عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماسونية الاخوان …عبادة الشيطان…وتدمير السودان (5)
نشر في حريات يوم 21 - 02 - 2017

حقاً يحتاج الأمر كبير عناء لنتفاعل مع الحقيقة القاسية رغم أنًنا نعيشها..، العيب فينا طالما أنً وطننا تحتله شرذمة من عبيد الماسونيًة و أرباب التًكفير و الضلال..ما كنًا لنصل هذا الدرك السحيق إن إتحدنا، و ما كنا لنتشرذم إن أدركنا فعلاً خطورة الأمر و مدى سوء الاخوان المسلمين و الفرق المنشطرة منهم ، هذه هى الأسباب الرئيسية لما نحن فيه من سوء بالغ…، بدلاً عن مهادنتهم أو الحياد، أقلً واجباتنا إن رأينا أحد الاخوان أو المتحالفين معهم قام بعمل ظاهره مصلحتنا أن نشكك في نواياه و نبحث عن الأسباب التي دفعته ..عندها حتماً سنكتشف الحقيقة المجرًدة…، علينا أن نعي جيًداً أنًنا لا نستحق الحياة بنظرهم لأنًنا نشكًل عقبه في طريق مشروعهم التدميري…، لذلك ليس غريباً أن يرى في قتلنا و تشريدنا و التنكيل بنا ..و كل ما يؤذينا واجباً طالما أنًه بنظره فعل يتقرًب به إلى الله وواجباً مقدًساً لا يصح اسلامه بدونه…، إن رأينا من أحدهم خلاف ذلك – ما لم يعلن توبته – الواجب علينا أن نبحث في الأسباب، إن كانت معقولة بنظرنا فهذا ليس كل شئ… يجب أن نستحضر ما قاله الشهيد محمود محمد طه في وصفهم.. "إنهم يفوقون سوء الظن" كلما أسئنا بهم الظن هم في الواقع أسوأ من أقصى مدى يمكننا تخيًله.. ، هذه طبيعتهم الفعليًة و القاعدة العامًة …تخضع لبعض الخروقات التي لا ترقى لمستوى الاستثناءات ..
النظام و داعش …منهج واحد..غاية واحدة ..استراتيجية مشتركة….و تكتيكات متعددة…
أحدث دليل على هذا الطريقة التي تناول بها الجاهل الطيب مصطفى و من بعده الداعشي الجزولي مقال الصحفيًة /شمائل النور بهدف تكفيرها و هدر دمها.. ، ما كان لمثل هؤلاء المعتوهين أن يجدوا فرصةً طال انتظارهم لها لبث سموم الكراهية و الفتنة لو أنًها أساءت الظن في هذه الشرذمة بما يكفي عندما قالت ً أكبر همهم هو فرض الفضيلة بقانون النظام العام و تجاهلهم صميم واجبات الدولة ،فبهذا القول يفهم من سياق حديثها في شطره الأوًل شهادةً في صالحهم بأنًهم يفرضون الفضيلة و هذه الجزئية بالذات خطأ فادح وقعت فيه ما كان له أن يحدث لو أنًها أساءت الظن بحكم ادراكها لطبيعة هؤلاء النًاس لأنً الواقع الذي يعلمه كل ذي عقل يقول بأنً أكبر همًهم هو نشر الرذيلة بقانون النظام العام و غيره من القوانين…أكبر همومهم هو استباحة حرماتنا و دمنا على أساس أنًنا كفًار و إذلالنا بشتًى السبل ً.. فأمثال الطيب مصطفى و الجزولي و غيرهم هم الرذيلة بعينها و قد فرضها علينا النظام ليس بقانون النظام العام وحده إنًما كل قانون فرضوه علينا دون استثناء هو انفاذاً لهذه الغاية ..،عندما يحاكم قانونهم الفتاة التي تلبس بنطالاً و يجلدها في السوق و يترك التكفيريين الذين هم جزء لا يتجزًأ منهم يفعلون ما يشاؤون فهو يهدف لما هو أبعد من التشفَي و الشواهد كثيرة بقدر قبحهم..