سيف الحق حسن.. وكون أنا جربندى، فإن لم يكن بالله غضب على فلا أبالى أن أضاهى بل ويشرفنى أن أعتز بالتصدي لأمثال الدكتور الأفندى ولو بضخامة عضلاتهم الثقافية وعلمهم الغزير. المشكلة فى المفكرين الذين ينتمون للإسلاميين كالبروفسر الطيب زين العابدين والدكتور عبد الوهاب الأفندى أنهم يصبون جام فكرهم لهدفين:- 1- فصل الإنقاذ وممارساتها عن الحركة الإسلامية. محاولين إخراج حركتهم الإسلامية كالشعرة من العجين من ما فعلته خلال حكمها 23 عاما وعملها السياسى عموما. ولكن المشكلة أن الحركة الإسلامية هى العجين وليست الإنقاذ. فالإنقاذ هى شعرتهم التى وقعت فى عجينهم. 2- التفكير فى كيفية ترميم أو ترقيع أوتجميل حركتهم بعد الوجه القبيح الذى أسفرت عنه. ولايفكرون فى مصلحة الوطن بتاتا. فما يفكرون فيه هو مصلحة الحركة أو الإسلاميين وليس مصلحة الوطن كما ذكر الدكتور الشفيع خضر فى مقالاته. ولا أريد أن أتطرق لتاريخ الحركات الإسلامية وهو ما تطرقت إليه سابقا فى عدد من مقالاتى. ولكن أريد أن أؤكد أن فكرة إنشاء جماعات إسلامية فى مجتمع مسلم ولتدخل فى السياسة هو الخطأ الأول الذى أتى بغرور هذه الجماعات. وهى نفس خطيئة إبليس عليه لعنة الله. وبالتالى فما بنى على هذا الغرور والتميز عن المسلمين فهو باطل. وأثبتت تجربة الإنقاذ حقيقة ان فكرتهم أساسا ميتة و شبعت موت بسبب الفشل والفساد والتشظى الذى تشهده. ولا يخفى علينا أن الدكتور الأفندى كان مشتركا فى البدايات ولكنه قفز مبكرا ليس من أجل سواد عيون الوطن والشعب الفضل ولكن لإنقاذ الحركة الإسلامية. وساقف على بعض الفقرات التى اوردها د. الأفندى فى مقاله: السودان: الإصلاح الإسلامي.. ترقيع.. انصرافية.. أم حل راديكالي؟ لأدلل على ما أقول. يقول د. الأفندى: “وهذا قد يشير إلى أن الخلل قد لا يكون في الإسلاميين كأشخاص، وإنما في النهج الذي يتبعونه ويسمونه إسلاماً.” الجربندى: يا دكتور باتأكيد الخلل فى المنهج الذى يتبعونه وهذه يفترض ان تقولها بصراحة. فالفكر أساسا خطأ. راجع مقالاتى للإسلاميين فقط (1، 2، 3). الاسلام غير والاسلاميين غير. وهذه النقطة يجب ان تبرزها بشفافية اكثر فى مقالاتك. يقول د. الأفندى: “إذ كانت المفارقة في أن الحركة الإسلامية السودانية بقيادة الشيخ حسن الترابي كانت من الحركات الإسلامية القليلة (إضافة إلى الحركة التونسية) التي أعلنت أنه لا يوجد أي تناقض بين الحكم الإسلامي والديمقراطية. وكان الشيخ الترابي يرفض أن تكون للعلماء سلطة خاصة في الدولة الإسلامية، ويرى أن رأي الشعب (كما يعبر عنه في مؤسساته المنتخبة) لا يعلى عليه.” الجربندى: كان فعل ماضى. والأفعال إن لم تطابق الأقوال فإن هذا يكون نفاق بين. ويواصل د. الأفندى: “ولعل الأهم من ذلك هو أن التحولات الديمقراطية التي شهدها العالم العربي، والتي نتمنى ونتوقع أن يشهد السودان مثلها قريباً، قد أتت بالحركات الإسلامية إلى السلطة عن طريق صناديق الانتخاب. وقد أثبتت التجربة أن نجاح التحول الديمقراطي في