المهندس _مادوجي كمودو برشم ( سيف برشم موسى ) [email protected] إنجمينا – تشاد المساواة التي أرادها هوجو في كتاباته والمنزلة مع الكتب السماوية وتحديداُ الإسلام والتي تعني العدالة وإحقاق الحق في كافة مناحي الحياة بين البشر فيما بينهم وبين الدولة وشعوبها وأنشطتها المختلفة , وهل هي ذات المساواة والعدالة الإجتماعية التي تنشدها كافة الشرائع السماوية والأرضية لأن الله ينصر العدل ولو أتي من لا دين له ولا ينصر الظلم ولو أتى من مسلم الذي يتحدث بأنه مكلف من الله في الأرض بنشر قيم العدل والمساواة إلا أنه كسر وحطم كل المبادئ التي كان يحملها والان يهدم تلك القيم الدينية النبيلة بيديه ويضع بدلاُ عنها الثقافة التي بدأ بها هابيل وقابيل حياتهم ويتم كل ذلك بإسم الإسلام إلا أن ذلك لم يكن من باب الصدف بل ان العارفين بإلاسلام وعلماؤه قد ساعدوا في هدم تلك القيم في سبيل شيئين لا ثالث لهما هما السلطة والثروة وعلى أساسهما إستغل الإسلام في التسلط على رقاب الشعوب الفقيرة والمتخلفة والمتسامحة ومن خلال هذا الكبت والتراكمات الممتدة منذ مئات السنين أفرزت ذلك الواقع الذي نعيشه الأن الذي عبر عنه فرانسوا فولتير وهو يقول (( إن الإنسان الذي يقول لي اليوم : أمن كما أؤمن وإلا سيعاقبك الله , سيقول لي غداُ : أمن كما أؤمن وإلا قتلتك )) , نحن اليوم نعيش هذه الحالة التي تعطي الحق لهم في إلصاق أي تهمة لمن يخالفهم الرأي وإلباسها صبغة دينية تمهيداُ لممارسة القتل في مقبل الأيام إذا إنهارت سلطتهم . في فقرة لمقالة لأحد الكتاب العرب حول حال المسلمين اليوم (( التغيير هو جوهر هذه الدنيا، ومن لا يتغير يموت، وكفى بالموت مصيراً، ولذلك نجد أن الموت هو غاية كثيراً من مسلمي اليوم، لأنهم عاجزون عن التغير، وغير قادرين على التفاعل مع عالم لا يملكون أدوات التفاعل فيه ومعه. . في ظل هذا الوضع هل يمكن أن ينتشر العدل والمساواة وهل هؤلاء قادرون على بسط هذه الروح في جسد السودان المتهالك والساقط وما مدى مقدرتهم في بث هذه القيم من دون إلباسها بإلاسلام والدين لكي يتعايش كل الناس في هذا الوطن العظيم الذين أسقطوه بهذا الدين الذي أتوا به وإستغلوه في محاولة كسر عزيمة وإرادة الشعوب الحرة وإبادتها والتي أبت ورفضت الإستمرار في تلك الهيمنة وهي تلك الشعوب التي إستقبلت هذا الدين كغيره من الأديان التي أتت إلى السودان على مختلف الأزمنة والظروف التي كانت تعيشها وهي كانت تعيش في كيانات منفصلة وأقاليم لها سلطتها وعدالة إجتماعية كانت تمارسها بين شعوبها من دون تمييز أو إقصاء لأحد لقد جنت هذه الشعوب الأن السراب وحصدت الهشيم الذي إنعكس في شكل حياتها اليوم . إذا لم يتمكن هؤلاء طيلة وجودهم ودخولهم السودان من إنزال عدالة السماء للأرض التي تعتبر من القدسيات الدينية التي بها أنزلت الأديان من السماء هذه القدسية تجلت في قوله : "وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (يونس، 19). "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (المائدة، 48). "قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (الأنعام، 164). "وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ. وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (النحل، 92، 93). "اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (الحج، 69). "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (البقرة، 