، منها على سبيل المثال أنً رئيسهم ذات نفسه كما شهد شيخهم يجاهر بتحريض مليشياته على اغتصاب الحرائر و يصدر المراسيم بالعفو عن مشايخ الضلال مثل حادثة الدويم المشهورة بشأن شيخهم مغتصب الطالبة ، …و شيخهم الآخر الذي ضبط يمارس الفاحشة نهار رمضان مع أربع فتيات في عمر حفيداته و عاد ليمارس مهامه الرسميًة كأن لم يحدث شئ، ..تقبض شرطتهم الغارقة في الفساد على صغار اللصوص و جرائم استيراد المخدرات و الحاويات المسرطنه تسجل ضد مجهول لأنً مستوردوها هم كبار المسؤلين في الدولة و ما حادثة الوزير الباكي و حاويات نافع و شركاه ببعيد، ويعملون ما بوسعهم لتشريد النًاس من أرضهم بعد أن تمتدً أياديهم القذرة لهلاك الزرع و جفاف الضرع، .. حادثة إصابة أراضينا بوباء الفطر القاتل للنخيل شاهد يمشي بيننا و سنرى آثاره قريباً تماما ً كما رأينا من قبله ما فعلته آفة التوتا أبسليوتا وآفة الهالوك وغيرها من الآفات الدخيلة في السنوات الماضية بالمزارعين..و كلها آفات زراعيًة استقدموها من الخارج بهدف اخلاء الأرض من سكًانها… ، و محاكمهم تبرئ عتاة القتلة و المفسدين مثل مدير التلفزيون السابق الذي لم يصل ملفه للمحاكم إلاً بسبب صراعهم الداخلي..و ما يربو على الحصر من الأمثلة.
تكتيكات الاخوان في التعاطي مع الشعب السوداني وفقاً لفقه التقية…
الواقع أنً كل متشربي أفكار سيد قطب تفكيرهم واحد.. الطيب مصطفى و الجزولي ومن انتهج نهجهم لا يختلفون عن الجميعابي و أمين و غندور و بقيًة الحثالة… كل من انتمى لهذه المجموعة جميعهم بلا استثناء نظرتهم واحدة لكل من لا يحمل أفكارهم التكفيرية الواردة في مؤلفات سيد قطب و الترابي (يشترك التكفيريين من دواعش و سلفيه حربية و خلافه مع الاخوان في أنًهم ينتهجون أفكار سيد قطب، اذاً لا اختلاف بين الأهداف ، فقط التكتيك ..) تكتيكات الاخوان تفرض عليهم التعامل مع الشعب السوداني وفقاً لفقه التقية للكثير من الأسباب أهمًها أنً الدين عندهم لا يكتمل إلاً بالتقية، و ثانياً أنًهم يخافون أن يكشف الشعب حقيقتهم ثمً أنًهم يخشون الدول الغربيًة أكثر من خشيتهم الحق جلً و علا…، التقية عندهم تتطابق كلياً مع تلك الموجودة عند الشيعة، و هى النفاق بعينه لأنًها إظهار المرء خلاف ما يبطن ليس خوفاً على دينه إنًما واجباً دينياً تماماً كالصلاة، و لا يصح اسلام الاخوان دون التقية كما هو معتقدهم، التقية و الكذب عندهم أصولاً ثابته للعمل الحركي فهم يعتبرونها وسيلة لغاية محددة و هى التمكين يسلكونها ليتقوا الكفار، (الكفار بنظرهم ليسوا المنكرين لوجود الله سبحانه و تعالى إنًما أي شخص لا ينتمي إليهم لأنًهم يتعاملون مع المجتمع على أنًه كافر و هذا ليس من عندي بل موجود في كتب سيد قطب الأب الروحي لاخوان السودان والسلفيًة الحربيًة و الدواعش كأمثلة و ليس حصراً…. "سأورده ضمن هذا المقال"..) .
