[email protected] منذ ان اعلن قواد الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور وحركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي انهم قد توحدوا في صف واحد تحت اسم “الجبهة الثورية السودانية” برئاسة الكوماندوز مالك عقار لاحت في الأفق البعيد بوارق امل جديد لتخليص الشعب السوداني من هذا الكابوس الذي جثم علي صدره الطاهر لاكثر من عقدين من الزمان دون ان يظهر منهم اي شيءٍ يدل علي وطنيهتم او انهم يعملون من اجل مصلحة البلاد والعباد او حتي شيء بسيط يثبيت صلتهم ببني آدم بل انهم كل يوم يثبتون مقولة مفكرنا الراحل المقيم الطيب صالح حينما تسأل قائلاً “من اين أتي هؤلاء”.؟ فهذه الحركات المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية السودانية احسب انها امل السودان القادم خاصةً وانها قد رفعت شعار إقتلاع النظام من جذوره وأنها ثورة الجياع والمهمشين وكما تعلمون فإن جل الشعب السوداني اصبح جائعاً ومهمشاً في عهد هؤلاء السرّاقين القتّالين. وقد استبشر السودانيون خيراً بهذه الجبهة الثورية وهاهي تعلن تحريرها لبعض المناطق في جنوب كردفان والنيل الأزرق وإسقاطها لمروحية حكومية منذ أيامٍ قلائل . فهذا الشعب السوداني الأبي قد فقد الأمل في قيادة الحزبين الكبيرين الأمة والاتحادي الديمقراطي بعد ان دفع رئيس كل حزبٍ منهما باحد ابنائه مستشاراً لرئيس النظام حتي يسوي له الطريق ليصبح زعيماً في المستقبل القريب مثل اجدادهم وآبائهم ولكن يبدو ان والديهما قد فات عليهما انّ هذا الجيل لايعرف لغة “سيدي” او “الإمام” في السياسة بل انه جيل'' يدرك تماماً انه لاقداسة في السياسة بل أن الكل متساوون في الحقوق والواجبات. كما انّ هذا الجيل يعلم كل العلم ان السبب الرئيسي لهذه المشاكل التي عاني منها الوطن باجمعه ومازال للسيدين فيها نصيب الأسد فأول انقلاب عسكري في السودان في عام 1958م والذي كان بقيادة الفريق إبراهيم عبود كان بإيعازٍ وتدبير من قيادة حزب الأمة وبعد ان نجح الإنقلاب تلا محمد عثمان الميرغني الرئيس الحالي للحزب الإتحادي الديمقراطي بياناً باسم والده يعلن فيه تأييده ومباركته للإنقلاب العسكري فأي ديمقراطيةٍ وأي حريةٍ هذه يتنبر ويتمشدق بها هؤلاء القوم وهم يشاركون الظالمين الفاسدين القتّالين السرّاقين الخونة اللئام تعذيب وإهانة الشعب السوداني الأبي الكريم . فكما اسلفت فقد وضع الميرغني يده فوق ايدي من بسببهم قد انفصل الوطن وصار دولتين وبأفعالهم قد انعدم الإنصاف بين ابناء الوطن الواحد بل اصبح تقريب اصحاب الولاء والطاعة العمياء الذين باعوا ضمائرهم بسعرٍ بخس علي اصحاب الكفاءة والخبرة الأمر الذي بسببه انتشرت الحروب في كل شبرٍ من أرض الخير والطيبة. بعد أن اطاح عبود بحكومة الزعيم الأزهري المنتخبة من قبل الشعب طالب بعض المقربين من الزعيم الأزهري أن يوجه بعض الضباط بالقوات المسلحة للتخطيط لإنقلابٍ عسكري ضد حكومة عبود ولكن لأن الزعيم لايؤمن بالإنقلابات العسكرية بل يؤمن بالإنتفاضات الشعبية قال لهم: ان ضباط القوات المسلحة عملهم الأساسي هو حراسة ثغور الوطن من الأعداء وأنهم إذا دخلوا السلطة تمسكوا بها ونسوا الوطن وهذا مايحدث الآن. وخير مثال لكلام الزعيم الأزهري هو الخبر الذي ورد في وسائل الإعلام قبل أيام قليلة من قرية ام خرايت بولاية القضارف فقد اصدر معتمد محلية باسندة قراراً بإغلاق مستشفي ام خرايت بسبب عدم قيام الطبيب للمعتمد حيث خاطب المعتمد الطبيب قائلاً ” انا عسكري ولابد من القيام لي” مع العلم بأن هذا المستشفي يقدم خدماته لأكثر من ثلاثين الف مواطن. فاي عقلية واي كفاءة عين بموجبها هذا العسكري الذي لايعرف سوي لغة “صفا…… إنتباه” معتمداً لهذه المحلية ولكنّا لانملك إلا ان نقول “هذا زمانك يامهازل فأمرحي”. ومن أمثلة الديكتاتورية والعنجهية والبربرية التي يمارسها العساكر ضد المواطنين المدنيين فمنذ فترة كان لإتحاد أبناء قبيلة الجوامعة بولاية الخرطوم إجتماعاً باحد النوادي وكان يدير الإجتماع الفريق عبدالماجد حامد خليل وكان يخاطب الناس بلغةٍ عسكريةٍ صرفة تشبه لغة المعتمد الذي سبق ذكره آنفاً حيث يقول: ” انت ماتتكلم،انت اقعد،انت كلامك مافي ليه داع” وكنت ارفع يدي لفترةٍ طويلة دون ان يتيح لي اي فرصةٍ للحديث حيث تجاهلني كثيراً وبعدها نهضت من مكاني وطالبت بفرصةٍ للحديث إلا انه خاطبني قائلاً “اقعد انت يالواقف هناك” ولكني رددت عليه قائلاً: “اود ان اقول رأي ولن اجلس حتي اقوله” فقال لي : في مكانك هذا لو كان عقيد وقلت' له اجلس لجلس…….؟؟؟؟؟ قلت له انّ هذه ليست مؤسسة عسكرية بل جمعية خيرية وانا لست بعسكري ولكل شخص حق الإدلاء برأيه مهما كان وايضاً لنا في مقتل الشهيدة عوضية بطلقتين في رأسها امام منزلها خير دليل علي عدم إحترام هؤلاء العساكر للمواطنين الأبريا العزل. عود'' علي بدء فإن الجبهة الثورية السودانية هي أمل الشعب السوداني للخلاص من هؤلاء اللصوص والإتيان بنظامٍ ديمقراطي حر يدعو للمساواة والتعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد بغض النظر عن اللون او العرق او القبيلة او الدين اختتم بهذه الأبيات للشاعر محمد سعيد العباسي : إن التحزب سم'''' فاجعلوا ابداً منكم لهذا السم ترياقا ضموا الصفوف وضموا العاملين لها لكي تنالوا لهذا الشعب أفاقا والله من وراء القصد