامية". ويشير هذا التصريح إلى تغير محتمل في النبرة من جانب الجمهوريين في الكونغرس فيما يتعلق بتعيين خليفة هيغل. ومن أبرز المرشحين المحتملين لخلافة هيغل ميشيل فلورنوي وكيلة وزارة الدفاع السابقة وآشتون كارتر النائب السابق لوزير الدفاع اللذان سبق أن ترددت شائعات بأنهما من المنافسين على منصب هيغل قبل تعيينه. والسناتور جاك ريد الديمقراطي عن رود آيلاند منافس آخر محتمل. وشنت مجموعات ضغط لا تسعى لتولي مناصب حكومية أو المشاركة في رسم سياسات الحكومة واحدة من أكبر الحملات في أي وقت مضى ضد مرشح لمنصب حكومي عندما رشح أوباما وهو ديمقراطي السناتور الجمهوري السابق لمنصب وزير الدفاع. واعترض الجمهوريون لأن هيغل عارض زيادة القوات في حرب العراق عام 2007 وهي الإستراتيجية التي ساهمت في نهاية المطاف في إلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة ومتشددين آخرين وفتحت الطريق لانسحاب القوات الأميركية. كما أغضب هيغل الذي أصبح من منتقدي إدارة جورج بوش الابن الكثيرين في حزبه بتأييد أوباما في السباق الرئاسي ضد السناتور الجمهوري جون مكين عام 2008. ورأي البعض أن هيغل كان غير مستعد على نحو جيد وكان مترددا خلال جلسة تأكيد تعيينه والتي رفض فيها الإجابة "بنعم" أو "لا" عندما سأله مكين ما إذا كان اخطأ حين عارض استراتيجية زيادة القوات.