وجه نافع علي نافع سيلاً من الشتائم لتحالف كاودا ومعارضي المؤتمر الوطني . وفي ندوة بمنطقة ود بندة بولاية شمال كردفان أول أمس وصف نافع الدكتور خليل ابراهيم ب (الهالك) ، وقال ان المنطقة شكلت مقبرة ل (الأنجاس) . وأجهش نافع بالبكاء وهو يتحدث عن (مجاهدات) الميل أربعين ، ربما بسبب المفارقة المبكية في ان من ترجع اليهم شجاعة الميل اربعين من طرف الانقاذ كان غالبيتهم من مستضعفي الهامش وهم الآن في الخندق الآخر بعد ان انقشعت عنهم أوهام التضليل باسم الدين . وقال نافع في ندوة أخرى أمس بمدينة النهود ان ( حكومة جوبا لا ينفع معها الاحسان ، فقط تنفع الذلة) ، في اشارة عنصرية ، جرياً على بيت الشعر العنصري المعروف والموضوع في المناهج الدراسية السودانية ( لا تشتري العبد إلا والعصا معه ان العبيد لأنجاس مناكيد )! وتوعد بغزو الجنوب قائلاً ( ان تمادت حكومة جوبا في خطها الحكاية بتمشي ليها هناك) . وأضاف ( نقول للعملاء خاصة الحركة الشعبية عميلة الغرب والماسونية والصهاينة وعواجيز الخرطوم الذين يعلقون آمالهم على الحركة لتحويل جنوب كردفان إلى بنغازي بأن السودان لن يصبح مركزاً للنجاسة) . ووصف المقاومين في الحركات المسلحة ب (المخمورين) و(المخدرين) . وقال ان تحالف الأحزاب لا يخيفهم لأن (5) أحزاب معارضة تنتهي قضيتها بموت قادتها ، وأضاف ( لا تربطهم فكرة ولا قضية ولا برنامج ولا عزيمة ، انما شخص واحد وفق اهوائه وعلمانيته وضلاله وحقده) . وتجدر الاشارة إلى ان قبح اللسان من سمات نافع علي نافع الشخصية الى درجة وصفه ب(ابوالعفين) ، وكذلك من سمات الأنظمة الاستبدادية ، خصوصاً في لحظات أفولها النهائي ، وليس مصادفة أن نافع بعفونة لسانه صار أهم ناطق باسم الحزب الحاكم في لحظات انحطاطه الاخيرة . وتذكر مفردات نافع عن (النجوس) و(المخدرين) و(المخمورين) بهطرقات القذافي في انفصاله الأخير عن الواقع . ومن دلائل انفصال نافع الانفصامي كذلك انه يكرر ( كليشهات) خطاب الانقاذ أوائل التسعينات ، ما قبل التعاون في مكافحة الارهاب ، وتسليم الأخوان والملفات ، وما قبل تصريحات الادارة الامريكية الواضحة بانها لا تريد إسقاط نظام الخرطوم ، ولا تؤيد تحالف كاودا !! ولكن الانفصال عن الواقع – ومهما كانت آليات خداع النفس – لا يمكن ان يكون انفصالاً كاملاً ، وهذا ما دعا نافع إلى سد (الفرقة) بالاجهاش بالبكاء !