نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاربعاء اتهامات مفادها بأن عناصر حرس الحدود الاتراك قتلوا وجرحوا عددا من طالبي اللجوء اثناء محاولتهم الوصول الى تركيا. وكانت تقارير سابقة قد اشارت ايضا الى تعرض اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء بتركيا الى سوء المعاملة والى اعتداءات مختلفة، فيما يقول متابعون لأوضاع هؤلاء أن أردوغان يستخدم ورقة اللاجئين للمزايدات الانسانية من جهة وورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى لتحصيل المزيد من المكاسب المالية والسياسية ضمن جهوده لإعادة تنشيط انضمام بلاده الى الاتحاد. وجاءت تصريحات الرئيس التركي بعد ان قالت منظمة دولية، ان حرس الحدود الاتراك اطلقوا النار على مهاجرين سوريين وضربوهم اثناء محاولتهم الوصول الى تركيا ما اسفر عن وفيات واصابات خطيرة. وقال أردوغان "لم نغلق ابوابنا امام القادمين. ولم نستخدم قواتنا الامنية ضدهم" في اشارة الى تلك الاتهامات. واضاف ان تركيا تعتقد ان اغلاق الابواب امام الفارين من البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري على مناطق سورية هو امر يصل الى مرتبة الوحشية، مؤكدا "لقد فتحنا ابوابنا امامهم". ودعت هيومن رايتس ووتش الثلاثاء السلطات التركية الى أن تكفّ عن منع اللاجئين السوريين من عبور حدودها، داعية انقرة الى التحقيق في "جميع الاستخدامات للقوة المفرطة من قبل حرس الحدود". وذكرت المنظمة انه خلال شهري مارس/اذار وابريل/نيسان، استخدم حرس الحدود الاتراك العنف ضد لاجئين سوريين ومهربين ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم طفل، واصابة 14 اخرين بجروح خطيرة. واضافت ان سوريين يعيشون بالقرب من الحدود اوردوا ان حرس الحدود الاتراك اطلقوا النار عليهم فيما كانوا يحاولون استعادة جثث عدد منهم عند السياج الحدودي. وصور شاهد عيان عددا من القتلى والناجين وارسل التسجيلات الى المنظمة. وقال مسؤول تركي "لا نستطيع التأكد من صحة التسجيل الذي يقال انه يظهر حرس حدود اتراك يستهدفون لاجئين". واضاف ان تركيا تواصل اتباع سياسة "الباب المفتوح" الا انه اضاف ان هذه السياسة لا تعني "حدودا مفتوحة". واوضح ان "تركيا تسمح بدخول اللاجئين في مناطق عبور محددة في حال وجود خطر على حياة المدنيين عبر الحدود"، لافتا الى انه في حال لم يتم السماح لهم بالدخول فإن منظمات الاغاثة التركية توزع على المحتاجين المساعدات الانسانية داخل الحدود السورية. وتقيم انقرة مخيمات للاجئين على أراضيها وتطالب الأممالمتحدة وشركائها الغربيين بمساعدتها على تحمل أعباء استضافة نحو 2.7 مليون لاجئ، وفق البيانات الرسمية. ويستخدم الرئيس التركي ورقة اللاجئين للضغط على أوروبا منذ توقيع اتفاق لكبح الهجرة مع بروكسل، حصلت بموجبه أنقرة على وعود بإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول لبلدان شينغن وهو أمر لايزال محل تجاذبات بسبب عدم تنفيذ الحكومة التركية لكل المعايير المطلوبة لتحقيق هذا الطلب. كما تعهدت بروكسل بمنح تركيا نحو 6 مليارات يورو، بعد أن رفعت انقرة سقف مطالبها المالية الى الضعف، حيث كانت تطالب ب3 مليارات يورو، لكن اثناء القمة التركية الأوروبية طالبت بثلاث مليارات يورو اضافية.