أكدت يونيسيف – منظمة الأممالمتحدة للطفولة – ان السودان لا يزال موطناً لواحدة من أشد الأزمات الانسانية واسعة النطاق فى العالم . وفى المؤتمر الصحفى المعتاد لمنظمات الأممالمتحدة بجنيف ، والذى حضرته المفوضية السامية لحقوق الانسان ، برنامج الاممالمتحدة الانمائى ، منظمة الصحة العالمية ، منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ، وكالة اللاجئين ، ومكتب منسقية الشؤون الانسانية ، تحدث للمؤتمر الصحفى ممثل اليونيسيف بالخرطوم قيرت كابليرى عبر الهاتف ، قائلاً ان الأزمة الانسانية فى السودان ربما لم تعد فى دائرة الضوء ولكن هناك حوالى 3.5 مليون طفل يواجهون احتياجات انسانية حرجة ، وأضاف ان اسباب الازمة ذات صلة بالنزاعات المسلحة ولكنها ايضاً بسبب انخفاض الاستثمار فى الخدمات الاجتماعية الاساسية . وأضاف انه فى الاشهر الاربعة الاخيرة تم تأكيد (2200) اصابة بالحصبة ، اضافة الى (4000) حالة اشتباه اخرى ، وهذا المعدل أعلى باربع مرات من اصابات الحصبة فى السنوات السابقة ، وأضاف ان المصابين من بينهم كثيرون أطفال تحت سن الخامسة ولكن هناك ايضاً الذين تجاوزوا الخمسة عشر عاماً . وأكد ان الوباء غير محصور فى منطقة معينة ولكن فى جميع انحاء السودان ، حيث تأثرت (14) ولاية من أصل (18) ولاية فى الوقت الراهن. وعن اسباب الوباء ، قال كابليرى ان انتظام التحصين ليس كما ينبغى ، واضاف انه لابد من نظرة اخرى فى خدمات التحصين ، ومراجعة بيانات التحصين والتغطية ، فالتقييم الايجابى قد لا يكون ايجابياً ، وينبغى تحديد الاخطاء فى البيانات . وأضاف ان هناك العديد من المناطق لاتزال لا تصلها المساعدات الانسانية ، وفيها مجموعات كبيرة من الأطفال غير المحصنين . وأكد ان تفشى الحصبة علامة على ان الخدمات الاجتماعية الاساسية فى البلاد لا ترقى الى المعايير اللازمة وان الاطفال لا يزالون غير حصينين. ووجه كابليرى مناشدتين : الى الحكومة السودانية والحركات المسلحة للسماح ليونيسيف وشركائها على الفور بالوصول الى الاطفال لتحصينهم ، والمناشدة الثانية للحكومة والمجتمع المدنى الدولى حول تخفيف الديون ، بحيث ينظر الى طلب تخفيف الديون ايجابياً ولكن يشرط بتقديم الحكومة المزيد من الموارد لمجالات الصحة والخدمات الاجتماعية والتغذية . http://www.unog.ch/unog/website/news_media.nsf/%28httpNewsByYear_en%29/1824926BCF711E65C1257E3C0044EE07?OpenDocument