التقية عندهم تاريخياً ترجع لعهد حسن البنا عندما تحالف مع الملك فؤاد ووصفه بأنًه ذخر الاسلام و من بعده فاروق الذي وصفه بأنه " ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه" تماماً كما فعل الترابي مع نظام مايو ، و عبارة حسن البنا الأشهر التي قال فيها واصفاً اخوانه عندما ألقت السلطات القبض عليهم بأنًهم "ليسوا اخواناً و ليسوا مسلمين"..تماماً كما فعل الترابي و مقولته الشهيرة "اذهب للقصر رئيساً و سأذهب للسجن حبيساً"..و ما فعله اخوان السودان و لا زالوا يفعلونه مع اخوانهم الذين باعوهم لأجهزة المخابرات الأمريكية و الأوروبية و العربية و الكثير من الشواهد..مثل مبايعتهم للنميري وتنصيبه إماماً و وصفهم إياه على أنًه أقرب للأنبياء..، و عندما وعد عمر البشير النًاس مرارا و تكراراً بأنًه لن يترشح مرة أخرى و عندما أقسم مغلظاً بأن لن يدخل السودان جندي أجنبي واحد و سمح بدخول أكثر من 40 الف جندياً أجنبياً…و تحالفهم مع ايران لأكثر من 25 عاماً ثم تخليهم عنها تقيةً مع دول الخليج… كثيرة هى الشواهد على أنً التقية عندهم من أصول الدين.
و من التقية ما يمارسه النظام مع الشعب السوداني بأكمله منذ يومه الأول على سبيل المثال ما اعترف به عمر البشير في رمضان 2013 بان حكمه شهد ظلماً خيم على البلاد تسبب في الجفاف و الغلاء..، و قوله " نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، ودماء بعضنا البعض.. ، بلغ بهم الأمر افتراء الكذب على الله سبحانه و تعالى في كل مرًة يحلفون به كذباً و هم يعلمون انًهم كاذبون و يفترون الكذب متجاهلين تماماً بأنً اللًه يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ، ..عندما يقول رئيسهم… كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين، و في نفس الوقت يقولون انًهم سفكوا الدماء ليعيدوا للدين مجده..و أنً اللًه يأمرهم بذلك..، ..مع أنً الدماء التي سفكوها دماء نساء و شيوخ و أطفال المسلمين ، عندما يقول كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟ مع علمه التًام بأنًه هو من أصدر التعليمات بسفك الدماء و انً الدين عندهم لا يستقيم إلاً بسفك المزيد من الدماء..و قوله بأنً الدماء التي اريقت في دارفور أسبابها لا تستحق ذبح الخروف ناهيك عن قتل النفس..، قال هذا و بعد أقل من شهرين أصدر تعليماته بقتل أكثر من 200 متظاهر سلمي جلهم أطفال و هذه المرًة في الخرطوم و اعترف بأنًه اصدر شخصياً التعليمات بقتلهم فيما أسماه بالخطة .
الفرق بين التقية في صدر الاسلام و تقية الاخوان و الشيعة…
و حتًى لا يأتي جاهل ليقول بأنً التقية موجودة في القرآن نقول بأنًها موجودة في قوله تعالى ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ …الفرق بين التقية في الآية الكريمة و بين تقية الاخوان و الشيعة في معناها واستخدامها و زمان صلاحيتها، و كما يقول أهل التفسير كانت تستخدم في صدر الاسلام مع الكفَّار لا مع المسلمين و في ذلك الوقت كان المسلمين في حالة الضَّعف لا القوَّة ، و الأهم أنًها كانت قولاً لا بالأفعال، و لم تكن في أي وقت من الأوقات الوسيلة المستخدمة لإعزاز الدين إلاً بنظر الاخوان و الشيعة..فالتقية في دين هؤلاء هي أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن تديّنا ؛ فينسبون الكذب والخداع لدين الله ظلما وعدواناً..أمًا في صدر الاسلام و زمان صلاحيتها كانت رخصة عارضة تستخدم في الحالات الاضطرارية والحاجة الشديدة وهذا كلًه قبل فتح مكًة، أمًا بعد أن أعزًالله الاسلام أصبحت التقية باطلة لانتفاء سبب جوازها المشروط و هذا ما ذهب إليه السلف و منهم معاذ بن جبل عندما قال "لا تقية بعد أن أعز الله الإسلام".
