كشف البروفيسير اريك ريفز – الخبير الامريكى فى الشؤون السودانية – عن عملية تغيير التركيبة الديمغرافية (السكانية) لدرافور التى تنفذها حكومة المؤتمر الوطنى عن طريق العنف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان . وأورد فى مقاله ب(هفقنتون بوستHuffington Post ) ،24 أغسطس الجارى ، انه بحسب الأممالمتحدة تم تدمير (3300) قرية فى دارفور فى عام 2014 وحده ، اضافة الى آلاف القرى الأخرى التى تم تدميرها فى السنوات العشر الماضية بالعنف المتواصل . وبلغ عدد المشردين داخلياً واللاجئين فى الخارج حوالى (3) ملايين ، اغلبيتهم الساحقة من القبائل الافريقية ، وشرد مئات الالوف بدون أى موارد من أى نوع . ولم تعد تقارير الأممالمتحدة ويوناميد تبلغ عن اعداد القتلى والوفيات الناجمة عن العنف فى دارفور ، ولكن من المؤكد ان الرقم يتجاوز الآلاف فى السنوات الاخيرة ، ربما عشرات الآلاف ، واجمالاً فان عدد الاشخاص الذين قتلوا فى الصراع منذ عام 2003 يتجاوز ال(500) ألف . وأكد ريفز ان الجرائم التى ادت الى اقتلاع وتشريد المدنيين فى دارفور ترتكبها بالاساس القوات النظامية الحكومية وكذلك مليشيات الجنجويد الجديدة المسماة قوات الدعم السريع التى تحظى بدعم مفتوح من طغمة الخرطوم المتوحشة لم تحظى بمثله مليشيا الجنجويد القديمة . وتشمل الجرائم الممنهجة الاغتصاب ، كسلاح مركزى فى الحرب العرقية فى دارفور ، مثلما حدث فى بلدة تابت 31 اكتوبر – 1نوفمبر 2014 حين اغتصبت القوات الحكومية أكثر من (200) امرأة وفتاة . وأضاف ريفز ان مستوطنين من قبائل عربية بدوية استولوا على اراضى المزارعين من القبائل الافريقية ، واستخدموها من أجل العلف لماشيتهم أو كوسيلة لزيادة ثرواتهم . ويتعرض المزارعون الذين يحاولون العمل فى اراضيهم للقتل أو الاغتصاب فى حالة النساء والفتيات . ويحظى العنف الذى تمارسه مليشيات القبائل العربية ، سواء فى قوات الدعم السريع أو خارجها ، لأجل تشريد المزارعين الافارقة المقصود ، يحظى بالحصانة الكاملة من الخرطوم التى تواصل تغيير التركيبة السكانية لدارفور وافراغها من القبائل الافريقية . واشار ريفز الى ان حكومة الخرطوم تسهل قدوم المستوطنين العرب من تشاد والنيجر ومالى ، بما فى ذلك منحهم الجنسية والاراضى لتغيير التركيبة السكانية ، وأكد ان هذه أكبر مشكلة تواجه تحقيق السلام فى دارفور ، وهى القضية التى لم تعالجها اتفاقية الدوحة الهزلية ، ومع مرور كل يوم تصبح قضية استعادة الاراضى المنهوبة أكثر صعوبة . وأكد ريفز ان تغيير التركيبة السكانية لدارفور قد تحقق ، وان عكس هذه العملية يتطلب نوعاً من الالتزام الدولى لا يلوح فى الافق . فالاتحاد الافريقى والامم المتحدة تتخفيان وراء ورقة توت اتفاقية الدوحة ، رغم انهما تعرفان انها بلا معنى . وتلزم ادارة أوباما وقيادات الاتحاد الاروبى الصمت . وتريد ادارة حفظ السلام بالامم المتحدة تخفيض يوناميد مضعفة أكثر البعثة الفاشلة اصلاً والمكلفة . وستغادر المنظمات الانسانية ، مع عدم وجود قوة حماية ذات مغزى ، ستغادر رغم انها شريان الحياة لمئات الالوف من الدارفوريين المعرضين للخطر . وختم اريك ريفز (لقد تم التخلى عن دارفور ، وفى السنوات القادمة عاجلاً أو اجلاً ، سنكتشف حقيقة العواقب المروعة لهذا التخلى : مئات الآلاف من القتلى ، وأكثر من (2) مليون مشرد ، وربما بصورة دائمة ،(اعادة صنع) دارفور كما خططت لها الخرطوم فى اجندتها للتعريب الجذرى . http://www.huffingtonpost.com/eric-reeves/the- perilous-change-in-darfur-demography_b_8027588.html