بعد مرور يوم واحد علي قرار السلطات في شرق ليبيا اغلاق القنصلية السودانية في مدينة الكفرة وطرد العاملين بها استدعت الحكومة السودانية القائم بالاعمال الليبي في الخرطوم وابلغته رسائل احتجاج متعددة علي قرارها السالف ذكرة وجاء في بيان لوزارة الخارجية السودانية: أن "السودان ظل ملتزما بمبادئ حسن الجوار وطرفا فاعلا في جهود تحقيق الأمن والاستقرار في كافة دول المنطقة وشريكا أصيلا في محاربة ظواهر الارهاب والإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية واستشهدت الحكومة السودانية في سياق بيانها بالامم المتحدة ومن اسمتهم بالشركاء الاقليميين والدوليين وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا حسب ما جاء في نص بيان الخارجية السودانية اليوم السبت في هذا الخصوص. وبالنظر الي ردود الافعال الأولية علي قرار السلطات الليبية اغلاق القنصلية السودانية لايلوح في الافق وجود منطقة وسطي او بادرة لتفاوض أو تسوية محتملة بين القيادة البديلة للقوات المسلحة الليبية والمشير حفتر وحكومة الخرطوم التي ظلت تلمّح دائما الي عدم اعترافها به ودعمها للجانب الآخر وما تعرف باسم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا. وبات واضحا ان العلاقات بين السودان وقيادة الجيش الليبي التي تسيطر على اجزاء واسعة من ليبيا قد اصبحت مرشحة للمزيد من التصعيد والتدهور علي خلفية قيام أعوان الحكومة السودانية بمهاجمة المشير حفتر في بيانات هي اقرب الي لغة المنشور السياسي كما جاء في موقع صحيفة الراكوبة السودانية الاليكترونية على سبيل الحصر لا المثال وفي اطار ردود الفعل علي قرار اغلاق القنصلية السودانية: " بعد إن تم إغلاق الحدود تماماً مع ليبيا، وتعزيز القوات علي الحدود المصرية منعاً لتسلل الإرهاب للسودان، لجأ المدحور المدعو "حفتر" بعد أن جاءته "تعليمات" من مشغليه بإغلاق القنصلية السودانية في مدينة الكّفرة، وكالعادة طبّطبت حكومتنا وقدّمت شكوي للسفارة الليبية في الخرطوم وطلب تبرير لما حصل. – وإيماناً منّا أن السفارة في الخرطوم هي ملك للشعب الليبي وهي الخطّ الدبلوماسي الرابط بين الشعبين، إلا أن السفارة الليبية حالياً في الخرطوم تعمل وقف أجندة لا تتسق مع العمل الدبلوماسي ولا مصالح الشعبين، وعلى الحكومة أن تكون أكثر حزماً مع "ألاعيب" المدعو حفتر هذا." ويبدو واضحا ان الخرطوم تستخدم نفس العناوين الرئيسية للاتهامات التي توجهها لها قيادة الجيش الليبي وتلمح بوضوح الي امكانية اتخاذ قرار بطرد القائم بالاعمال الليبي في الخرطوم بطريقة تجعل الباب مفتوحا امام كل الاحتمالات في علاقات الاثنين في ليبيا والسودان. ومن ناحية اخري جدد اليوم المشير خليفة حفتر اتهامه للحكومة السودانية بدعم الارهاب وقال انها تجهز للقيام بعمليات ارهابية ضد بلاده.. جاء ذلك في لقاء وشريط مصور له في قناة فرانس 24 وفي رده علي سؤال من مقدم البرنامج عن موقف ما تعرف بحكومة الوفاق الوطني وقولها انها تقف علي مسافة واحدة من الجميع رد حفتر بلهجة احتجاجية و بطريقة درامية ان المسافة بيننا وبين قطر مثل المسافة مع كوكب المريخ. من كل ما ورد ذكرة يتضح ان المنطقة العربية واجزاء من اقليم الشرق الاوسط وشمال افريقيا تشهد تصادم ارادات واجندات ليست بينها اي قواسم او ارضية مشتركة وان علي احدهما ان يبقي ليذهب الاخر وان ليبيا واليمن وسوريا والعراق قد اصبحت مسرحا مفتوحا لصراع الاجندات المشار اليها والتي تلقي بظلالها علي الاوضاع في بلاد مثل مصر والسعودية التي تشهد مواجهات متقطعة بين الجماعات المتشددة والسلطات هناك بينما يسود الغموض بمستقبل الاوضاع في السودان وحقيقة موقعه من الشكل النهائي الذي ستصبح عليه الاوضاع في المنطقة في المستقبل القريب. رابط له علاقة بالموضوع :