حاكمية العقل الجمعي عند الاخوان …كيف تعمل…
بخلاف التقية عندهم كأصل من أصول الدين يوجد أمر آخر و هو "حاكميًة العقل الجمعي" ..عندما نتحدث عن العقل الجمعي فإننا نعني التصورات المشتركة التي تحكم سلوك الجماعة و تفترض أنً رأى الجماعة هو الصحيح دائماً و يجب الانصياع إليه..، ليكون حكم العقل الجمعي ايجابياً يجب أن تسير طاقات المجتمع في اتجاه ايجابي لغرض مصلحة المجتمع كاملاً، أمًا في حالة الاخوان فإن العقل الجمعي يعمل بناءاً على مبدأ راسخ عندهم هو تكفير المجتمع و جاهليته – يحكم العقل الجمعي سلوكيات الاخوان بمختلف جماعاتهم ، فهو المرجع الذي يقيسون عليه توجهاتهم و يخضعون كلياً ليسطرته و إذا كان هنالك أكثر من رأي في مسألة ما فإن العقل الجمعي يفرض عليهم الرأي الأقرب إلى الجماعة ، حتًى الآن الأمر عادي…، لكن الكارثة أنً رأي الجماعة هنا غير صحيح لأنً أهدافها و غاياتها و وسائلها تعمل على هدم المجتمع و ليس اصلاحه كما يقولون و خير دليل على هذا حصاد 28 عاماً من التدمير الممنهج الذي عانيناه، … و سبب آخر هو أنً العقل الجمعي عندهم أنتج سلوكاً تشكًل بفعل التأثير العميق لمجموعة عوامل تربوية جبلهم عليها شيوخهم (سيد قطب و الترابي..) ، وأخرى ثقافية و اجتماعية ، العضو في هذه المنظومة يتم اختياره وفقاً لمعايير التبعية و الطاعة المطلقة و عدم ابداء رأي معارض حتًى تتوفر فيه المتطلبات النفسية التي يحتاجها مشروعهم ، يشكل العقل الجمعي المشوًه المرجعية الأهم للجماعة لتفسير كل شئ. ليس هذا فحسب، بل أنً المجموعة التي قلبت السلطة الشرعيًة و تسيطر عليها الآن خضعت لهندسة جينيًة لعقولها – ان جاز التعبير- حيث كان الترابي يزرع في عقولهم الأفكار الشيطانيًة في غرف مغلقة وهم شباباً في مقتبل العمر قابل للتشكًل..، أوصلهم لمرحلة أن يعطًل الفرد منهم سلطان عقله الفردي كلياً حتًى لا يفكر بمفرده و يصل لقرارات منطقية و هنا يكمن السر في أنً من يختلفون مع الجماعة لا يتجرؤون على فضح أفكارها الشيطانيًة وما فتئوا يؤكدون على حقيقة أنًهم لا زالوا جزءاً منها و أنً قادتها نعم من الله على السودان و أعظم درجةً من الملائكة و الصحابة..، لا يوجد لديهم أي هامش لتحكيم عقلهم الفردي، ،لذلك الفرد منهم مكبلاً بقيود ما تؤمن به قيادة الجماعة و يجب أن يبصم على كل ما صدر عن أميره…,
بذلك تكون النتيجة مستوى اختلاف ضعيف جداً فيما يتعلق بالمعتقدات والعقائد الإيمانية الباطله ، هذا يفسر التكبير و التهليل الجماعي و رفع سباباتهم بمجرد الاستماع لما يخاطبهم به أحد قادة الجماعة دون التفكير في صحته و خطئه.. في سلوك أشبه بحركة القطيع ،..و هو نفس السبب في ارتكابهم جرائم القتل و التعذيب و كل الموبقات دون أن يرمش لهم جفن ..