حول ما يشاع بخصوص ترشيح الصوفية للبشير محمد حسن المهدي سارت الركبان بخبر منشور علي صدر اغلب الصحف أنّ الصوفية يؤيدون اعادة ترشيح البشير … بل وانهم لم يتركوا له الخيار ..إن أراد رفضا . ولطالما حفظ الصوفيون مكانةً لهم في أنفس الناس أجمعين ..انهم يصارعون الدنيا و زخرفها بالزهد ..وأن تلك هي معركتهم الأساسية ..و ما عداها لا يدخل في دائرة اهتمامهم الأولي . وحتي عندما تغوّل الوهّابيون داخل مؤسسات الدولة السودانية ..ثم داخل مناهج التربية والتعليم … أدار الصوفيون معركتهم بالنصح همسا والنصح جهرا .. وإلتقوا رئيس الجمهورية اكثر من مرة ..كان آخرها لقائهم الاخير به يوم ( ) ..وهو اللقاء الذى اثار ضجّة بسبب التعتيم علي مجرياته … كان اللقاء برئيس الجمهورية محتويا علي ستة محاور ..وهي : المحورالأول .. الشيخ مجاهد أبوالمعالي .. دور الصوفية في حفظ النسيج الإجتماعي و أثر ذلك في منع انزلاق الدوله للتفكك ودعوتهم بالحسني منذ دخولهم السودان . المحورالثاني … دكتورعثمان البشير الكباشي .. النهوض بالتعليم في الخلاوي ودعم الدوله للمسايد في ظل الظروف الإقتصاديه القاسيه . المحور الثالث … الشيخ محمد مصطفي الياقوتي .. توسيع مشاركة اهل التصوف من الأكاديمين و إشراكهم في كل مؤسسات الدوله خصوصا التعليمية و الدينيه ..وذلك منعا للإقصاء . المحور الرابع .. التشريعات والدستور … الخليفه صلاح سرالختم .. والذي تناول بإستفاضه .. بعض القوانين المعيبة … ثم تناول موضوع الهوية و إشكالاتها . المحور الخامس ..الشيخ هاشم الشيخ الطيب الشيخ الفاتح … عن الخطاب الدعوي المُنفلت وأثره علي البلاد دينيا واجتماعيا وشدّد علي أهمية ضبطه . واخير تحدث دكتور عادل في المحور السادس والأخير ..عن المناهج … مُبيّنا كثير من الأخطاء ..وأشار الي يد الوهابية في ذلك … وحذّر من خطورة ذلك علي المجتمع . كانت هذه هي الأجندة ..و محاورها … و كما ترون ..ليس من بينها محور للانتخابات وما يخصها … ثم طرح كل صاحب محور لوحه كما يحفظه صحيحا ويفقهه ..وبعد ذلك فُتحت فرصة للنقاش والتعقيب … فقرر أحد المشايخ ان يصرح مباشرةً برأيه ..وهو اعادة ترشيح البشير …ولكن ..لمّا لم يكن هو ذلك غرض الاجتماع ..ولم يكن أمر الترشيح مطروحا في اجندة الاجتماع ..الأجندة التي جري تشاور واسع حولها و جري الاتفاق علي المحاور اعلاه ..بسبب ذلك ..فلقد تجاوز المجتمعون جميعا رأي ذاك الشيخ .. وعادوا الي مسارات النقاش الست ..و لم يستغرق طرح ذاك الرأي وتجاوزه في النقاش اكثر من دقائق معدودة مرّت سريعا . إن حرية الرأي مكفولة .. ولكلٍّ حرية ما يعتقد .. حتي أن أحد المشايخ ..شن هجوما عنيفا علي شكل العلاقة بين الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني و مؤسسات الدولة …و لم يجد هذا الرأي نفس التغطية الصحفية التي وجدها رأي اعادة الترشيح .. ربما لشئ في نفس ابن يعقوب … ! إن إقتصار التغطية الاعلامية علي رأيٍ قيل من خارج اجندة الاجتماع … والتعمية علي مجريات الاجتماع ذات المحاور الست والمطالب العديدة أمرٌ مُريب ..قد يكون مدفوعا بنوايا غير حسنة …! إنّ الصوفيين أهلُ علمٍ و دراية ..وأهل رأيٍ وحكمة ..جعلهم ذلك واسطة كل خير ..ونقلة كل خير ..وصمام امان من المنزلقات ..بسعيهم المتجرد بين العالمين … الصوفية ..لم يُرشّحوا احدا… وهذا … مااااااا حدث … ! محمد حسن المهدي صوفيٌّ قديم.