الخصخصة قادت لطبقية وتدهور التعليم الفنى.. المناهج تكرس التلقين لتخريج مواطنين قانعين.. إعداد /ايمان عثمان – الميدان.. ينقعد اليوم بقاعة الصداقة المؤتمر القومي للتعليم في ظل تخريب شامل لنظم التعليم بالبلاد حيث عمد ت سلطة الانقاذ خلال 23 عاماً علي رفع يد الدولة من تمويل التعليم واصبح سلعة معروضة للبيع والشراء وتم تشويه المناهج التعليمية فاضحت تلغي العقول معتمدة علي التلقين مع اهمال الانشطة الثقافية والرياضية و الفنية ، وتكاد تخلو من المعامل وغرف الفنون والتدبير المنزلى اما المدارس فى الولايات فتوجه انعدام ابسط مقومات التعليم حتى الاجلاس فى مدارس بعضها ايل للسقوط ' وجففت المدارس العامة عمداً حتى تقوم علي أنقاضها شركات وأبراج تجارية، وظلت مرتبات المعلمين الهزيلة رهينة الجبايات والرسوم رغم أنها لا تصرف في موعدها. وحتي الكهرباء تنقطع عنها متي ما عجزت إداراتها عن دفع القيمة مقدماً وخربت البيئة المدرسية وتقلصت مساحة المدارس إلي اقل من 0.1 من المساحة المفترضة. فى ظل هذه الظروف ينعقد مؤتمر التعليم وهذا عرض لاهم المشاكل التى تعترض مسار التعليم فى البلاد. أرقام ومؤشرات جاء فى ورقة الخبير في مجال السكان بروفيسور محمد أدهم قدمها في يونيو2011(منتدي مراجعة وتحديث السياسة السكانية ) إلى تدني الكفاءة الداخلية والخارجية للنظام التعليمي في البلاد اذ نجد “إن 30% من الأطفال في سن التعليم الأساسي خارج المدرسة و (60%) من أطفال جنوب دارفور ممن هم في سن المدرسة خارج مقاعد الدراسة– ولاية سنار (60%)- الأبيض (65%)– القضارف (70%)، منوها إلى تخصيص (5%) فقط من عدد المدارس الأكاديمية للتعليم الفني، وأن (4%) فقط من مجموع طلاب المرحلة الثانوية منخرطون في مجال التعليم الفني، وأن فقر الأسر والتسرب الدراسي محرض لعمالة الأطفال، وأن 93% من معدلات الفقر في ولايات دارفور بينما تمثل الخرطوم الولاية الأقل فقراً (46%)، وتطرق لمساق آخر من التعليم فيقول التعليم الفني الثانوي عانى عدم الاستقرار لفترة طويلة، إذ تمّ تقليصه من أربع سنوات إلى ثلاث، وعلى الرغم من أهميته في السياسة التربوية فقد ظل يتناقص وبعد أن كان يشكل (60%) من التعليم الثانوي تناقص ل(5.5)% من التعليم الثانوي، غير أن الإحصائيات تشير إلى أن التعليم الزراعي يشكل (48.6)%- التجاري (2.6%) ليصبح عدد التلاميذ في التعليم الفني (30931) في كل السودان وهو عدد ضئيل جداً مُقارنة بالتعليم الأكاديمي، إذ إن أوجه التباين بين التعليم الفني والأكاديمي ملحوظة، حيث إن النسبة المئوية لطلاب التعليم الفني إلى الأكاديمي في عام 2009م (4.7%)، ونسبة المدارس الفنية للأكاديمية (5%).. المؤتمر يتم بعيدا عن المشاركة : اكد عدد من المعلمين للميدان ان المؤتمر تم الاعداد له بمعزل عن المعلمين وتنظيماهم حيث انحصر التحضير له على عضوية المؤتمر الوطني و بصورة سرية وان مقررات المؤتمر وتوصيا ته تم اعدادها مسبقا واغلبية المعلمين يجهلون المؤتمر ومراحل الاعداد له . فلسفة التعليم : قطاع المعلمين بالحزب الشيوعي 2011 اعد ورقة حول فلسفة التعليم من ضمن عدة اوراق ناقشت قضايا التعليم تناولت النظام التعليمي والذي يمثل أداة مهمة وأساسية لتحقيق سيطرة أيدلوجية الإسلام السياسي أو سيطرة الطبقة الرأسمالية الطفيلية الأسلاموية المتمكنة بحكم انتزاعها للسلطة بقوة البندقية من الطبقات والفئات الاجتماعية الأخرى