هي مصطلحات توحي بالتودد المستهجن لنيل مبتغي او الحصول علي مرضاة صاحب سلطان رئيسا ام نحوه وتتغير المصطلحات بتغير الزمان والمكان فهي ( تكسير تلج) عندنا في هذا الزمن وهي ( دحلسة) في اوساط الخليجيين وربما اخذت اسماء متعددة في ازمان اخري او مكنة اخري وفي الحالة السودانية اليوم تنتشر بين الزعماء من السياسيين والنخبة من الحالمين بقسمة السلطة والثروة دعتهم الانقاذ من كل فج لها عميق في اقطار الارض بعضهم أتي حاملا جنسية اخري لضمان الادبار في معية امنه . الاكثر اعلانا ومجاهرة بتكسير الثلج مع قبض الثمن مسبقا هو شيخهم الترابي ولسانه كمال عمر فيرسلون اعذب الحديث مناصرة للبشير بعد طول جفاء وصد فالفاسد برأيهم هو مجموع الشعب السوداني وليس افرادا في معية البشير وطريق الحوار الوطني الممتد بلا سقف زمني عندهم هو الطريق الامثل لبقاء البشير في سدة الحكم وعلي الاخرين الانتظار حتي يقضي الله امرا كان مفعولا فسفينة الحوار تبحر بلا هدي وبلا ( الجودي) ترسو عليه وثمن كل ذلك بعض المليارات قبضت لتمويل حزب المؤتمر الشعبي لتسيير دولاب الحزب من داخل بيت الزعيم واطعام الحيران من النخبة التي ما زالت تراوح مكانها . وحزب الميرغني باجنحته المتعددة له القدر المعلي في تكسير التلج فقد تدرب علي ذلك ايام شعارات الاتحاد مع مصر ليصبح السودان تحت التاج المصري وهاهو يمارس تكسير التلج الذي خبره دافعا بعض المؤثرين (مرة بكسر الواو واخري بفتحها) ليأخذوا مكانهم مع جوقة البشير في القصر الصيني فحضور قسمة الغنائم واخذ نصيبهم منها ممارسة يبدأ تعلمها بالتواجد في ساحة الذكر سابقا لوصول صحن الفتة. الامام الصادق المهدي بحدسه وفطنته يلتفت الي ان الامر خرج من يده ولم يعد اشارة يطلقها من صهوة حصانه تستجيب الجموع للاشارة وتخرج لزلزلة الحكم وسحب البساط فالتمويل لا يسعفه بعد توقف دائرة المهدي الزراعية في مختلف المناطق ولم تعد هناك قوة اقتصادية يركن اليها فاصبح اتجاهه واحدا يؤشر الي ضرورة تكسير التلج وهذا زمانه قد اتي فلم تعد تجدي المناطحة مع تفرق الحزب ايدي سبأ وتعددت البطون وتنوعت سبل تغذيتها فلم تعد عصيدة الحيران تسد الرمق فالقادمون من اصقاع الدنيا من ابناء الحزب مطلبهم العيش في الثريا بعد ان اخذوا قسطا من العلم وعاشوا ردحا من الزمان في بلاد الغرب وحضروا لينالوا نصيبهم من قسمة السلطة والثروة فتوزعوا في احزاب انشطارية ليصبح كل منهم راسا يشار اليه ويحصل علي نصيب الرأس في قسمة السلطة وما يتبعها من ثروة فلم يعد ذنبا في حزب كبير يعج بالاسماء. بعض ائمة المساجد والدعاة من النخبة اثروا ايضا تكسير التلج من علي المنابر ينافحون عن النظام ويبررون كل فعل يقوم به الرئيس البشير فالطعام عنده دسم وفي الافق لا تلوح بوادر بديل ( يشد الحيل) او يخشي جانبه فالكل علي استواء ولذا ازداد فحيح هذه الفئة ولحق بها بلة الغائب والشيخ الامين يكرسون للبشير ويمهدون السبيل له ليصبح ملكا علي السودان وهكذا كانت دعوة سابقة لاحدهم في خمسينات القرن الماضي ( هل لا اكون ملكا علي السودان؟) بعد ان عاد من اكسفورد وهو يحمل الشهادة العالية ودبابة البشير التي اعتلي بها الحكم لا تقل عن تلك الشهادة بل هي ارفع منها لانها سخرت واخضعت من اتي بعده من حملة الشهادات المماثلة من اكسفورد والسربون وضمهم البشير في جوقة حاملي البخور عند اقدامه يتمسحون ويسير ركبهم من امامه ومن خلفه يحرقون البخور ويفسحون لموكبه الطريق ليعبر من والي قصره الصيني ملكا عليهم بل شيخا يفتيهم في امور الدين والدنيا وان اصبروا فتلك ابتلاءات العطش والجوع ومن صبر عليها وجد. القاب ومقامات عديدة تقف في صف طلب الحاجات والوظائف في مناخ الحكم الولائي الذي امطرهم استوزارا يفوق ما في امريكا واليابان فالفرص متاحة لتجد كل تلك الالقاب والمقامات ضالتها تحت شمس ومباركة البشير