113 وقد حملت المؤرخ الفرنسي وعالم الإجتماع غوستاف لوبون في كتابه عن حضارة العرب في 1884 أن يكتب عن الإسلام في فقرة :- (( الإسلام من أكثر الديانات ملائمة لاكتشاف العلم ومن أعظمها تهذيباُ للنفوس وحملاُ على العدل والإحسان والتسامح )) , لكن الفاجئة في الذين حملوا هذا الإسلام حيث قال : – (( مسامحة محمد (ص ) كانت عظيمة إلى الغاية ,مما لم يقل بمثله مؤسسو الأديان من قبله , كاليهودية والنصرانية على الخصوص , وسنرى كيف يسير خلفاؤه على سنته )) فهذا المؤرخ الذي كتب هذه المقولات كتبها وفي نفسه شئ ما !!! وقد تجلى هذا الشئ وها هي سنة محمد (ص ) التي يتبعها الغاوون الأن !! . لقد فشل هؤلاء في تطبيق عدالة السماء فهل يستطيعون تطبيق عدالة القوانين والمعاهدات والمواثيق الأرضية التي وضعت مبدأ المساواة والعدالة في كافة ديباجاتها التي إرتضت كافة شعوب الأرض بالالتزام بها وتطبيقها وإدراجها في دساتيرها بكل تجرد والعمل بها بإعتبارها من الأسس الإنسانية التي تزرع السلام والوئام والتجانس وعلى ضوءها تمتزج الأفكار النيرة وتتلاقح الأجناس فيما بينها ومن مختلف الألوان لخلق أمة تتعايش فيما بينها لتعمير أرضها وتقدم شعبها إلا أن السودان قديماُ وحديثاُ سابحاُ عكس التيار واضعاُ كل ما يخالف أمر الله وأمر الإنسانية أمامه حيث مثله الذين لا يعرفون من اين أتوا وما هي هويتهم الحقيقية بل إلى أي موطن أصلي ينتمون إليه فجعلت تلك الصفة المتلازمة أن حاولوا ويحاولوا إبادة شعوب هذه الأرض ليستقر لهم المقام وهم يعلمون بأن ذلك بعيد المنال وأن نزاعهم الداخلي يضغط على سلوكهم وأفعالهم وأقوالهم فتخرج في حالة هيجان وإساءات لشعوب هذه الأرض ووصفها بأبشع النعوت والأوصاف ( أكياس سوداء – الحشرات – عبيد – القرود ) وهذا قليل من كثير من النعوت التي تخرج من الذين وجدوا أنفسهم بمحض الصدفة مسئولين في هذه البلاد مربوطة بحسب زعمهم الأرعن بمساعدة الله لهم . هذه هي الشخصية التي قادت السودان إلى هذا الدرك السحيق من الظلام الذي ما زال مواصلاُ فما مدى تقبلهم العيش مع هذه الحشرات وهذه الأكياس السوداء وهل يرضون بذلك في مقتبل الأيام وهم يربون أطفالهم على هذا السلوك المشين والإساءات البذيئة لغيرهم لان هؤلاء الموجودين الأن في سدة السلطة لقد تربو وتشربوا من اباءهم وأجدادهم هذه الإساءات وبنفس القدر يغرسونها لابناءهم , نحن عندما نتطرق لهذه المواضيع الشائكة لأنها ثقافة ضربت بجذورها في السودان منذ دخول هؤلاء إليه هل يمكن أن يعطي فاقد الشئ ؟؟؟ الشخص المغلوب هو دائماُ مولعاُ بتقليد الغالب كما قال إبن خلدون في مقولته التي يمكن تفصيلها على الذين أتوا للسودان إما غزاة أو رعاة أو محمولين على ظهور أمهاتهم عابري سبيل وهم الأن الذين شوهوا وزيفوا هوية السودان لدي شعوب الأرض وأخرين يسخروا منه ومن شخصيته الذي كتب عنها أحد الخليجيين العرب في مقال وضع هؤلاء على حقيقتهم : – ((الفرد السوداني غير متصالح مع كون ان لونه لونا اسودلا غبار عليه كما انه غير متقبل لحقيقة ان هناك مكون افريقي يغلب علي مكونه العربي بكل وضوح هذا اضطراب نفسي – الانكار الشديد للحقيقة التي يراها الكل جعل الفرد السوداني يسلك سلوكا تعويضيا حالما تحط به الطائرة في احدي المطارات العربية يجعله شديد الحساسية لايتقبل نقد الأخر العربي يجعله يسعي بشتي الطرق لنيل الاستحسان من الأخر العربي وليس صعبا تحديد مظاهر السلوك التعويضي للسودانيين