فقههم في هذا أن الغاية تبرر الوسيلة، و إن حكًموا عقلهم و أعطوا لأنفسهم حيزاً سيجدون أنً الغاية التي غسلت أدمغتهم لأجلها لا وجود لها من أساسه إنًما توجد غاية مغايرة تماماً… لكنًهم لن يستوعبوا هذا الأمرلأنً أفعالهم و ردود أفعالهم يمليها عليهم العقل الجمعي، يحتفون برئيسهم و يعتبرونه نعمة على العالمين عندما ينتهج شعار أمريكا روسيا قد دنا عذابها و يشيدون به عندما ينتهج شعار نحن عيون أمريكا، عندما يقول بأنً ايران خط أحمر و عندما يقول بأنً ايران تمثل الشيطان بعينه، و حتًى فيما بينهم يمارسون التقية عندما يقول أحدهم بأنً الترابي شيخه الذي أخذ عنه العلم تارةً و عندما يقول تارةً أخرى بأنً الترابي ماسوني بعد المفاصلة و الذهاب لمعسكر آخر ..و عندما يقول عمر البشير بأنً السودان سيؤمن حاجة كل الدول العربية من القمح في العام القادم، و عندما يقول قبلها باقلً من شهر أنً مناخ السودان لا يسمح بأن يكون القمح غذاءاً رئيسياً لسكًانه..و تطول القائمة…، رغم هذا كله لن يعطي أحدهم لنفسه الفرصة بالتفكير حتًى في مقارنة المفردات المتناقضة من ذات الشخصيًة دعك من تحكيم عقله في التناقض الفج …،لذلك من الطبيعى ألاً يكون فيهم شخص رشيد… و إن وجد فهذا خارق للعادة و معجزة سيطول انتظارها..
و كما قلنا في البدء الأصل في العقل الجمعي إيجابي في تحقيق التوازن والتماسك لأنًه أهم مؤسسات الضبط الاجتماعي لسبب أنً جوانبه خارج معيارية الفرد و محددة مسبقاً.. لكن الإشكالية الكبرى في هؤلاء النًاس أنً جوانب العقل الجمعي التي يعملون من خلالها باطله و غير صحيحة… ومن الصعب عليهم أن يعترفوا بذلك و بالنتيجة تحررهم أمر صعب لسبب علمي هو أنً العقل الجمعي في الحالات المماثلة يتصف بصفة الإلزام والقهر… ركًز العالم الفرنسي إميل دور كايم على هذه النقطة كثيراً فالعقل الجمعي في مثل حالتهم آمر وله من الهيبة الكثير..محاولة الخروج على المعايير والقيم المكونة له تقود إلى ردة فعل عنيفة تقتل العقل الناقد… ، استغلً قادتهم هذه الطبيعة للعقل الجمعي في محاربة النقد والإبداع ووجهوها لخدمة مشروعهم القائم على تكفير الناس وسلبهم حرياتهم لأنًهم جزء من المجتمع الذي قال عنه سيد قطب بأنًه كافر. لذلك، تأثير العقل الجمعي على مستوى الفرد منهم يكون في اللاوعي و بذلك يسلم أمره للجماعة دون تمييز.. قد يكون لدى بعضهم رأي في قضايا مُختلف عليها لكنهم لا يثيرونها خوفاً من امتعاض المجموعة التي يفترض أنهم ينتمون إليها ..، أضف لذلك أنً خلفيتهم التي ربوهم عليها كما ذكرنا أعلاه تحول بين الفرد منهم و التفكير والحكم على الأمور من منظور سليم دون تشويش..، و ليتضح أكثر ما أتحدث عنه و الوقوف على خلفيتهم التي نشؤوا و ترعرعوا فيها كما رسمها لهم الترابي الذي أخذها في الأصل عن سيد قظب..ينبغي علينا التوقف قليلاً عند تلك الأفكار كما وردت في مصادرها….
