قريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان بسم الله الرحمن الرحيم ان ما ظهر في سائل الاعلام العالمية المختلفة هذه الايام أن هناك مزادات علنية لبيع البشر في دولة ليبيا ان ذلك ليست بالأمر الجديد.. فتجارة البشر و الاتجار بهم بدأت هذه التجارة منذ بداية انهيار نظام القذافي و احتضارنظامه.. و زادت تلكم التجارة بعد أن تمزقتليبيا إرْباًإرْباً و تحولت بين عشية و ضحاها الى عدد كبير من المدن و القطاعات العشوائية العسكرية التي يحكمها تجار الحروب بالدرجة الاولى .. وقتها اسس لأسواق للنخاسة و أما من يقفون خلف تلك الاسواق فهم أناس لا أخلاق لهم .. دين لهم .. و لا ذمة و ضمير لهم .. غير الطمع و الجشع .. قيادات .. اذا جاز ان نطلق عليها قيادات .. متحاربة متناحرة من أجل المال لا يحكمهموازع إنساني و لا ديني .. يحكمهم المال و السلاح فقط لا غير … !! و سرعان ما أصبحت ليبيا قبلة لشباب القارة الافريقية و غيرها .. و كل من أراد الابحار شمالا عبر البحر الابيض المتوسط للوصول للقارة الأوروبية من اجل مستقبل زاهر و حياة واعدة كانت ليبيا وجهته بدلا من دول الشمال الأفريقي الاخرى … !! بدأت جحافل من الشباب الأفريقي من مختلف دولانحاء افريقيا السفر بطرق شتى نحو ليبيا .. يعبرون الصحراء للوصول ليدخلواليبيا الحلم من ابوب مختلفة و من ثم الى السواحل و بعدها الابحار عشوائيا الى القارة الاوربية عبر البحر الابيض المتوسط … فيسافرون بمشقة وعنت كبيرين و يعرضون حياتهم الغالية الى موت شبه مؤكد في الصحراء القاحلة شديدة الحرارة عديمة المياه البارد ليلها … !! و مقابل ذلك يدفعون مبالغ طائلةمن الاموال مقابل رحلة مجهولة المصير.. بالرغم من أنهم يدركون تمام الادراك أن البحر ان رمال الصحراء قد تكون مدافن لهم او أن المتوسط قد يكون قبرا و قد يلفظهم البحر جثثا او تأكلهم اسماكه .. الا انهم يصرون على خوض التجربة عشما في الوصول الى الحلم الأوروبي .. فرارا من شظف العيش و ضنك الحياة في بلادهم.. او خوفا و جزعا من سياط جلاد لهم … و من دول الغرب الأفريقي كانت هناك فرق .. و من دولة السودان كانت هناك ثلة .. ايضا .. شباب بأنفسهم في تهلكة يصعب النجاة منها… !! شاب فيمقتبلالعمرالتقيته اثناء زيارتي للسودان في العام 2015 و قد كانت لي به سابق معرفة اسفيرية.. فحدثني بثقة متناهية في عزمه بل و تخطيطه للذهاب الى دولة ليبيا دون ان يفصح عن عزمه انه يتخذ من ليبيا محطة للوصول الى أحدى الدول الاوربية و ما ان مضيت ايام الا و يحادثني ذلك الشاب هاتفيا من دولة فرنسا و تبرع بشرح تجربته تفصيلا .. المصاعب التي جابه أثناء رحلة الموت .. كما اسماها.. رحلته التي كانت فوق"قارب الموت" سيئ الصنع.. قد لايعبر بهم المتوسط الى الشواطئ الاوربية .. لكن في ذهنه و أذهان غيره من المهاجرين ان الموت أهون من العيش في بلاد لا تتوفر فيها فرص العمل و لا أقل مقومات العيش و ذلك تعبير شائع بين المهاجرين … !! عبر محدثي.. المتوسط من السواحل الليبية الى القارة المنشودة و ما بين أموج البحر المتوسط المتلاطمة