وتهميش وإلغاء دور الرأسمالية المنتجة وخصخصة مؤسسات القطاع العام.. وانفجرت موجة التوسع فى التعليم غير الحكومى فى مرحلتى الاساس والثانوى فى الفترة 1990 _2007 حيث بلغ عدد المدارس الخاصة 1771 مدرسة اساس خاصة فى السودان منها 437 مدرسة فى ولاية الخرطوم كما تناولت الورقة الواقع الاجتماعي فاشارت لوجود الآلاف من كوادر الخدمة المدنية والعسكرية النظامية خارج الخدمة بموجب قانون الإحالة للصالح العام وتشريد كثير من العاملين نتيجة للخصخصة.وتمكن كوادر المؤتمر الوطني من قمم الخدمة المدنية وانقسام المجتمع إلي طبقتين متمكنة ومالكة من أنصار النظام وصاعدة من قاع المجتمع، وطبقة كادحة ومسحوقة لا تملك إلا قوة عملها (مع اضمحلال الطبقة الوسطي وتحولها للطبقة الدنيا). كما استعرضت الورقة مؤشرات الواقع التعليمي الحكومي و الخراب الذي شمل قيادات مكاتب التعليم والمحليات وفرض نقابات صورية على المعلمين وهى عوامل تؤثر على عطاء المعلم المهني .اضافة لتدهور الوضع المعيشي للمعلم وترديه وتأخر مرتباته لفترة من شهرين إلي 6 شهور وتدني مستوي مخرجات التعليم العالي و شح التدريب وعدم فاعلية البرنامج الجاري ألان في الجامعات،و اشارت الورقة لتدهور البيئة المدرسية وعددت أبرز مظاهر ذلك في : - الإجلاس: اذ لا يزال بعض التلاميذ يفترشون الأرض و المباني بعضها متصدع وآيل للسقوط حيث لم تتم صيانتها منذ إن إنشاءها المواطنون بالعون الذاتي وبعضها بدون سور ومكاتب المعلمين حدث ولا حرج . - الازدحام فبعض المدارس فصولها مكتظة بإعداد مهولة من التلاميذ مما يعرقل سير العملية التربوية ويضع أعباء إضافية على عاتق المعلم (تصحيح/متابعة/..الخ)وكثير من المدارس ليس بها دورات مياه. - عدم العدالة : ويتجلي ذلك بظهور نمط من المدارس الحكومية 5 نجوم تحظى بوضع أفضل من حيث اكتمال هيئة التدريس والكتب و...الخ ومدارس تواجه الإهمال (المدارس الطرفية ومدارس الريف ومدارس الفقراء حتى في وسط المدينة). انعدام معينات التعليم (الوسائل السمعية والبصرية) في المدارس، بل حتى الطباشير تقوم المدارس بتوفيره من رسوم يتم فرضها على التلاميذ .. هوة بين المنهج والواقع وتقول الورقة ان مضمون عملية التعليم (المناهج) تكرس هوة عميقة بين المادة التعليمية والواقع الاجتماعي الموضوعي الذي يعيش فيه الطالب، لتحقيق عملية أيديولوجية طبقية هي هدف هذا النظام التعليمي القائم. وبلغة أخرى كأن عملية التعليم تستهدف زيادة وتوسيع هذه الهوة باستمرار. حينما تكون المادة التعليمية في وادٍ والواقع التعليمي في وادٍ آخر تحقق عملية التعليم أبعاد لفكر الطالب وفصلاً عن واقعه الاجتماعي لربط فكر الطالب ووعيه عضوياً بأيدلوجية الإسلامية السياسي، وبالتالي تغبيش وعيه ليخرج متعلما قانعا ولكن حينما يعود الطالب إلى واقعه ويعيه يكشف ذلك الوعي الزائف المكتسب لسنوات طويلة في حقل التعليم. ويتضح ذلك فى فلسفة وأهداف التعليم العام في عهد الإنقاذ مقارنة بما قبلها، إذا تأملنا الكتب المنهجية والمدرسية في مرحلة الأساس والثانوي – خاصة مناهج اللغة العربية (القواعد/ الآداب/ المطالعة/.. الخ) والتربية الإسلامية والدراسات الإسلامية وكذا المواد الاجتماعية الأخرى.فالمناهج يغلب عليها التلقين والتحفيظ.ومعظم البحوث الإجرائية التي تمت أثبتت فشل منهج مرحلة الأساس الحالي (منهج المحاور المدغم مع منهج النشاط والخبرة “نظرياً" والمواد المتصلة).