تكفير المجتمع .. بين معالم و ظلال سيد قطب و تجديد أصول فقه الترابي…
يقول سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" (ص158) ما نصه: "…والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين"
ويقول -أيضاً- في كتابه "ظلال القرآن" (1057/22): " لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن: لا إله إلا الله….. البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات (لا إله إلا الله) بلا مدلول ولا واقع. …،
أوضح ما يعنيه مباشرةً حين قال في نفس المصدر السابق (2122/4): "إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله، والفقه الإسلامي"…
و حتًى لا يأتي أحدهم ممًن نتوهًم اعتدالهم ليقول بأنًهم لا يتبعون هذا المنهج هاكم ما يؤمن به من يظن البعض اعتدالهم.."يقول الجميعابي أنًه انضم لحركة الاخوان المسلمين عام 1967 عندما كان طالب في حنتوب الثانوية، ويواصل .. كنت أدور بين تيار حركة الإخوان المسلمين والتيارات القطبية التي تأثرت بتيار الشهيد سيد قطب ، وقد ذهبت في مجموعة أشبه بالمجموعات التي تأثرت بأفكاره، وتعدل فهمي تماماً بعد دخولي إلى الجامعة في (1973).
حزب البصمة الذي عناه حسن مكي و حركة البصمة التي عناها الجميعابي…
الترابي أيضاً تبنًى تيار سيد قطب وبخلاف أنًه معلمه ، يظهر هذا جلياً في كتابه "تجديد أصول الفقه" القائم كلياً على نظرية سيد قطب..، و لمن لا يعرفون تيار سيد قطب هو نظرية جديدة للحركة الإسلامية طرحها من خلال كتابيه: في ظلال القرآن ومعالم في الطريق ،و ليس الجميعابي وحده هو من انتمى للتيار القطبي، جميع الاخوان ما بعد الخمسينات و الستينيات اتبعوا التيار القطبي ، أمًا أفكار الدعوة القطبية – كما الأمثلة أعلاه – تتلخص في أن جميع مجتمعات العالم جاهلية بما فيها المجتمعات الإسلامية و أنً جميع الحكومات القائمة في الدول الاسلاميًة هى حكومات كافرة…. حدث أول انشقاق في حركة الاخوان المسلمين إلى تيار الجماعة العام الذي ينتهج منهج حسن البنا و التيار المتشدد الذي ينتهج الأفكار القطبية ،و تغلًب أخيراً التيار القطبي و سيطر على الجماعة كلياً بعد أن أصبح سيد قطب مرشداً عاما للجماعة…، هذاما قصده الجميعابي بأنه كان يدور بين تيار حركة الاخوان و التيارات القطبية، أمًا أنً فهمه تعدل تماماً بعد دخوله الجامعة ، ربًما يقصد أنًه تخلًى عن الأفكار التكفيريًة و اعتدل في نهجه و هذا غير صحيح لأنًه كما أفاد في موقع آخر أنًه كان من المجموعة التي أقرت الاستيلاء على السلطة حيث يقول في رده على سؤال الصحفي عزمي عبد الرازق في عدد الأهرام اليوم بتاريخ 16 فبراير 2012 ألم يكن من الخطأ استيلاء الإسلاميين على السلطة بالقوة العسكرية؟ يقول الجميعابي : أنا من الذين شاركوا في الانقلاب وكنت عضو شورى حركة الإخوان المسلمين في اتخاذ القرارات المتمثلة في الاستيلاء العسكري على السلطة، هذا الكلام كان في العام (1986) …القرار اتخذ من قيادات الحركة الإسلامية وكل مؤسساتنا الشورية شاركت و(بصمت)… كنت عضو شورى حركة الإخوان المسلمين والعدد كان لا يتجاوز (40) شخصاً، ..وكلنا كنا مؤيدين للتيار العام والتيار الغالب…
هذا يعني بالضرورة أن يكون القائد أو الأمير عندهم بمكانة الراعي و الأعضاء بمكانة قطيع الماشية بدليل أنً العضو يبصم على ما تقرره القيادة (كما أفاد الجميعابي خلال حديثه عن تخطيطهم للانقلاب) و لا يحق له إبداء رأيه الشخصي أو النقد ،و كما أفاد حسن مكي قبل ايًام بأنً حزبهم "حزب بصمة" ..