تلك البلدان اعتمد على درجة نضج وتطور فكر الحركات الإسلامية. ففي البلدان التي تصالحت فيها هذه الحركات مع الديمقراطية، كما كان الحال في تونس والمغرب وليبيا، كان النجاح كبيراً، بينما تتعثر الأمور في بلدان مثل مصر والأردن والكويت والبحرين.” الجربندى: الثورة كانت ثورات الشباب والإسلاميين اختطفوها خطفا وليس نجاحها سببه نضوج وتطور الفكر الاسلامى.!!. الاخوان لم يخرجوا يوم 25 يناير مثلا والسلفيين اساسا كانوا يعارضون الخروج على الحاكم ويعتبرون الديمقراطية بدعة. وفى الاعلى تقول ان هناك خلل فى الفكر الاسلامى وهنا تقول ان الفكر نضج وتطور!!. و لا تستعجل انهم إنتصروا فى الإنتخابات. لأنه أساسا ليس إنتصار ولكنه اختبار حقيقى لمنهجهم، هل هم ديمقراطيين فعليا أم مدعين للوصول للسلطة فقط. وكما قال شيخ الازهر انه تكليف وليس تشريف واختبار وليس انتصار. وللأسف هم يثبتون ذلك بالكيفية التى يردون بها صياغة الدستور. ويقول د. الأفندى: “من هذا المنطلق، يمكن أن يقال إن منهجنا الذي يربط بين إصلاح الفكر الإسلامي وتطوير مناهج الحركة الإسلامية في السودان وغيره، هو المنهج الإصلاحي الأكثر راديكالية، وليس منهجاً ‘ترقيعياً' يقصد منه وضع المساحيق على شكل شائه قائم. ذلك أن إصلاح الفكر الإسلامي يحل مشكلة الديمقراطية بصورة حاسمة وشاملة، ويلغي الإشكالية القائمة حول التخوف من وصول الإسلاميين إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، وبالتالي إجهاض الديمقراطية من داخلها. فلو كان الإسلاميون بالفعل يستلهمون نماذج استبدادية، مثل نموذج ‘خلافة' الملك الانقلابية (وهي نموذج مبكر لمنهج الانقلاب العسكري كان السلاجقة أول من ابتدره)، أو دكتاتورية الفقيه والأمير، فإن مشاركتهم في العملية الديمقراطية تكون مضرة بها، بينما منعهم من المشاركة يلغي الديمقراطية سلفاً.” الجربندى: كما قال المعلق asabangi: الذين تدعوهم بالإسلاميين فى السودان، لم ولن يكونوا أبدا ديمقراطيين.. فقد إتصفوا بكل ما هو بعيد عن الديمقراطية أولا بإستيلائهم على السلطة بإنقلاب عسكرى على الديمقراطية عام 89. - من زمان طلابهم فى الجامعات يستخدمون السيخ والهراوات والمطاوى لإرهاب خصومهم بدلا عن مناجزتهم بالرأى. - الإستعلاء والتجبر وعدم إحترام الآخر ( لدرجة عدم الحياء وقلة الأدب). - المنهج الطفيلى الوصولى والإتكال على أن الغاية تبرر الوسيلة ..حتى وإن كانت هذه الوسيلة تشمل الكذب والتزوير والسرقة والقتل وكل ما هو محرم دينيا. - تفصيل القوانين لكبت الحريات وتسليط قوات الأمن على كل من يخالفهم الرأى. - سياسة التمكين وكل ما رافقها من إبعاد للكفاءات وإستبتاحة المال العام وإستباحة البلد بأكمله. - إستغلال الدين كمنهج وصولى مع الكذب والتضليل وعدم الإيفاء بالعهود. - إشعال الحروب فى كل بقاع الوطن ( نتيجة الظلم) من أجل البقاء فى السلطة. *** أناس كهولاء لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين..إنما فعائلهم فعائل الشياطين ..