كشفت مصادر وثيقة الإطلاع ان سلطات امن البشير طلبت من ممثل حزب الله في الخرطوم مغادرة البلاد بعد قرارات مجلس التعاون الخليجي إعتبارالحزب منظمة ارهابية كما صادرت فندق الحزب بالخرطوم 2. وحسب هذه المصادر فان لحزب الله اسثمارات ضخمة في السودان اهمها فندق كبير بالخرطوم 2. وسبق وهاجمت صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة للحزب النظام السوداني بقولها "ان النظام السوداني انتقل من ضفة محور المقاومة، إلى ضفة المملكة العربية السعودية. يتلقى الاموال منها، فيرسل أبناء السودان ليقاتلوا في اليمن، قبل ان يصل إلى حد إعلان عدم ممانعة التطبيع مع العدو الإسرائيلي. وقالت ان جديد نظام الخرطوم هو بيع معلومات عن حزب الله إلى السعودية " وذكرت مصادر سودانية من قبل ان اجتماعا سودانيا شيعيا وامين حزب الله اللبناني حسن نصر الله عقد مؤخرا بين الجانبين. وكشف رئيس مركز الدراسات المقارنة الشيخ د. عمار صالح ان القيادي في الحزب خاطب عددا من أنصاره هاتفياً من مكان تواجده بالجنوب اللبناني، وحثّهم على مسائل تثير الفتنة في المجتمع، ولفت صالح الانتباه إلى أن شيعة إيرانيين بدأوا العودة للسودان مرة أخرى عن طريق شخصيات سودانية، إلا أنهُ قلّل من إمكانية نجاحهم، وقال إن الشخصيات التي تتعامل معهم معروفة ومرصودة. وكان وفد من حزب الله الذي ضمّ مسؤول العلاقات العربية الشيخ حسن عز الدين والنواب حسين الحاج حسن وحسن حب الله وأمين شرّي، قد زار السودان مؤخرا فيما اسماه لفتة " تضامنية مع السودان شعبا ورئيسا وقيادة بمواجهة الضغوط الأمريكية التي تستهدف وحدة وسيادة السودان إثر القرار الظالم والمدان من محكمة الجنايات الدولية " وتوّج الوفد اجتماعاته بلقاء الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي أكّد له وفد حزب الله تضامنه معه، معتبرا أننا جميعا شركاء في مواجهة الإستهدافات الأمريكية في المنطقة. وأبدى الرئيس البشير تقديره لدور المقاومة الوطنية ولهذه الخطوة التضامنية ، مؤكدا عدم التنازل والتراجع أمام الضغوطات الدولية . وعقد الوفد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السودانيين والفعاليات السياسية والشعبية، وكان على رأسها لقاء مع رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر بحضور نائب الرئيس ورئيس لجنة العلاقات العربية والأمين العام للمجلس وعدد من رؤوساء اللجان، وعبّر الطاهر عن حب الشعب السوداني للمقاومة والتقدير الذي تحظى به بين عامة الشعب، وخاصة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي يكاد لا يخلو بيت من صورته، معتبرا أنّ ما يجري في دارفور تضخيم من قبل وسائل الإعلام الغربية وتصوير الأمور على غير حقيقتها، مؤكدا أنّ الحصار الإقتصادي والسياسي استفدنا منه بتطوير قدراتنا على مواجهة الإستهدافات الأمريكية في المنطقة. ولطالما أثيرت مخاوف من تحول القارة الأفريقية، وعلى رأسها السودان، لامتداد إيراني بمشاريع التوسع والتشيع التابعة لها، والتي تدخل إلى القارة الفقيرة من باب المشاريع التجارية العملاقة الداعمة لحكوماتها الهشّة. دول الخليج بدورها تدرك مدى التأثير السياسي السوداني على القارة التي تستغلها إيران، وبدت دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية، أكثر اندفاعاً لضم السودان مجدداً للحضن العربي، عبر فتح الباب لها بمشاركات فعلية بالقرار العربي المعاصر، الذي يأتي وسط أزمات حادة في