و ظلمة الليل و الامل المفقود في دياجير لا يعلم مداها الا الله .. و لا قبل له و لرفقائه في قارب الموت بالرعب ينتابهم و ترتجف فرائصهم خوفا و برد يضرب اجسادهم النحيلة فتخور قواهم و جوع كافر و بكاء مر.. وصلو من معه الى بر الامان فحمدوا الله و شكروه و سجدوا له المسلم منهم و المسيحي .. فكان وصوله و رفقائه سالمين غانمين و من قبلهم كثيرون قد تفتق الامل و تدافعت الأماني في اذهان المهاجرين هم في ليبيا و من الطريق اليها.. فأصبحت دولة ليبيا هي المحطة الاولى .. ولابد من أوروبا و طال السفر … !! و عمل اساطين هذه التجارة بجهد و اجتهاد على ازدهارها فاستغلوا في ذلك وسيلتين اساسيتين للتبشير بها كانت الاولى كانت اطلاق الشائعات الحميدة و ذلك بتناقل الكلمة word of mouthبطريقة حصيفة و ذكية حتى تصل المعلومة الى من يرغبون الهجرة بل و يرغبون و يقنعون صيدهم اقناعا .. و اما الوسيلة الثانية فهي الوسائط الحديثة المختلفة للتواصل من فيسبوك و غيره .. فيبثون عبرها ما يريدون من معلومات إيجابية عن الهجرة الى أوروبا انها آمنة و مطمئنة و ان الكل وصل الى البر الأوربي كما فعلها طارق بن زياد من قبل … !! و بذلك ذاع صيت الذهاب و الهجرة الى أوروبا و ما درا الشباب المسكين أنه عبارة عن صيد ثمين .. و اصبحت التجارة و الاتجار بالبشر في ليبيا كبيرة جدا و تدر دخولا عالية لأصحابها فنشطت و تطورت و توسعت .. و غرر بالطامعين و الحالمين بالهجرة .. و تفنن تجار البشر في نصب الشراك لصيدهم.. و لم يعد لصغار المنتفعين الذين بدأوها اول مرة …!! يعد لهذه الرحلات العدة الكاملة .. من وسائل مواصلات و نقاط تجمع و تنظيم و تخطيط بعيدا عن أعين سلطات دول المهاجرين فى كثير من دول افريقيا .. و يرسم للرحلة من دول المهاجرين عبر دول الممر و من ثم الى ليبيا .. و تكونكل مرحلة لها تكلفة مالية منفصلة حتى يحصدون معظم ما لدى المهاجرين من أموال…!! وتؤكد المنظمات المختصة في هذا المجال و الخبراء .. وفقا لمتابعتي لوسائل الاعلام المختلفة ..أن الاموال التي تدرها هذه التجارة تعد كبيرة للغاية .. بل و تعد أكبر بكثير من تجارة المخدرات و تجارة الاسلحة … !! أما اعداد المهاجرين الغير شرعيين فهىمتضاربة و غير مؤكدة .. و في لا توجد احصائيات رسمية و دقيقة لكن وعلى حسب بعض المصادر فان الذين لم يصلوا الى شواطئ أوروبا .. و ماتوا غرقا في مياه البحر الابيض المتوسط و من لفظهم البرح الى شواطئه المختلفة وصل عددهم الى الثلاثة الالاف من البشر على أقل تقدير .. أضف الىذلك العدد الذين لم يعرف لهم مصير البتة .. و لم يكن لهم أثر لا في البر و لا في البحر…!! و حتما فان هناك أعداد كبيرة من المهاجرين الذين دفنتهم رمال الصحراء .. قبل أن يصلوا الى ليبيا على البتة ..فكانت الصحراء لهم مقابر أو أن أمرا قد حدث فاختفوا عن هذه الدنيا .. في بحثنا لم نستطيع الوصول الي حقيقة ما حدث لهم بالضبط أو حتى أو الافتراض جزافا بما جرى لهم لكنهم اختفوا عن الوجود الى هذا اللحظة .. سوف نواصل بحثنا في هذا المجال … !! [email protected]