أعلن وزير المالية في السادس من ديسمبر هذا أنَّ العجز في موازنة الدولة للعام 2017 سيرتفع الي 19.5 مليار جنيه بالجديد ( يصعب حسابه بالقديم ) ، وذلك مقابل 13.3 مليار جنيه لسنة 2016 ، مما يعني أنَّ السنة الفائتة كانت أحسن من السنة القادمة !!! وأضاف أنَّ عجز الميزان التجاري سيصل الي 3.6 مليار دولار لأنَّ وارداتنا ستكون 6.7 مليار دولار ، وصادراتنا ستكون 3.1 مليار دولار ، وأنَّ الفرق بين الصادرات والواردات هو عجز الميزان التجاري ، مما يعني أنَّ وارداتنا أكثر من ضعف صادراتنا . أخذ الرئيس قرعته وخرج يتسول فعاد بوجه ترهقه قترة ، وبوعد بخمسمائة مليون دولار ، وجازولين لمدة ستة أشهر ، وذلة وصغار كسرتا كبرياء الأمة كلها . لم يسكتوا ولم يخجلوا ، ولكن عقدوا لها إجتماع للحزب استمر حتى الساعات الأولى من الصباح ثم خرجوا يبشرون الناس بانفراج الأزمة الإقتصادية بسبب عطية المزِّين هذه !!! شكراً لدولة الإمارات التي دفعت بسخاء سراً وعلانية اكراماً لهذا الشعب ، ولكن نريدهم أن يعلموا أنَّ هذا النظام عدو لشعب السودان ، وأنَّ أفراده يكنزون هذه الأموال في جيوبهم وحساباتهم الخاصة وينفقونها في شراء الفلل السكنية في نخلة جميرة ويستثمرونها في أبراج دبي لصالحهم وصالح إسرهم ، ونحن نقدر الحرج الذي سببه لهم وجود الرئيس في بلادهم وهم يستعدون لإستقبال ضيوفهم من كل أنحاء العالم للإحتفال معهم بعيدهم الوطني ، كما نقدر حكمتهم في صرفه الي بلاده بأي ثمن حتى لا يفسد عليهم بهجة يومهم ، ونتمنى أن يكون ما وُعد به من وديعة مالية ووقود ديزل لا يتعدى خطة ابعاده ، ونرجو من دولتكم الموقرة الإحتفاظ بالمال والوقود ولا تؤتوا السفهاء أموالكم . مبلغ الخمسمائة مليون دولار هذا لو وُزِّع على شعب السودان لكان نصيب الواحد منهم عشرين دولاراً ، ولو طُلب من هذا الشعب الأبي أن يدفع أضعافه ليصون عزته وكرامته وسيادته لفعل ، وقد ظل هذا الشعب يدفع أضعاف أضعاف ذلك على مدى سبع وعشرين عاماً ، ولكنَّ الذين دفع لهم هذا الشعب دم قلبه وماء عينه لم يكونوا على قدر المسئولية الوطنية ، وكانوا أقزاماً يلهثون خلف المتعة وملذّات الدنيا حتى بلغوا بِنَا هذه الهاوية !!! مبلغ الخمسمائة مليون دولار هذا لو أرسل الرئيس جنوده لفتح خزانة أي واحد من أعمدة حزبه ، كما فتح من قبل خزينة الشهيد مجدي محجوب محمد أحمد ، لوجد هذا المبلغ مكَّدساً في ركن قصي من خزانة بيته بكل عملات الدنيا يختار منها ما يشاء !!! ولكن لن يفعل !!! مبلغ الخمسمائة مليون دولار هذا لو وقف الرئيس ، دون أن يريق ماء وجهه ، أمام إحدى زوجاته أو أحد أخوانه وطلب منه هذا المبلغ لرمى اليه به أحدهم كما يرمي أحدنا بخمسمائة ألف جنيه بالقديم !!! ولكن لن يفعل !!! مبلغ الخمسمائة مليون دولار هذا لو نادى الرئيس مدير مكتبه طه الزير وطلب منه أن يخرج من أدراج مكتبه هذا المبلغ لارتعد طه وهرول لجلب المبلغ فوراً !!! ولكن لن يفعل !!! مبلغ الخمسمائة مليون دولار هذا لو طلب الرئيس من اتحاد الطلاب التابع لحزب المؤتمر الوطني ، والذي تبرع بعشرة مليار جنيه لتمويل الحزب ، لو طلب منه أن يتبرع بها لوجد في خزائن اتحاد الطلاب ما يدهشه !!! ولكن لن يفعل !!! مبلغ الخمسمائة مليون دولار هذه لو طلبها الرئيس من أحد تجار المخدرات الذين تتكفل الدولة بحمايتهم ورعايتهم وترويج بضاعتهم ، لوجد في حساباتهم المصرفية مئات الملايين من الدولارات المغسولة بماء الفساد الحكومي !!! ولكن لن يفعل !!! مبلغ الخمسمائة مليون دولار هذه لو طلبها الرئيس من حسابه الشخصي في البنوك البريطانية لجاءه الرد بأنَّ حسابك مجمد الي حين المثول أمام المحكمة الجنائية وتبرئة ساحتك من التهم الموجهة إليك !!! ولكن لن تفعل !!! لن تفعل يا سيادة الرئيس لأنَّ حاميها حراميها ، ولأنّ في أيديهم أدلة تديّنك أكثر مما في يديك من أدلة تدينهم !!! لن تفعل يا سيادة الرئيس لأنك أفسدهم ولأنك كبيرهم الذي علمهم كل هذا الفساد ، ولأنك أكلت معهم بنهم في قصعته ، وسيضغطون عليك دائماً لتحمل القرعة وتتسول لهم في أسواق الخليج باسم هذا الشعب ولن تستطيع أن ترفض ، أو ترد لهم طلباً . ولن تفعل يا سيادة الرئيس بالذهاب الي المحكمة الجنائية وتبرئة ساحتك وفك تجميد حسابك وفك أسر شعبك لأنّك لست في شجاعة الرئيس الكيني ولأنّ حرقص الجريمة يرقص داخل قلبك !!! شعب السودان لن يسمح بعد اليوم بهذا ، وقد اتخذ قراره فانتظروا التاسع عشر من ديسمبر إنَّا معكم منتظرون !!!