سيد قطب الأب الروحي للاخوان …. جاهر بماسونيته و افتخر بها.. و مات ماسونيًا…
على الرغم أنً جميع قيادات الاخوان المسلمين ماسونيين إلاً أنًه لم يحدث أن جاهر أحدهم بأنًه ماسوني بخلاف سيد قطب لم يجاهر بها فحسب إنًما عاهد نفسه أن يظل ماسونيًاً ما أحياه الله … قبل سنتين نشرت على نطاق واسع وثيقة تعود للعام 1943، صورة للصفحة الأولى من جريدة "التاج المصري" صوت الماسونية في ذلك الوقت،كان سيد قطب كاتباً راتباً فيها، تحتوي على مقال له بعنوان "لماذا صرت ماسونياً؟". أوجز منها بعض المقتطفات الموجود في الوثيقة:
"…كان ذلك منذ أيام حين تجاذبتني هذه العوامل وغمرتني لجة تلك الأحاسيس فكان أول سؤال قفز أمام عيني، وتجسم حتى طغى على من دونه، ذلك السؤال "لماذا صرت ماسونياً"، حاولت من هذا السؤال خلاصاً بل من هذا الأمر فكاكاً، إذ لست ابن بجدتها ولست فارس ذلك الميدان، ولكن ذهبت محاولاتي أدراج الرياح فتوقفت لحظة بل لحظات حتى نسيت نفسي ونسيت أن هناك إجابة معلقة علي أن أؤديها، ثم لم ألبث حتى عجبت من أمر نفسي وساءلتها لم هذه الحيرة وهذا التردد؟ فأجابتني السؤال سهل وميسور والجواب من القلب للقلب، فعرفت عندئذ أني صرت ماسونياً لأنني أحسست أن الماسونية بلسماً لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذي الروح الظمأى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، ولأقتبس من النور شعلة بل شعلات تضيء لي طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها ما في الطريق من عراقيل وأشواك، ثم لكي أكون مجاهداً مع المجاهدين وعاملاً مع العاملين.
"…لقد صرت ماسونياً، لأنني كنت ماسونياً، ولكن في حاجة إلى صقل وتهذيب، فاخترت هذا الطريق السوي، لأترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل، فنعمت اليد ونعم البنائين الأحرار.
وأخيراً لقد اطمأن قلبي بعض الشيء، وهدأت نفسي عن ذي قبل، وارتاح ضميري، ولكنني ما زلت أشعر لأني ما زلت المقصر المذنب في حق أنبل وأسمى مبدأ إنساني واجتماعي، ولكن عذري في ذلك واضح ملموس، ما زلت في مبدأ الطريق وسأترك للأيام والأيام وحدها أن تحقق أمنيتي فأنعم بأداء الواجب كاملاً غير منقوص، ولعلي أكون بهذا قد أرضيت نفسي، فعرفت لماذا صرت ماسونياً.".
اعتراف القرضاوي … شهادة شاهد من أهلها..
اعترف القرضاوي في فيديو منشور على اليوتيوب بأنً البغدادي زعيم داعش ينتمي للاخوان المسلمين ، و يقول الظواهري في كتابه "فرسان تحت راية النبي" إن سيد قطب هو الذي وضع دستورنا في كتابه (معالم في الطريق)، وإن سيد هو مصدر الإحياء الأصولي ..و الأمثلة كثيرة…، يلتقي الاخوان مع داعش و المجموعات التكفيرية الأخرى في العمل على إقامة دولة الخلافة الإسلامية، واستخدامهما للعنف وإراقة الدماء والتطرف الفكري سبيلاً لذلك، و أنً الأصل هو الاخوان و البقية فروع و شظايا….كذلك وثًق الظواهري على فيديوهات منتشرة في اليوتيوب أنً زعيم تنظيم القاعدة من الاخوان و كان يعمل تحت ..
الحقيقة أنً غالبيًة من يخدمون النظام لا علاقة لهم بالإخوان و فكرهم تزاوجت المصالح الدنيوية و تناسلت مع الفكر الشيطاني و النتيجة ما نراه من كوارث….كيف الخروج …المسالة معقًدة أكثر ممًا نتصوًر.. ، لا بد من نشر الوعي أوًلاً حتًى يعي النًاس خطورة الأمر و يلتزموا بدورهم الواجب نحو اسقاط النظام و التغيير ، و للحديث بقيًة..
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.