نشر موقع ويكيليكس وثائق تكشف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" يمكنها تحويل التلفزيون في أي منزل إلى جهاز للتنصت، والالتفاف على كل تطبيقات التشفير وحتى التحكم بأي سيارة، محذرا من انتشار هذه "الأسلحة" المعلوماتية. ونشر الموقع حوالي تسعة آلاف وثيقة قال إنها جاءت من وكالة الاستخبارات المركزية وأكد أنها أضخم عملية نشر لوثائق سرية استخباراتية جرت حتى الآن. وقال الموقع الذي أسسه الأسترالي جوليان أسانج إن هذه الوثائق تثبت أن وكالة الاستخبارات المركزية تعمل مثل وكالة الأمن القومي، التي تتولى بشكل أساسي أنشطة المراقبة الإلكترونية في الولاياتالمتحدة، لكنها تخضع لدرجة أقل من الإشراف. ولم يؤكد الناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية جوناثان ليو صحة الوثائق ولم ينفها. كما أنه رفض التعليق على مضمونها. وذكر مستشار في مجال أمن الانترنت سبق وقام بعمل للحكومة الأمريكية وطلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأخبار ل(رويترز) ان التسريب يبدو صحيحا . ويؤكد ويكيليكس أن وثائق وكالة الاستخبارات تكشف "الجزء الأكبر من ترسانتها للقرصنة المعلوماتية" ، وانتشرت بين أوساط خبراء أمن الإنترنت. وقد تسلم ويكيليكس عددا من هذه الوثائق التي قرر نشرها. وأوضح الموقع أن "هذه الوثائق تم تداولها على ما يبدو بدون ترخيص بين قراصنة سابقين للحكومة الأمريكية وعاملين بعقود ثانوية، وقام أحدهم بتسليم جزء من هذا الأرشيف إلى ويكيليكس. وقال ويكيليكس إن هذه المجموعة تكشف قدرات القرصنة المعلوماتية التي تتمتع بها السي آي ايه . وأضاف إن هذه الوثائق تدل على أن أجهزة الاستخبارات وضعت أكثر من ألف برنامج خبيث وفيروس وحصان طروادة وغيرها من البرامج التي تسمح باختراق أجهزة إلكترونية والسيطرة عليها. وقال ان هذه البرامج استهدفت أجهزة الهواتف "آيفون" وأخرى تعمل وفق نظام أندرويد ، وكذلك مايكروسوفت وأجهزة سامسونغ التلفزيونية المرتبطة بالإنترنت، لتحويلها إلى أجهزة تنصت بدون علم أصحابها. واهتمت السي آي إيه أيضا بإمكانية التحكم بآليات النقل بفضل أجهزتها الإلكترونية. وأشار الموقع إلى أن اختراق الهواتف الذكية يتيح لوكالة الاستخبارات المركزية الالتفاف على الحماية التي يؤمنها تشفير التطبيقات التي تحقق نجاحا مثل "واتس آب" و""سيغنال" و"تلغرام" و"ويبو" و"كونفايد"، عبر التقاط الاتصالات قبل تشفيرها. وحذر ويكيليكس أن "عددا من نقاط الضعف التي تستغلها السي آي ايه شائعة ويمكن أن تكون وكالات استخبارات منافسة أو مجرمو معلوماتية قد اكتشفوها". ورأى جوليان أسانج في بيان أن هذه الوثائق تثبت "المخاطر الكبرى" الناجمة عن الانتشار "غير المنضبط (…) لأسلحة" الهجمات المعلوماتية حتى بدون إبلاغ منتجي هذه الأجهزة. وأكد سنودن على تويتر أن هذه الوثائق تبدو "أصلية". ورأى أن استغلال هذه الثغرات "ينم عن تهور (…) لأن أي قرصان معلوماتي يمكن أن يستخدم نقاط الضعف هذه التي رصدتها السي آي إيه لاختراق أي جهاز آيفون في العالم". وانتقدت سيندي كون المديرة العامة لمؤسسة الحدود الإلكترونية (إلكترونيك فرونتير فاونديشن) وكالة الاستخبارات المركزية لأنها لم تساعد على سد الثغرات الأمنية في الأجهزة المستخدمة. وقالت إن "هذه التسريبات تدل على أننا أقل أمانا مع وكالة الاستخبارات المركزية عندما تقرر ترك الثغرات على حالها بدلا من إصلاحها".