إنهالت التهاني منذ الأمس على الرئاسة والوزراء بمناسبة رفع العقوبات الأمريكية، وصرف السدنة الأموال على الإعلانات الفاخرة المنشورة بالصحف، تتصدرها صور المسؤولين لتذكيرهم بالمنفعة المتبادلة ولم يبق لهم إلا تهنئة ترامب وزوجته وأبناء عمومته. وتزامنت مع هذه التهاني المضروبة التصريحات حول إعادة خط هيثرو وتطوير سودانير بقطع الغيار الأمريكية، والسكة حديد حتستعدل بعد رفع العقوبات، والدواء الأمريكي سينهمر على الصيدليات، والتحاويل البنكية على الخط الخرطوم-واشنطون وبالعكس. وبعيداً عن هذه الأماني السندسية فليقل لنا هؤلاء الفرحانين كم الثمن الذي دفع نظير العمالة وانتهاك السيادة الوطنية؟ كم الثمن الذي دفعته الولاياتالمتحدة نظير القواعد الأمريكية، وقوات المارينز التي تمترست داخل الحدود السودانية مقابل ليبيا وافريقيا الوسطي للتدخل في الشأن الليبي ولمحاربة جيش الرب كما هو معلن؟ وكم الثمن المدفوع نظير القاعدة الامريكية المفترضة في سواحل البحر الأحمر، والأساطيل البحرية التي ستجوب مياهنا الإقليمية من أجل تكريس الهيمنة الأمريكية في القارة الافريقية وشبه الجزيرة العربية؟ وكم الثمن الذي دفع من قبل لفصل الجنوب، ولتحطيم القطاع العام وتدمير الزراعة والثروة الحيوانية، والصناعة؟ وما هو الثمن المدفوع الذي بموجبه تم توريط القوات السودانية في مناورات القوة العسكرية الامريكية بافريقيا، واشتراكها في عاصفة الحزم؟ والأجندة الأمريكية المطلوبة من بلادنا كثيرة، والنظام على استعداد لتنفيذها نظير الدعم الامريكي له، ومنها قمع انتفاضات الشعوب الافريقية باسم محاربة الإرهاب، ومحاربة الشيوعية وحركة التقدم بالسودان والمنطقة من أجل تثبيت دعائم الديكتاتورية ونهب ثروات افريقيا، واستخدام السودان في التآمر على الانظمة التي لا تريدها امريكا، وتوطين سجناء داعش بعد غسل مخهم، وفتح الأبواب أمام الشركات الامريكية لنهب ما تبقى من ثرواتنا المعدنية ..هذه فقط هي عناوين الاجندة الخبيثة التي ستنفذ فوق تراب بلادنا ليصبح السودان (الصول) الأمريكي في افريقيا. وللأخوان المسلمين تاريخ أسود في بيع السيادة الوطنية دون أن يطرف لهم جفن، الفلاشا في السودان، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء أيام مرسي نظير المال، وبيع كارلوس، والصهينة من حلايب والفشقة، وقطع العلاقات مع ايران وكوريا الشمالية بأوامر امريكية والبقية تأتي. السند الأمريكي لن ينقذ النظام من نهايته المحتومة، والتحاويل البنكية لن تخفض كيلو الطماطم ولن ترفع الحد الأدني للأجور، ولن توفر الفنتولين بسعر زهيد، ولن توقف الحرب في دارفور والمنطقتين، كما أنها لن تخفض نسب البطالة والفقر، أو ترفع سعر الجنيه أمام الدولار. كما أن إنهاء الوجود الأمريكي في بلادنا سيضاف لسلسلة مطالب الشعب، وزحفه المقدس نحو الانتفاضة الشعبية الآتية ولو كره السدنة ذلك. فليحتفل السدنة بانبطاحهم الآن وسيحتفل الشعب بكنسهم وطرد العسكر الأمريكان والسودان ياهو دا السودان. الميدان