الكاتبة : رانيا موسى الطاهر طقطقت بأصابع يدي اليسرى مشيرةً لمساعد سائق الحافلة(الكمساري) لتوقيف مركبة المواصلات هذه,فأصدر ذلك الصوت الذي يشبة صوت الصراصير للسائق الذي أوقفها على بعد ثلاثين مترا من محطتي-لست أدري ما سر هذه الظاهرة!-نزلت..انقبضت عيناي الصغيرتان و ضحكتا أكثر و أنا مستاءة من الحر الموقَدة..تلفّتُ,..تلك بائعة الكسرة تجلس بدون حجاب من الحرارات التي تقذفها الشموس و بدون تطعيم ضد إلتهاب السحايا دون شك,مثيرة هي للإعجاب و كذلك للشفقة! مبكية هي أكثر من بائعة الكبريت الصغيرة تحت نجيمات الجليد و هي لا تحمل همّاً سواها! سائق ركشة كاد أن يصدم فتاة تتبختر تأكيدا للأنوثة و الرزانة و كأنما أصابها هبوط في ضغط الدم و لكنها فقط معجبة ببيت الشعر تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل!..و تلك أخرى تلبس قفازات سوداء في عز هكذا هجير!و رافعة كراستها أعلى رأسها-لكن يا إلهي,هل هذا مرض جلدي جديد؟أم أن الإستعمال العشوائي لمراهم الأكزيما و الصدفية جعل لون وجهها المحمر يختلف عن باقي بشرتها؟! هذا شاب يعاكس فتاة غير منعم عليها ببهاء الطلّة,فتلفتَت إليه و هي تقول:هه! قرفة و عدم عرفة! فجأة تحركت نقطة ضعفي تجاه الضحك و على ما يبدو أنني كنت أسير و أضحك! و فجأة أخرى صادفني ثلاث مراهقون و علّقوا:دي مالها بتضحك براها؟! فانتبهت و حاولت لملمة بقايا هيبتي! اشتريت شيئا من القرطاسية و استأجرت ركشة إلى الجامعة,,نزلت..طنطن في الفكّة,تركت له الباقي مللا من المحاججة بحثت عن بطاقتي الجامعية,,يا سلااام!يبدو أنني نسيتها في جيب البنطلون..رفض الحارس الجامعي ادخالي الكلّية-و أحسب أن استخدام سلطته يدعمه نفسيا و لكن ليس لأجل الإلتزام أو الواجب بل لأنها فرصة للسيطرة بينما الأمر كذلك دخلت احدى الجميلات ماشيات الهوينى اللاتي لا يملكن بيبي فيس مضلل عن حقيقة العمر مثلي,ناسية بطاقتها مثلي,تغنجت و لم تتحدث بسرعة مثلي..فسُمح لها ببساطة بدخول الكلّية!! حاولت استغلال الموقف و لكنه كذب بأنه هو من أضاع بطاقتها خرجت دون أن أرمقه بأي نظرة,,تقدمت نحو بائعة الداندرمة التي يتحنكشون و يحنكشونها إلى آيس كريم و لأني أصادق البسطاء بسرعة,حكيت لهذه الحاجّة كل اللي حصل..لفّت الداندرمة في جريدة و ناولتني اياها قائلة:معليش يا بتي دنيا دبنقا..تمتمت وراءها: دنيا فرندقس