اعترضت لجنة الأطباء على اوضاعهم وعلى البيئة الصحية ، بطريقة مبتكرة وجديدة ، حيث نظموا أمس الاثنين 28 مارس (جنازة) رمزية حداداً على مهنة الطب في البلاد . وبدأت مراسم الجنازة بخطب من قيادات لجنة الاطباء تحدثوا فيها عن ضرورة اعادة المفصولين من الاطباء ، وتحسين شروط الخدمة ، وعن فساد وزارة الصحة ، وانتقادهم لاتحاد الاطباء الرسمي ، وأعلنوا عن نيتهم تنظيم اعتصام امام دار اتحاد الاطباء يوم الاربعاء القادم . وتحدث في البداية الدكتور (أحمد عبد الله) مؤكداً أنه لا تراجع عن عمل لجنة الأطباء إلا بحل جميع المعضلات التي يواجهها الحقل الطبي وعلى رأسها الأطباء الذين تم فصلهم دون وجه حق . ووجه خطاباً لجميع الأطباء في السودان قائلاً “يجب أن نتجمع في صف واحد لنيل حقوقنا . وأضاف (ان إتحاد الأطباء عجز عن توفير العلاج للأطباء كما عجز عن توفير السكن والعربات كما فشل في تحسين بيئة العمل ، بما في ذلك عجزه عن ملاحقة حقوق الأطباء المالية وعلى الرغم من ذلك ظلّ الإتحاد يتهم لجنة الأطباء بأنها مسيسة). وقال ان الإتحاد أيام الإعتقالات ظل يعمل ضدهم بالإضافة إلى أن كل الجهات سجلت زيارات بصفات مختلفة إلا الاتحاد لم يقم بزيارة طبيب معتقل واحد، على الرغم من أن ذلك من صميم عمله. ثم تحدث عن قرار رئاسة الجمهورية القاضي بضرورة تحسين شروط الخدمة قائلاً (تم فك الإضراب ولم يتحقق شئ، لأن المؤسسات التحتية تعمل على تكسير القرارات الفوقية. وتساءل كيف يجب وزير المالية قرار الرئيس..هذا لا يمكن..!!) وإعتبر ان النظام يبدي حالة من الخوف والهلع تجاه لجنة الأطباء في الوقت الذي يجب أن يكون الخوف فيه من المفسدين والفاسدين الذين إنتشروا في كل مؤسسات الدولة،وعلى رأس تلك المؤسسات وزارة الصحة. مؤكدا أنهم لن يصمتوا عن الفساد المستشري في وزارة ميزانيتها تعتبر من أقل الميزانيات في الدولة. وقال انه إذا كان هناك حسن نوايا فيجب إرجاع المفصولين تعسفياً، ودفع مستحقات الأطباء في العلاوة وتحسين شروط الخدمة إضافة لضرورة إسكان الأطباء. ثم خاطبت الدكتورة ناهد محمد الحسن الحشد قائلة ( أنهم في لجنة الأطباء كانت مشكلة بالنسبة لهم إيجاد مكان ليلتقوا فيه ويناقشوا قضاياهم) قائلة ( تم منعنا من دخول الميز لمناقشة قضايانا بحجة قرار قضى بمنع التجمعات). وقالت ان السلطات ظلت تتحجج ولفترات طويلة بعدم وجود الوقت المناسب لمناقشة قضاياهم، وبسخرية قالت (يبدو أن الكالندر حق الدولة السودانية لن يصبح فارغاً أبداً) وأشارت للأوضاع الصحية وأوضاع الأطباء قائلة ” ان هذه حياة غير جديرة بالعيش” مؤكدة “ان ما يحدث الآن من تردي في كل الأوضاع الصحية وصل حداً لا يمكن السكوت عليه” وإعتبرت ان معركة الأطباء القادمة أصعب وأشرس لذلك علينا أن نستعد للمواجهة بكامل تعاضدنا وتكاتفنا وعلينا أن نتعاهد من جديد. وأكدت أنهم في لجنة الأطباء سيواصلون مسيرتهم لإرجاع المفصولين تعسفياً للخدمة من جديد وأكدت أنهم ” سعدوا بالعمل وسط الأطباء، وقالت مخاطبة الحشد (نتشرف بالقتال معكم) وابتدر الدكتور مصطفى النخلى حديثه بالقول ( ان الذي لديه حق مهدر ينبغي ألا يخاف لذلك فنحن لا نخاف لأننا ثائرون. ووجه حديثه للسلطات قائلاً ( نريد حقنا كأطباء نعمل على خدمة هذه البلد، ولدينا مطالب يجب أن تتحقق إذا كان النظام يرغب في إنهاء هذه المشكلة. وأشار بدوره للفساد الذي يعم الوزارة قائلاً ( الطبيب السوداني له الرغبة الحقيقية والجادة في الحفاظ على سلامة وحياة المواطن أكثر من الدولة التي إنتشرت فيها الأمراض وإنتشر فيها الأيدز والسل الذي ينتشر جراء الفقر المحدق الذي يحيط بالمواطن) . ودعا الدكتور مصطفى النخلي في نهاية حديثه لتنفيذ مطالب الأطباء بحل المشكلة من جذورها، مؤكداً أن الأطباء يمكنهم تنظيم اللقاءات ولو منعوا من ذلك. وبعد ذلك تم حمل النعش/الرمز على الأكتاف كالجنازة تماما ودار به الأطباء حول مستشفي الخرطوم دورة كاملة في مشهد لفت أنظار المرضي والمارة بالخارج. لتعود بعد ذلك المخاطبات مرة اخرى ، حيث أجمع المتحدثون على ضرورة إستمرار معركتهم والإعتصام أمام دار اتحاد الاطباء الأربعاء القادم لإرجاع المفصولين وتحسين شروط الخدمة.