رحبت كبيرة الباحثين بقسم افريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش ، جيهان هنرى ، بقرار الادارة الامريكية بتأجيل رفع العقوبات على النظام السودانى ، ودعت فى مقال أمس 12 يوليو الى مراجعة سجل حقوق الانسان بالسودان عند مراجعة العقوبات بعد ثلاثة أشهر . وأشارت جيهان هنرى الى ان الرئيس الامريكى اوباما وقع امراً تنفيذياً يناير 2017 بتخفيف العقوبات الاقتصادية مؤقتاً واعطاء النظام السودانى ستة أشهر لتحقيق تقدم فى خمس مجالات رئيسية قبل رفع العقوبات بشكل دائم . وكانت المعايير الرئيسية الخمسة لقياس التقدم هى تخفيض الهجمات العسكرية ، والتعهد بايقاف العدائيات وتحسين وصول المساعدات الانسانية فى جميع انحاء السودان ، فضلاً عن التعاون مع الولاياتالمتحدة فى مكافحة الارهاب ومعالجة النزاعات الاقليمية . وأضافت ان قرار أوباما لم يورد حقوق الانسان بشكل صريح ، ولكن منظمة هيومن رايتس ووتش و(53) من اعضاء الكونقرس دعوا ادارة ترامب الى استخدام مجموعة أكثر اتساعاً من المعايير فى تقييمها ومراجعة سجل حقوق الانسان . وأضافت ان الحكومة السودانية ربما أظهرت بعض علامات ابتدائية على التقدم فى الاتجاهات التى ارادها أوباما ، ولكن هذا مما لا يمكن استدامته اذا حافظ النظام السودانى على قواته المنتهكة ، مثل قوات الدعم السريع وجهاز الأمن الوطنى والمخابرات . وأوضحت جيهان ان الحكومة السودانية مددت ايقاف اطلاق النار من جانب واحد وخفضت من قصفها العشوائى على المناطق المدنية ، ولكن قواتها المسلحة لا تزال تستخدم تاكتيكات الارض المحروقة ، ففى مايو احرقت سبع قرى فى شمال دارفور وقتلت (10) مدنيين على الأقل . وبينما أعلنت تخفيف القيود المفروضة على منظمات الاغاثة ، لا تزال تمنع وصولها الى المناطق المتضررة من النزاع ، ولا تزال تقيد تحركات حفظة السلام ، ولم توافق بعد على كيفية ايصال المساعدات الانسانية الحرجة للمدنيين فى المناطق التى يسيطر عليها المتمردون بجبال النوبة والنيل الازرق . وأضافت انه فى الوقت ذاته تواصل السلطات السودانية احتجاز ناشطى حقوق انسان مثل د. مضوى ابراهيم بتهم ملفقة تصل عقوبتها للاعدام ، وتواصل فض الاحتجاجات الطلابية بالعنف ، وتغلق المنظمات المحلية وتمنع الفعاليات . وتستمر تهدد بطرد اللاجئين من جنوب السودان .وفى ديسمبر احتجزت صحفيا بريطانيا ومترجما امريكيا من اصول سودانية دخلا الى درافور للتحقيق فى تقرير منظمة العفو الدولية عن استخدام القوات الحكومية السودانية اسلحة كيميائية ضد المدنيين فى جبل مرة ، وقد اعتقلا لحوالى شهرين وتعرضا للتعذيب الشديد بالضرب والصعقات الكهربائية وعمليات الاعدام الصورية . وختمت جيهان هنرى (فى حين انه ربما تكون هناك حجة لرفع العقوبات الاقتصادية الواسعة على السودان، فان تحسين حقوق الانسان امر حيوى فى اى (تقدم) يستحق القياس . وينبغى ايضاً اعتماد اهداف أكثر تحديداً ، من بينها انهاء الهجمات على المدنيين والقصف العشوائى ، ووصول الاغاثة المستدام وغير المقيد الى جميع المناطق المتأثرة بالنزاع ، والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ، واطلاق سراح المعتقلين تعسفياً ، وانهاء التعذيب وسوء المعاملة ). (نص المقال أدناه): https://www.hrw.org/news/2017/07/12/welcome-delay-us-sudan-sanctions