وتكسير التلج ايضا هو عملتهم المبرئة لطلب المنصب ومجموع النفقات العامة علي تلك المناصب لا يقابله انتاجا يرجي منهم لتصديره في شكل سلع تجلب العملات الحرة لتمويل نفقاتهم فالصرف عليهم وتدبير معاشهم يكون بالضرائب والجبايات وبالمزيد منها يدفعه الشعب المقهور وكلما انقضي عام تزايدت طلباتهم لمزيد من الانفاق علي مثني وثلاث ورباع من الزوجات واضعاف ذلك من الابناء من الزوجة الاولي الولود فتضاعفت الضرائب وعجزت مسمياتها علي الحصر ولم يعد خازن بيت المال يجد لها اسما في دفتره ولا سبيل الا السير في المضاعفة فالماء والكهرباء واساسيات الحياة الاخري تصعب واعباء ( قفة الملاح) منال صعب كما صرح بذلك الشيخ علي عثمان طه وهو محق في ذلك لان الانفاق يصعد في متوالية هندسية تقابلها متوالية هندسية هابطة في الانتاج والتصدير. صناعة الصحافة او السلطة الرابعة تعج باسماء تحسن تكسير التلج ولا يرجف لهم جفن ففقه الضرورة يستعمل عند هذه الفئة لاطلاق الاكاذيب لحماية النظام لانها في حالة حرب مع الشعب والحرب خدعة كما تبرر وتفتي بذلك واخري تنظر الي مبادرات شارع الحوادث بانها فعل شيوعي يجب وأده في مهده فالنار من مستصغر الشرر الا من رحم ربي من هذه الفئة تتقدمهم انثي كما الرجال في قولة الحق شمائل كما اسمها تجمع شمائل الذكر الحسن المرفوع باذن الله للسوداني والسودان البلد الحبيب. في المشهد السياسي السوداني لا يقف تكسير التلج عند المعارضة او عند الطفيليات التي تدور في فلك البشير تتحلق حوله لطلب المزيد من رغد العيش فالبشير ايضا يمارس رياضة تكسير التلج حيث سخر له الله من الداخل ما يشغله فافرع القوات المسلحة في مقابل المخابرات الوطنية يتسابقان علي الادوار وتتقاطع بينهما المصالح وينشغل البشير بمعادلة الكفة تلك وارضاء الهابطة وتصبح احيانا حماية الوطن من مهام قوات الدعم السريع فتغضب القوات المسلحة وتنتزع المخابرات احيانا ذلك الدور فتختلط مصالح عطا مع مصالح حميدتي وموسي هلال ويختلط الحابل بالنابل وفي ترضية الجنجويد يدعي امامهم موسي هلال وتفرش له السجادة الحمراء ويستقبل في القصر الصيني بلا القاب رسمية الا من كونه زعيم سمعنا بها في عهد الانقاذ ويفاوض في قسمة السلطة بل تحتل قواته مناجم التعدين والحكومة كل فعلها هو معاقبة من يلمح باشارة علي الدور السالب للجنجويد فالمصير الاعتقال او النفي من الارض. وتكسير التلج يخرج به البشير مواددا دول الخليج تصحيحا لموقفه من دخول العراق واحتلالها للكويت فيعلن انضمامه لعاصفة الحزم ويتبرا علنا من ( الاخوة) التي مكنته من الحكم ويسامر السيسي في مصر ناسيا مرسي فتلك عنده صفحة سوداء فالاحتفالات عند السيسي اكثر والتقرب اليه منجاة. وفي نهاية المشهد يبرز انطباع واحد وهو ان الكل في الساحة السودانية اضعف الاخر فالحكومة في سعيها لاضعاف المعارضة وكسر شوكتها اضعفت الداخل وعجزت لاكثر من ربع قرن عن توفير ابسط احتياجات الانسان السوداني فالعطش والبحث عن الماء صار همه اليومي في الخرطوم وخارج الخرطوم يموت الانسان السوداني برصاص الحكومة او برصاص من صنع الحكومة والجنجويد متمردون يجب لجمهم وكبح تفلتهم الا ان الحكومة تري فيهم رايا اخر ويكثر المنتفعين من الحكومة ويصعب ارضاء الجميع في قسمة السلطة والثروة وتزداد هشاشة الدولة في الداخل ويحس بها الخارج . ربما الخير في تكسير التلج فقد كشف الجانبين الحكومة والمعارضة فاظهر هشاشة الدولة السودانية في هذا المفترق التاريخي الهام لايقاظ الصحوة الوطنية وانتفاض حكماء الامة السودانية لتكسير التلج للوطن وصالحة العام لتامين الهبوط الامن لاهل الحكم علي مدرج العقل والحكمة واعادة الدولة بعد هذا الاختطاف وغياب العقل لاحقاق الحق وعودة السودان الوطن وعودة الشعب البطل. وتقبلوا اطيب تحياتي . مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد