هز آخر تقرير لمنظمة العفو الدولية (أمنستي) صدر أمس الخميس حول تدمير نظام الخرطوم لمنطقة جبل مرة ضمير العالم لإشارته لاستخدام سياسة الأرض المحروقة ، والأسلحة الكيميائية. وصدر تقرير العفو الدولية الصادم والذي تناقلته وكالات الأنباء أمس بعنوان (أرض محروقة وهواء مسموم : قوات الحكومة السودانية تدمر جبل مرة في دارفور) ، وتحدث عن هجمات شنتها الحكومة السودانية على منطقة جبل مرة منذ يناير الماضي ولا تزال مستمرة آخرها كان في التاسع من سبتمبر الجاري – تنشر (حريات) التقرير باللغتين العربية والإنجليزية ، وبالفيديو أدناه . ووصفت صحيفة (نيويورك تايمز) أمس التقرير بأنه (ربما يكون الأبرز لكونه يصف أنواع التكتيكات التي استعملتها القوات السودانية على مدى السنوات ال13 الماضية لسحق التمرد في دارفور، التي فشلت القوى العالمية في وقفها، وذلك على الرغم من الوعود المتكررة بوقف الفظائع الجماعية المرتكبة في مناطق الحرب). وذكرت (أمنستي) إنها (أجرت مقابلات مع 231 شخصا على الهاتف أو عبر الإنترنت، وكان بينهم 184 شخصا من ضحايا الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الحكومية في جبل مرة). وإنها أثبتت تلك الشهادات (بصور الأقمار الاصطناعية والصور الثابتة وتقارير الأممالمتحدة وتقارير وسائل الإعلام، وتقارير مراقبي حقوق الإنسان المحليين). ووثقت المنظمة في التقرير انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ارتكبتها الحكومة منها قصف المدنيين وممتلكاتهم، وقتل الرجال والنساء والأطفال، واختطاف النساء واغتصابهن، والنزوح القسري للمدنيين ونهب وتدمير ممتلكاتهم بما في ذلك تدمير قرى بأكملها. وقالت إن الناجين زودوها (بأسماء 367 مدنياً، بينهم 95 طفلاً، قتلوا في جبل مرة على أيدي القوات الحكومية في الفترة بين يناير وسبتمبر2016). وقالت إنها استطاعت باستخدام صور الأقمار الاصطناعية (التأكد من أن 171 قرية دمرت أو أُلحقت بها أضرار). وكان الصادم في التقرير ما ذكرته المنظمة من أنها أجرت مقابلات (مع 56 شخصا من سكان جبل مرة، بينهم 46 مدنيا وثمانية من أفراد جيش تحرير السودان/جناح عبدالواحد ، زعموا أن قوات الحكومة السودانية استخدمت (دخانا ساما) أثناء الهجمات التي شنتها في جبل مرة في الفترة بين يناير وأغسطس 2016) ، ذكرت إنهم زودوها (بشهادات وأدلة مادية بالشهادات والصور تدعم مزاعمهم . وتشير الأدلة إلى أن قوات الحكومة السودانية استخدمت الأسلحة الكيميائية بشكل متكرر خلال الهجمات في جبل مرة) وإن التقارير التي وصلتها أفادت بأن (أكثر من 230، بينهم أكثر من 105 أطفال، لقوا حتفهم أثناء رعايتهم لهم من أمراض يعتقد أنها نتجت عن تعرضهم لأسلحة كيميائية.) وذكرت المنظمة إن القيود الشديدة على الوصول لمنطقة جبل المرة منعتها من التأكد بأخذ عينات بيئية أو جسدية من الأشخاص المصابين، ولذلك فقد طلبت المنظمة من خبيرين بارزين يتمتعان بخبرة في تشخيص حالات التعرض لعناصرالأسلحة الكيميائية (إجراء مراجعة مستقلة للآثار والأعراض السريرية التي أظهرتها الأدلة المبينة في الصور وأفلام الفيديو وملاحظات المقابلات)..(وخلص كلا الخبيرين إلى نتيجة مفادها أن العلامات والأعراض السريرية كانت متسقة مع حالة التعرض لنوع من العناصر الكيميائية الحربية التي تسبب الطفح الجلدي والبثور، وتحتوي على غاز اللويسايت، وغاز خردل الكبريت وخردل النيتروجين). (وأكد الخبيران على أن من الممكن أن يكون الناجون قد تعرضوا لمزيج من المواد الكيميائية، بالإضافة إلى عناصر البلستر). وأضافت إن الجرائم التي وثقتها في التقرير ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وذكرت أنها أرسلت للحكومة السودانية في 16 سبتمبر نتائج بحثها وتلقت ردا مكتوباً في 27 سبتمبر من الحكومة (تنكر فيه استخدام الأسلحة الكيميائية والمزاعم الأخرى المفصلة). وقد أوردت المنظمة رد الحكومة الذي كان من وزير العدل، عوض حسن النور، والذي عبر عن دهشته للحديث عن استخدام أسلحة كيميائية، كما أنكر جملة وتفصيلاً ما ورد في التقرير مشيراً إلى لجنة تقصي كونتها الحكومة زارت معسكر الطويلة بشمال دارفور وجمعت إفادات من النازحين القادمين من جبل مرة. شاهد الفيديو : اضغط لقراءة التقرير باللغة العربية : اضغط لقراءة التقرير باللغة الإنجليزية : http://www.amnestyusa.org/sites/default/files/jebel_marra_report_c2.pdf