ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الصادرة صباح الجمعة 10 ديسمبر أن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما نجحت فيما يتعلق بالسودان. وأوضحت الصحيفة: ”الإدارة الحالية توشك على إنجاز دبلوماسي ضخم في السودان.. عندما يجرى إستفتاء على إستقلال جنوب السودان في التاسع من يناير القادم… وذلك من خلال منعها للمشاكل الفنية التي من شأنها تأجيل الإقتراع أو العنف غير المتوقع”. وكشفت الصحيفة عن ما أسمته ب”المشروع الأمريكي” الذي يقف على ولادة دولة جديدة بعد ستة أشهر من الإقتراع- على حد تعبير الصحيفة. وتؤكد الصحيفة أن هذه النتائج كانت مستحيلة منذ ست سنوات، بالقول: ”تورط الشمال المسلم مع الجنوب المسيحي في حرب أهلية دامت عقدين مما أسفر عن إبادة جماعية وملايين اللاجئين”. وتوضح الصحيفة أن المخالفات الإنتخابية في الإنتخابات المحلية منذ ستة أشهر، ساهمت في توسيع الإنقسامات في الجنوب. وعلى الرغم من ذلك، كانت سياسة الإدارة الحالية تجاه السودان غير فعاله. واستطردت الصحيفة : “إلا أن صيف 2010 مثّل نقطة تحول في السياسة الخارجية للإدارة الحالية.. عندما رأت الإدارة الأميركية أنه يتبقى أقل من مائتي يوم على الإستفتاء، الذي لم يستعد له أحد”. وكشفت الصحيفة أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون قامت بتصعيد القضية إلى المستوى الرئاسي، مضيفة : ”لذلك أعلن أوباما أن دينيس ماكدونو، نائب مستشار الأمن القومي يعمل على تنسيق جهود الحكومة الأميركية…وأطلق على هذا المنهج أسم” خارطة الطريق” التي وعدت حكومة الخرطوم بعدد من المكافآت، مثل رفع العقوبات وتخفيف الديون ومراجعة وجود السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك في مقابل إطلاق سراح الجنوب”. وأكدت الصحيفة عن أن بعض عناصر (نظام الخرطوم) موافقون على إستقلال الجنوب وتابعت :”وافقوا على هذا الأمر لانهم يؤمنون بأن خارطة الطريق تقلل من عزلة السودان.. وبالتأكيد على أن إحتلال السودان عسكرياً ليس ضمن الخيارات”. ونوهت الصحيفة إلى أن المدة الزمنية ما بين إجراء الإستفتاء والإستقلال الكامل في التاسع من يوليو العام القادم، ستشهد عدداً من القضايا الملحة، مثل ترسيم الحدود،الجنسية،الأمن وتقسيم عائدات النفط. وشددت الصحيفة على حاجة الجنوب إلى مساعدات هائلة حتي لا يصبح دولة فاشلة- على حد قول الصحيفة. يذكر أن دينيس ماكدونو، نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض يعد من صقور الإدارة الحالية، وهو من أقنع الرئيس أوباما بإرسال ثلاثين ألف جنديا إضافيا إلى أفغانستان الصيف الماضي.