تحت عباءة الدين حتى لم يبقى من العباءة شئ يستر العورة. أناس كهولاء لا مستقبل لهم لأن أسباب بقائهم معدومة..وإنهم إلى زوال وإلى حساب عسير.” انتهى ولا أحد يريد منع الاسلاميين. ولكن المشكلة اساسا اذا كانوا ديمقراطيين؛ لماذا ميزوا انفسهم بانهم اسلاميون. يجب ان يقولوا نحن مسلمون ويتخلوا عن كل الشعارات التى يرفعونها باسم الاسلام لكى ينخرطوا بعدل وبمساواة داخل الديمقراطية؛ والا ستكون الديمقراطية مزيفة لأن هناك الكثير من الناس ما زال لا يعرف حقيقة الإسلاميين تماما. ويواصل د. الأفندى: “من هنا فإن الجهد الذي ظللنا وغيرنا نضطلع به لعقود ليس ترفاً فكرياً ولا انصرافية عن مواجهة الواقع، بل هو يصب في لب الموضوع، ولا يمكن أن يحدث تقدم في السودان أو غيره من البلدان الإسلامية بدون معالجة هذه القضايا وحسمها والوصول فيها إلى توافق واضح. ويكتسب هذا الأمر أهمية إضافية في السودان، وذلك بسبب استناد الوضع الحالي إلى تأييد تيارات إسلامية قوية، وتوقع أن يكون لهذه التيارات نفوذ كبير حتى بعد زوال النظام، وربما بسبب زواله. وهذا بدوره يلقي بواجبات إضافية على هذه التيارات، وعلى المفكرين الإسلاميين عموماً، لتحرك فاعل لا يفتر من أجل إنقاذ الوضع، والتصدي لما تعرضت له صورة الإسلام من تشويه يعتبر من باب الصد عن سبيل الله، وإنه لإثم لو تعلمون عظيم.” الجربندى: بل إنه ترف فكرى. وما زلنا ندور فى حلقة مفرغة مع الدكتور. التيارات الاسلامية لن يكون لها شيئ غير المزايدة حتى ولو نجحت. فالكل سيزايد على غيره. ولماذا يا دكتور تتوقع لهذه التيارات ثانية نفوذ عظيم!! اما كفى انها حكمت وبينت بيانا بالعمل ل 23 عاما انها فاشلة. والأدهى والأمر يقول الدكتور أنها ستكون سببا فى زوال النظام! فهذه غمزة جريئة جدا لتبرئة التيار الاسلامى من الإنقاذ وبكل قوة عين من الفشل والفساد والضياع الذى دمر البلد بسببهم. وأخيرا وليس اخرا وهو الاخطر من د. الافندى انه يلقى بالواجبات على المفكرين الاسلاميين!!! ويلغى دور المسلمين الباقين. فهذا تأكيد أن الإسلاميين سوف لن يتخلوا عن نهج الوصاية للمسلمين إن لم يكن المنهج الاستعلائى الاقصائى. فهذا هو الإثم العظيم يا دكتور. صورة الإسلام شوهها الإسلاميون وهو اثمكم ولكن يجب ان يتصدى له كل المسلمون. فقد قلناها لكم فى مقالى السبق: يا ايها الاسلاميون الراقدون فوق المسلمين افيقوا …!! راجع المقال http://www.hurriyatsudan.com/?p=59904 وارجو الاجابة على سؤالى الاخير الذى ورد فيه: فهلا أجبتمونى عن أسئلتى هذه يا إسلاميون : ماذا فعلتم بشعبكم؟ حكمتم 23 عاما غصبا ماذا فعلتم؟ وماذا ستقولون لله عز وجل يوم العرض؟، هب أنكم الآن أقمتم دولة إسلامية بحدود جغرافية وكل من يسكنها مسلمون 100%. وبعدين! ثم ماذا بعد؟ فمهما بلغنا من جربندية كمسلمين عاديين، لا فرق بيننا سنكون متحابين ومسالمين ومتعايشين. ومهما بلغنا من أفندية كإسلاميين ومسلمين أخرين لن تقوم لنا قائمة وسنكون متشاكسين متعاكسين متفارقين.