عند التعامل مع العرب . )) . لقد رفضوا إخوة الشعوب الأفريقية التي وجدوها في هذه الأرض وأرادوا التخلص من هذه الأكياس السوداء لكي يبقوا ويبقى السودان المتبقي عرباُ هوية رخيصة ليس له إعتبار عند أصحاب الهوية الأصلية الذين يسخرون منه ويستهزاُون به من أفعاله واقواله التي يرددها وهو مغلوب على أمره المهزوزة لقد وضع هؤلاء أنفسهم والسودان المتبقي في وضع لا يحسد عليه لا العرب يعترفون به ولا الأفارقة يعتبرونه قطر أفريقياُ بل يستغلون هؤلاء الذين على السلطة وقد أثرى كثير من المسئولين الأفارقة من السودان وما زال الباقين يتمسحون ويتمرغون في سحته وهم يعلمون أن الدولة السودانية ولدت بطريق السفاح وأنها تبحث عن والدها الحقيقي الذي يرد لها إعتبارها وليس الموجودين الأن الذين يسرقونها ويسرقون أرضها . هل يمكن أن يلبي الحكم الذاتي المرتجى كل الطموحات التي يبتغيها شعبي جبال النوبة والنيل الأزرق من دون منغصات ونحن نعرف أن نظرية المؤامرة متجزرة في سلوك وأفعال وأقوال هؤلاء ولذلك فإن الضامن لإستمرارية أي خيار مطروح لجبال النوبة والنيل الأزرق من ضمنها الحكم الذاتي هو بقاء الجيش الشعبي كما هو ودعمه بكل أنواع الدعم ولنا تجربة في إتفاقية أديس أبابا 1972 وقد إستحضرت اللقاء الذي تم مع مستشار الحركة الشعبية الدكتور فرح عقار مع التغيير الإلكترونية في رده عن الحكم الذاتي فماذا قال (أولا ان الذي لا يعلمه الكثيرون ان مطلب الحكم الذاتي هو مطلب شعوب المنطقتيين وليس مطلبا لوفد الحركة الشعبية بل هي صدحت ونطقت بما يرغب فيه أهل المنطقتين هذا الأمر ليس أمر الحركة الشعبية (قالها مرتين) بل هو خيار أهل المنطقتيين الذين يعلمون ان اللامركزية المطبقة الأن في السودان هي قطعا ليست فيدرالية لان الموارد محتكرة في الخرطوم، وكذلك السلطة والوظائف ووضع الدستور وتعديله وادارة المواطنين أيضا محتكرة في الخرطوم لذلك الحكم الذاتي هو مطلب شعوب المنطقتين والحكم الذاتي ليس انفصال وهو اعتراف بمعالجة المظالم التاريخية وتحرير إرادة أهل المنطقة في إدارة الشأن العام وإدارة مواردهم في ظل دولة واحدة علمها واحد وعملتها واحدة وكذلك نشيدها الوطني ورئيسها واحد والسياسة الخارجية واحدة والجيش واحد وكذلك الشرطة والأمن ) . وهذا مقتطف قصير من اللقاء وقد إخترت هذه الفقرة لأنها تتعلق بموضوع أحادية الجيش في ظل دولة كالسودان التي قامت من الأصل في إبادة الشعوب الأصيلة منذ تأسيس جيشها المهزوم والساقط والمرتزق .لقد تعرضت إلى هذه الجزئية الهامة لأنها مبتغى هؤلاء المهزومين الذين يعرفون أن هذا الجيش هو الذي هزم كل مشاريع الهوس والهرطقة والدغمسة ومحاولاتهم الحثيثة لتفتيت هذا الجيش ونحن نرى أن هنالك أقاليم ذات حكم ذاتي في بعض دول العالم وهي محتفظة بجيشها الذي هو جزء من جيش الدولة لكي يضمن شعبي الأقليمين إستمرارية الحكم الذاتي وإلا سوف ندور مرة في هذه الدائرة المغلقة أولى تباشيرها هي إعطاء الصبغة القانونية والدستورية الطائشة للجنجويد والمرتزقة والغزاة أو ما يعرف بقوات الدعم السريع لكي تمارس القتل والإبادة والإغتصاب تحت طائلة القانون . يقول الفيلسوف البريطاني برتراند راسل (( يجعلنا التاريخ واعين بأنه ليس هنالك نهائية في الشأن الإنساني , وليس هنالك حالة من الكمال الساكن )) . وللفرنسيين مقولة هي : - La vraie et unique vertu est de se haïr . الحقيقة هي الفضيلة الوحيدة لنبذ الكراهية .