المنطقة، ليستكمل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، استعادة العلاقات المتأصلة مع الخرطوم بزيارة رسمية في 22 فبراير 2016، لم يسبق أن قام بها وزير خارجية سعودي منذ عدة سنوات من فتور العلاقات. وبحث الجبير الذي أبدى تقديره لمشاركة السودان في عاصفة الحزم والتحالف العربي، مع الرئيس عمر البشير، العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بما يخدم مصالح البلدين، فضلاً عن بحث ملفات التعاون المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشاد وزير الخارجية السعودي بالعلاقات السودانية السعودية ووصفها بالمتميزة والتاريخية، متطرقاً إلى أوجه التعاون المختلفة بين الدولتين، مثمناً "مواقف السودان ومساندته للمملكة". وأثار التقارب بين الخرطوموطهران في الأعوام السابقة، استهجان الجار الخليجي الأبرز (السعودية)، وشريك السودان في البحر الأحمر؛ الذي أصبح مفتوحاً على مصراعيه لسفن إيران التي كانت تستقبل بموانئ سودانية؛ لتمنع السعودية في أغسطس من عام 2013، طائرة الرئيس السوداني من عبور أجوائها في طريقها إلى إيران. كما تعزز هذا التوتر عندما استضافت البحرية السودانية سفناً حربية إيرانية 4 مرات خلال 2012 – 2014 على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد. وأدركت الرياض ودول التحالف العربي مدى الأهمية الاستراتيجية التي يمكن أن تمثلها السواحل المطلة على البحر الأحمر والمواجهة للسواحل اليمنية، إضافة إلى أهمية التكاتف العربي في مواجهة التمدد الإيراني بعد الانقلاب الذي نفذه جناح إيران في اليمن. عمليات "عاصفة الحزم" والتحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ أشهر لدحر مليشيات الحوثي المسيطرة على اليمن، ثم التحالف العسكري الإسلامي، شكّل نقطة تحول في العلاقة بين الخرطوم برئيسها المطلوب دولياً ودول الخليج. فعشيّة انطلاق العمليات على الحوثيين وصل البشير إلى الرياض، واستقبله العاهل السعودي الملك سلمان، وأجرى الزعيمان محادثات قالت وكالة الأنباء السعودية إنها "بحثت التعاون الثنائي بين البلدين ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية"، ليعلن في اليوم التالي مشاركة السودان رسمياً مع التحالف، ونشرت بالفعل نحو ألف جندي في الأراضي اليمنية قالت إنهم جزء من 6 آلاف جاهزة لإرسالهم. وأكد البشير في خطاب له في نوفمبر الماضي، أمام جمع من العسكريين دفاعاً عن مشاركته في العملية العسكرية، أنه "ما كان للسودان أن يقف موقفاً سلبياً تجاه قضايا أمته العربية". ومع نشوء التحالف الإسلامي العسكري، كان السودان أبرز أعضائه، وتشارك قوات سودانية في مناورات "رعد الشمال" التي تستضيفها السعودية في منطقة حفر الباطن، شمالي المملكة، ضمن 20 من بلدان المنطقتين العربية والإسلامية. ووقوفاً مع الرياض في أزمتها مع طهران بعد إعدام السعودية للمواطن الشيعي نمر النمر، وما نتج عنه من أعمال شغب وحرق للسفارة السعودية في طهران وملحقيتها في مشهد، أعلنت الخارجية السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران "تضامناً مع السعودية لمواجهة المخططات الإيرانية"، وذلك بعد ساعات من اتخاذ الرياض قراراً مماثلاً. وبرز أول مؤشر على تحسن العلاقات عندما أغلقت الخرطوم في سبتمبر 2014 المركز الثقافي الإيراني، وطردت موظفيه بتهمة "تهديده للأمن الفكري"، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة "لاسترضاء" الدول الخليجية.